أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - كانت لمزاياهم نكهة خاصة بهم1/2














المزيد.....

كانت لمزاياهم نكهة خاصة بهم1/2


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3515 - 2011 / 10 / 13 - 15:18
المحور: سيرة ذاتية
    


(عَمْ نعطي نصف حرية
يعني نسمح بنصف عبودية)*

لقد فشلت في بناء مدينتي النموذجية كما فشل كل من أفلاطون والفارابي وإبن رشد في إقامة مدنهم الفاضلة. لم يكن طموحي كبيرا كطموح هؤلاء الفلاسفة، و لم أنوى طرح الموضوع كفيلسوف أو سياسي وإنما كمهندس، وجد نفسه أمام أسئلة مؤلمة تبرز أمامه أينما توجه، بحكم وظيفته، ومن صميم واجبه أن يبحث عن حلول لها : لماذا بنى، ويبني وسيبني، هؤلاء البشر بيوتهم على الأراضي التي بإستطاعتها إمداهم، ولبقية المخلوقات، بالغذاء إلى الأبد ولا يبنونها على الأراضي التي جردوها، بحماقاتهم، من هذه القدرة؟ طالما يزيد عدد السكان بإضطراد وبدون ضوابط، ويهجر القرويون قراهم الصغيرة ليغزوا المدن، أليس من الحكمة أن نهجُر الأراضي القابلة للزراعة لنبني مساكننا فوق الأراضي الصخرية أو القاحلة وما أكثرها؟ إلى متى يشرب هؤلاء من الأنهار ويرمون إليها قاذوراتهم من دون معالجتها ؟
لهذا بدأت بالحركة وإتخاذ الأجرائات القانونية الواحدة تلو الأخرى للأجابة على هذه الأسئلة بالعمل الفعلي، و بِدأً من خليفان حيث كانت الفرصة مؤاتية، ولكن الحركة والمحاولات توقفت وقد تكون إلى الأبد. عندما كانت اللجنة المشكلة، من ممثلي عدة وزارات، لدراسة الموضوع تجتمع في مكان مرتفع يفرشون خرائطهم على الأرض، وبعد أن إتفق المهندسون على المكان الأمثل لأعادة بناء المنطقة السكنية. كان ممثل الحركات العسكرية، أمر لواء في معسكر سبيلك، يستمع إلى الأخرين طوال الوقت، متكأ على عصى وفي يده باقة صغيرة من الزهور البرية، وفي النهاية أعطى رأيه الصريح قائلا: نسمح لكم بأن تفعلوا ما تشاؤون في المنطقة التي تبدأ من تلك الصخرة الكبيرة، مشيرا إليها بالعصا الذى كان يتكئ عليه طوال المناقشات، وتنتهي عند بيت شيخ محمد خليفانى ولا تتجاوزوا إلى الجانب الأخر من النهر مطلقا، ما معناه إعادة البناء في نفس المكان، ومن ثم ودعنا دون أن يترُك لنا شباكا صغيرا مفتوحا، لنتحاور من خلاله بهدف تحقيق منافع إنسانية و إقتصادية بعيدة المدى من صرف ما يُقارب عشرة ملايين دولار من الميزانية العامة كمكرمة من فلان....
سأترك خليفان بعد أن أروى لكم طُرفة من طرائف مَلا برايم شهباز:
يٌقال بأن مَلا برايم ذهب، ذات يوم، إلى مَضيف رئيس العشيرة، حسين أغا السورجي، وتفاجأ بأن الجميع ومن بينهم قادة عسكريين كبار منهمكون بالأكل بنهم، عندها يقول وبصوت عالى وبلهجته ( ته بِى هه ديقه ى حيواناته) وتعني: كأنه حديقة حيوانات. ويرد عليه حسين أغا: كانت تنقُصه زرافة.
ولم ألتقي بمَلا برايم مرة أخرى، بعد أن غيرتُ عملي في البلديات، إلا مرة واحدة وبعد مرورسنوات عديدة، حيث زارني، بصحبة إبنه، في البيت وبعد أن ضحكنا كثيرا، سألني قبل أن يستأذن للمغادرة: هل تعرف ما الذي دفعني أن أزورك اليوم بعد مضي هذه السنوات؟ عندما أدرك بانني لا أملك جوابا قال لي و بنبراته الأعتيادية: إنني أشعر بأن أجلي قد قرب، وشعرت بإشتياق شديد إلى أن أودعك قبل أن أرحل من هذا العالم الفاني.
تصورت بأنه يمزح معي .....ولم يمضي أسبوع واحد إلا وسمعت بأنه قد رحل إلى الأبد.

*مقطع من الحلقة الرابعة من المسرحية الغنائية: أخر أيام سقراط:
http://www.youtube.com/watch?v=Z-jRQoRz7-w&feature=related



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عالم إلى أخر 10/5
- من عالم إلى أخر 10/4
- كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 11
- من عالم إلى أخر 10/3
- من عا لم ألى أخر 10/2
- كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 1
- من عالم إلى أخر 10/1
- من عالم إلى أخر 10
- من عالم إلى أخر 9/5
- من عالم إلى أخر9 /4
- من عالم إاى أخر 9/3
- من عالم إلى إخر 9/2
- من عالم إلى أخر 9/1
- من عالم إلى أخر9
- من عالم إلى أخر 8
- كان لدينا من أمثالهم أيضا!
- من عالم إلى أخر 7
- من عالم إلى أخر 6
- عندما تُفاجئ نملة صغيرة فيلا عملاقا لا يتأمل إلا في ظّله!
- ثلاثة أسئلة تنتظر الأجابة من البروفيسور كاظم حبيب


المزيد.....




- بعد ظهوره بفيديو يركل ويجر صديقته.. هل ستوجه التهم للمغني شو ...
- الجيش الكونغولي يحبط محاولة انقلاب ضد الرئيس ويعتقل عددا من ...
- تعرض مروحية ضمن موكب الرئيس الإيراني لحادث إثر -هبوط صعب-
- أنباء عن تعرض مروحية رئاسية لـ-حادث- وغموض حول تواجد رئيسي ع ...
- وسائل إعلام إيرانية: -هبوط صعب- لمروحية الرئيس إبراهيم رئيسي ...
- لافروف يرد على مزاعم سوناك وشولتس بأن روسيا أوقفت إمدادات ال ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل -عنصر بارز- في -حماس- في غزة وينش ...
- الرئيس الجزائري يؤكد أن سنة 2027 ستكون حاسمة بالنسبة للبلاد ...
- جنرال بريطاني يسرد معلومات صادمة عن جيش بلاده
- لافروف: حان الوقت كي يدرك نظام كييف الحقائق على الأرض


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - كانت لمزاياهم نكهة خاصة بهم1/2