أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خسرو حميد عثمان - عندما تُفاجئ نملة صغيرة فيلا عملاقا لا يتأمل إلا في ظّله!














المزيد.....

عندما تُفاجئ نملة صغيرة فيلا عملاقا لا يتأمل إلا في ظّله!


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 17:29
المحور: كتابات ساخرة
    


كنت مهندسا في معمل طابوق بلدية أربيل، الذى كان يقع خارج المدينة، أنوي مراجعة البلدية لأشغال تخص المعمل.
حالما دخلت إلى الباحة الوسطية لبناية مديرية بلدية أربيل أشار إليّ محمد مولود (مه م) بيده، حيث كان واقفا أمام غرفته، غرفة مدير الأدارة، وعندما إقتربت منه قال: يوم الجمعة القادم وفي قاعة نادي المعلمين تُجرى إنتخابات الجمعية الأستهلاكية لموظفي الدولة حيث تُدمج جمعية المعلمين وجمعية موظفي البلدية في جمعية واحدة وتُنتخب الهيئة الأدارية لها، في نية المعلمين السيطرة على الجمعية الجديدة والتلاعب بمقدراتها بذلك يُغبن موظفي البلدية كثيرا، عليه قررنا منافستهم بانزال قائمة باسم "موظفي البلدية" بصورة مفاجئة يوم الأنتخاب. هل تُوافق أن يكون إسمك في القائمة معنا يوم الجمعة؟
أجبته: بكل تأكيد.
أضاف قبل أن أبتعد عنه: إذا ننتظرك في الموعد والمكان المحددين ولا تنسى إستصحاب هوية مجددة للجمعية معك.
كان علىّ البحث عن المهندس فؤاد بلال للتاكد فيما إذا كانت هويتي بحوزته، وفيما إذا كانت مجددة، لكي لا أنكُث بما وعدت به (مه م)، لأنه، كروائي ومعرفتي به، كنت مقتنعا بأنه يُخطط لخلق حدث صغيرعلى أرض الواقع لبناء رواية متشابكة الخيوط والعُقد، إنه خيال الروائي الذي يمتد من الواقع إلى جميع الأتجاهات وفي كل الفضائات. ومن لايعرف فؤاد بلال أو مثله قد لا يعرف ماذا يعني الرجل المحشو حشوا بكل نزعات الخير والحنان والرأفة، الرجل المستعد دائما للمساعدة بدون رياء، الأنسان القنوع والموظف النزيه. كان فؤاد يستعير منى، أحيانا، هويتي، لشراء ما يحتاجه أصدقائه بإسمي وبالأقساط وكان التقسيط، في كثير من الحالات، قد يمتد لأكثر من سنة و يقوم بجباية المبالغ التي كانت تُستقطع من راتبي من المستفيدين فلسا بعد فلس في نهاية كل شهر وإعادتها لي، وكنت أتعجب من صبر فؤاد وهو يقوم بهذه العملية المملة.
بعد أن حضر المشرف القانونى إلى المكان المخصص للأقتراع، وكان كاتب العدل كما أتذكر، فتح باب الترشيح أمام الحاضرين وقدم أحدهم قائمة بإسم الجبهة الوطنية والقومية التقدمية وبعده قدم محمد مولود قائمة باسم موظفي البلدية. هكذا أعلن عن وجود قائمتين تتنافسان حيث كُتب عل يمين اللوحة عموديا أسماء المرشحين على قائمة الجبهة الوطنية والقومية التقدمية وعلى يسارها أسماء المرشحين على قائمة موظفي البلدية كالأتي:
محمد مولود رئيسا، خسروحميد عثمان نائب للرئيس، رقيب عبدالسلام عضو، عبدالخالق(لاأتذكر إسم والده) عضو، إبراهيم مجروم عضو. بعد أن أدلى الحاضرون بأسمائهم أخذ الناخبون من مؤيدى قائمة موظفي البلدية يحضرون رويدا رويدا ويدلون بأصواتهم بهدوء وينصرفون أما القائمة المنافسة، الضامنة لفوزها عن طريق التزكية، بعد أن خابت أملها حيث لم تجد محاولاتها الملتوية بسبب الحيادية التامة للمشرف القانون(أعتقدكان إسمه غازي ولكنني لست متأكدا) وعدم حضور مناصريها بدأو بالأستفزاز دون ردود فعل من جانبنا. بعد الظهر أخذ الحماس يصعد عند أحدهم وأخذ يهتف، بصوت عال، ضد الرجعية وأذنابها من الطابور الخامس وإنتظار الويل والثبور..... عندها قلت لجماعتنا، بهدوء و بهدف إشاعة روح المرح بيننا وإفهام الطرف الأخر بأننا لا نعبأ بمثل هذه الأستفزازات: ياجماعة أشوف هذا الرفيق لا يُغرد على النغمة التي نسمعها من الأذاعة والتلفزيون ليلا ونهارا ونسى عمالتنا للصهيونية العالمية واللقيطة إسرائيل أيضا يبدو أنه رفيق مستجد قليل الخبرة و تحت التدريب! وعلق أخر قائلا: لا يابا لا هذا لا يعود إلى عدم الخبرة والنسيان لإنه رفيق من نوع أخر ويُغرد على نغمة أخرى .... وغرقنا في الضحك! هكذا أمضينا الوقت؛ المرح في مواجهةالأستفزاز إلى أن إقترب وقت غلق الصندوق . جاء شخص وطلب من محمد مولود مرافقته ، بعد أن عاد قال: مساعد مدير الأمن موجود في الأدارة ؛ وضع أمامي خيارين إما الأنسحاب أو النقل إلى المحافظات البعيدة. أجاب الجميع بصوت واحد وبدون تردد: لا ننسحب.....وبعد مفاوضات طويلة مع مساعد مدير الأمن توصلنا إلى إتفاق بأن يُضاف إثنان أو ثلاثة من أعضاء قائمتنا إلى الهيئة الأدارية للجمعية الجديدة وكانوا رقيب وإبراهيم وعبدالخالق.
وفي طريق العودة إلى البيت كنت مندهشا من قدرة خيال (مه م) في إمكانية إستثمار هذه الفرصة البسيطة في إثبات فكرة إمكانية مفاجئة نملة صغيرة لفيل ضخم لا يتأمل إلا في ظله الممتد إلى حيث تتلامس الأرض مع السماء وهو واقف بثبات وبدون حركة على رابية ناسيا أن الشمس التي تشرق من ورائه تصعد، حتما، إلى قبة السماء رويدا رويدا عندها يقف كل كائن على رجليه وفوق ظله.
عندما وصلت إلى البيت كان المُذ يع في التلفزيون يقرأ بيانا مكهربا يروي فيه عن كيفية إخماد (فتنة) حصلت في بساتين كربلاء أشعلها، حسب البيان، (أبوالكلل) إذا لم تخنني ذاكرتى. عندها داهمني شعورقوي ومحزن بأن العد يد من الرؤوس البشرية إستقرت، هذا اليوم، تحت أقدام الفيل الضخم هناك في الوقت الذى إستطاع خيال (مه م) هنا من محاصرة الفيل نفسه بتحريك نمل صغير في وقت غير متوقع. لهذا السبب، قد يكون، كراهية و عداء الجبابرة، بجميع أنماطهم، لمن لهم خيال واسع وأحلام كبيرة وهم خارج الحضيرة كما إعتقدت ومازلت.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة أسئلة تنتظر الأجابة من البروفيسور كاظم حبيب
- من عالم إلى أخر 5
- من عالم إلى أخر4
- من عالم إلى أخر 3
- من عالم إلى أخر 2
- من عالَم إلى أخر 1
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد (الأخيرة)
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 3
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 2
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 1
- ثقب في جدار المخابرات العراقية
- بعد 52عاما يعود التأريخ الى مساره الصحيح
- القاتل والمقتول فى جسد واحد
- أنا أحكم إذا أنا موجود2
- أنا أحكم اذا أنا موجود1 *
- إلى من يهمه الأمر: طلب شخصي لأشغال إحدى الدرجات في حكومة الن ...
- تحية وتقدير لرجل كسر حاجز الصمت في أربيل
- عندما دافعت إمرأة عراقية عن كرامتها قبل 30 عاما
- هكذا كانوا يدوسون على كرامتنا
- أسماء محفوظ: علشان كرامتي كمصرية.


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خسرو حميد عثمان - عندما تُفاجئ نملة صغيرة فيلا عملاقا لا يتأمل إلا في ظّله!