أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - من عالم إلى أخر4














المزيد.....

من عالم إلى أخر4


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 08:58
المحور: سيرة ذاتية
    


بعد مغادرة الرجل وإبنه مكتب المحافظ بطريقة مثيرة للأستغراب داهمني شعوربأنني أمام لوحة سوريالية في غاية الغرابة والقتامة، هذا الرجل الذي بدأ حياته بمعاداة الماركسية يعتبرني ماركسيا بالوراثة من دون أن يجهد نفسه قليلا ليكتشف بأنني لم أقرأ سطرا واحدا من مؤلفات ماركس الضخمة لأنشغالي الكلي بقضايا أُخرى، وإنني متأكد من أن هذا الحاقد، حتى العظم، على ماركس والماركسيين لم يفعل ذلك أيضا ( الكلام كله كان موجها لوالدي)، نحن نعيش في عالم يسمع فيه (الأئمة) ويلوكون ما سمعوه ليسمعه التابعون لهم ويلوكون بدورهم ماسمعوه من(أئمتهم) وهكذا تستمر العملية من تابع إلى أخر دون أي تمحيص أو تدقيق أوإخضاع ما سمعه لميزان العقل أو المنطق على الأطلاق. وجدتُ من الضروري أن أُُوضح للمحافظ كيف تعاملت باحترام وتقديرمع هذا الشخص الذي لم يكتفي بالتجاوزعلى أراضي الدولة وإنما على منتسبيها بدون مبرر: راجعني مع إبنه قبل عدة أشهر وقدم نفسه باعتباره مدير شرطة متقاعد وعدد المناصب من خلف السدة في يغداد لغاية مدير شرطة....( مرفق حيوى في البصرة) قبل تقاعده ولم أُ أُُشعره بأنني أعرف من أين بدأ مسيرته في مسلك الشرطة، وكان طلبه مني تحريك معاملة تمليكه قطعة أرض عائدة للدولة تجاوز عليها في مصيف صلاح الدين، وبينت له بأن تمليك الأراضي على المتجاوزين في مصيف صلاح الدين متوقف بقرار من لجنة شؤون الشمال في مجلس قيادة الثورة. لكنه بين بثقة بأن لجنة شؤون الشمال حلقة فى أصبعه وتستشيره بقضايا حساسة ولم يسبق لها أن خالفت رأيه ولو مرة واحدة ولهذا يستطيع الحصول على موافقتها لتمليكه الأرض التي تجاوز عليها إن تمت مفاتحتها مباشرة من قبلنا، بعد أن بينت له بعدم إمكان البلديات بمثل هذه المفاتحة وقد يكون ذلك من صلاحية المحافظ إن وافق، لهذا أخدت موافقتك(موافقة المحافظ) المبدئية هاتفيا وأتخذنا الأجرائات الأصولية فورا وأخذ بيده المعاملة إلى بغداد ولم أراه ثانية إلا اليوم هنا، ولا أشك بأنني تصرفت معه بما يدعوه لأستفزازي أو إحراجك.
(أود أن أوضح للقارئ عندما أخبرني بأنه مدير شرطة متقاعد ويطلب تمليكه الأرض التي تجاوز عليها في مصيف صلاح الدين أحسست بأن في أعماق كل فرد منا مخلوق بويهمي لايعرف الخجل وينتظر الفرصة، بزوال عامل الخوف، للأنقضاض على كُل مظهر من مظاهر الحضارة والمدنية والعودة بالحياة الى شريعة الغاب، وإلا كيف يُفسر تصرف هذا الشخص الذي أمضى جُل حياته في مؤسسة وظيفتها الجوهرية حماية القانون .....)
المحافظ: بالعكس إنك هيأت لي فرصة ثمينه لم أكن أتوقعها أبدا. هل رأيت كيف إنسحب صامتا وظهره مُنحني وكيف كانت ملامح وجهه، لإنك لاتعرف ماذا قلتُ له وبماذا ذكرته في هذه الكلمات المعدودة، ولا تعرف أن لهذا الرجل معي حكاية مؤلمة وهي: عندما كنت شابا، كنت أمر إنضباط الشرطة في البصرة وكنت منسجما مع عملي والحالة الأجتماعية السائدة في المدينة لدرجة كبيرة إلى أن جاءت برقية من بغداد تتضمن نقلي، فورا، إلى ناحية السلام الواقعة في أهوار العمارة، التي يصعُب وصف صعوبات الحياة فيها لمن لم يراه بنفسه، ومُنعت من مغادرة الناحية، وبعد أن أمضيت فترة فيها وأنا في حالة صراع دامي مع البعوض قررت مغادرة المكان خلسة والسفر الى بغداد للوقوف على أسباب نقلي ووضعي تحت الأقامة الأجبارية في ناحية السلام، حيث كلفت البعض من أقربائي بذلك وعدت ألى ناحية السلام، بعد البحث إكتشفوا بأن هذا الرجل قد وشى بى وكتب تقريرا سريا كيديا عنى ويتهمني فيه بأننى ناشط قومي كوردي...
قلت للمحافظ: كنت أتوقع، من تعاملك معه بكل هذا الأحترام، تأريخا مختلفا بينكما أو من موجبات روح الزمالة أوإحترام مرؤوس لرئيس سابق وفي زمن مختلف ....!!!
عندما غادرت مكتب المحافظ لمحت، بعدما رأيت معاملتة الرزينة والهادئة لشخص خلق له صعوبات كبيرة في أوائل حياته، أهمية الأنفة عند المسؤليين. الأنفة التي يذكرها شارل ديغول في كتابه (حد السيف) ولم ألمح أية صفة من صفات الشرطي المحترف التي يصف بها فيكتور هوغو المفتش جافير في(البؤساء) في هذا المتجاوز علي أراضي الدولة.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عالم إلى أخر 3
- من عالم إلى أخر 2
- من عالَم إلى أخر 1
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد (الأخيرة)
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 3
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 2
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 1
- ثقب في جدار المخابرات العراقية
- بعد 52عاما يعود التأريخ الى مساره الصحيح
- القاتل والمقتول فى جسد واحد
- أنا أحكم إذا أنا موجود2
- أنا أحكم اذا أنا موجود1 *
- إلى من يهمه الأمر: طلب شخصي لأشغال إحدى الدرجات في حكومة الن ...
- تحية وتقدير لرجل كسر حاجز الصمت في أربيل
- عندما دافعت إمرأة عراقية عن كرامتها قبل 30 عاما
- هكذا كانوا يدوسون على كرامتنا
- أسماء محفوظ: علشان كرامتي كمصرية.
- السباحة في بحر من التساؤلات والهواجس 2
- السباحة في بحر من التساؤلات والهواجس1
- عندما كنت عاجزا عن التمييز بين الوهم والحقيقة 5/5


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - من عالم إلى أخر4