أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - من عالم إلى أخر9














المزيد.....

من عالم إلى أخر9


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3429 - 2011 / 7 / 17 - 13:24
المحور: سيرة ذاتية
    


راحت الأيام و شوى شوى
سكت الطاحون على كْتف المَاىْ
و جدى صار طاحون ذكرياتْ
يطحنْ شمس و فَي .
{مقطع من أُغنية ( كان عندنا طاحون) للسيدة فيروز}

قبل أن أنتقل إلى تجربتى مع السيد نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة الدورى لنرى كيف كان منطقه و كم كانت سعة حوصلته و فذلكته في معالجة الأمور التي تُعرض عليه أثناء جولاته الميدانية أود أن أروى لكم قليلا من ما لم أرويه لوالدي:
كثيرا ما كنت أشعر أن فى رأسي طاحونة تدور بدون توقف. طاحونة تطحن ليلا كُلَ ما كنت أجمعها من غلالِ في نهارى لتنتُج منتوجا مُحيرا تدفعني إلى تجميع المزيد والمزيد من الغلال وكانت النتيجة المزيد والمزيد من الحيرة!
كانت الغلال التى تتجمع في جعبتي لتَسلك سبيلها شوى شوى إلى الطاحونة المنصوبة في رأسي هي الملاحظات التي كانت تستقيها حواسي من مشاهداتى اليومية لسلوك الناس وتصرفاتهم وردود أفعالهم لتتحول بعد الطحن إلى سيل من الأسئلة! مما كنت مضطرا أن أبحث عن أجوبة لها من البيئة و المحيط الذي كنت أعيش بين ظهرانيه، وبعدها تظهر أسئلة أكثر تعقيدا وتشابكا مما جعلتني وجها لوجه أمام إشكالية واضحة المعالم تنحصر في: مغزى وجودي في الحياة و في هذا الزمان والمكان؟ و كيف و متى ينتهي هذا الوجود؟
لم أتمكن من إيجاد حل لها؛ من جهه لم أكن مقتنعا بأن أقوم بإنقلاب على نفسي وعلى طروحاتي، و من جهة أُخرى فشلي في إقناع أحد من المحيطين بي ليطرد الخوف من كوامنه كما فعلت، والأفصاح عن رأيه وقناعاته بكل صراحة وشفافية مما وضعتني وجها لوجه أمام أحد الأحتمالين: إما أنا إنسان قليل الخبرة و الحكمة أعيش في عالم الخيال أو أعيش في عالم مريض وبائس غارق في بحر عميق من الخوف!
يا خراب بيتي ما الذي دفعنى أن أدرس الهندسة وليس الفلسفة؟ كنت أحلم بالتخصص في الرياضيات هذا العلم المجرد الذي له سطوته على جميع العلوم ومناحي الحياة قاطبة، ولكنني نفذت رغبة والدي ودرست الهندسة وأنا لست مولعا ب ....
كنت مقتنعا بأنني بحاجة إلى المزيد من الحكمة لكي أتمكن الأستمرار في العيش تحت هذه الظروف ولكنني كنت متحيرا إلى من أتوجه لأتعلم منه ما أحتاجه من حكمة لأستطيع العيش بينهم براحة بال؟ هل أذهب إلى رحمن بائع اللبن في محلة تيراوه، ذلك القروى الذي لم يتعلم الكذب والغش بعد ولكنه في صراع دائم مع من حوله، أو الذهاب إلى قادر لبلب هذا البقال الأربيلي في السوق الكبير الذي تمتلئ جعبته بحكايات وأسرار هذه الحياة لكنه لايعرف التملق ولا ينطق كلمة مُهندس عمدا كما ينطقها الأخرون وإنما مِهَنْدز (تعنى مهنة السرقة) ولكن هل قامت الحياة في هذا البلد يوما ما بدون متملقين وسراق منذ الأزل؟ أو الذهاب إلى ذلك(القزم1) الذي يحلُم أن تتحول قلعة أربيل إلى قزم تُحيطها عماراته الشاهقة من كل جانب ولكنه رغم ثروته وأمواله شخص غير محبوب بين الناس من أهل المدينة وبعكسه تَوَجْتُ هذه القلعة المهملة عندما كنت مهندسا في البلدية بتاج فريد من نوعه في العالم، تاج صممتُهُ من نور ذهبي اللون تُوحي للقادم ليلا إلى إربيل ومن مسافات بعيدة كأنها(القلعة) تاج ذهبي يطفو فوق بحيرة من الظلام، أو أذهب إلى ذلك المهندس المعماري الذي ورث أموال.... كما يقول المثل الأربلي، والذي حاول بدون جدوى أن يُعلم الأسطة زرار قادر الرشوة لكي يعطيه الأسبقية في تجهيز الطابوق على حساب الأخرين لتنفيذ (مقاولة حكومية) في زمن أصبح الحابل والنابل مقاولا أما المبدعون المتمكنون على إضافة مسحة جميلة إلى ملامح هذه المدينة الكالحة نادرون، ليكسب ربحا ماليا بدلا من إنشغاله في سد هذا الفراغ المؤلم و وضع تصوراته وأرائه المعمارية أمام الرأي العام للحيلولة دون ضياع المعالم التأريخية للمدينة، كما فعل المهندس المعماري دارا طلعت عندما صمم بناية نقابة المهندسين ونفذه المهند س أيوب سيد شريف بأمانة وأنا بدوري أضفت إلى مساحتها أكثر من ضعفها من أراضي البلدية عندما كنت وكيلا لمدير بلدية أربيل، لأظهار معالمها المعمارية وإيجاد نوع من التوازن للنظر مع خزان ماء حديدي قبيح المنظر قائم على الحانب الأخر من الشارع الستيني، أو ما قام به مهندس معمارى أرمني من بغداد عند تصميمه بناية محافظة أربيل بطريقة تُحاكي القلعة أيضا ولكن على هيئة (صقرضخم يفرش بجناحيه الواسعين على قلعة) وتم تنفيذ التصميم بصورة مشوهه لربما كان المهندس المشرف قليل الخبرة والدراية بالجماليات المعمارية أو كان المقاول في وضع قوي لا يهتم بتعليمات المهندس المشرف لتنفيذ تفاصيل معمارية مكلفة لا لزوم لها في نظره مما سبب، كما قيل، في تعرض المهندس المشرف( الطرف الأضعف في المعادلة) إلى الأهانة من لدن المصمم نفسه فى بغداد ولكن بعد فوات الأوان، بعد أن إحتل صرح معماري مشوه مكان مدرسة كانت لها قيمة أثرية ومكانة مضيئة بارزة في ذاكرة أربيل والأربليين.

1ـ إستعرت هذا الوصف من رسالة وصلتني من إيطاليا في حينه من مترجم تألم كثيرا لما سمعه عند قيامه بالترجمة بين هذا الرجل الطموح و الأيطاليين و خصوصا جوابه على تساؤل مهندس إيطالي حول كيفية السماح له ببناء عمارة شاهقة على بعد أمتار من قلعة تأريخية بإعتبارها المَعْلم الأبرز في المدينة!



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عالم إلى أخر 8
- كان لدينا من أمثالهم أيضا!
- من عالم إلى أخر 7
- من عالم إلى أخر 6
- عندما تُفاجئ نملة صغيرة فيلا عملاقا لا يتأمل إلا في ظّله!
- ثلاثة أسئلة تنتظر الأجابة من البروفيسور كاظم حبيب
- من عالم إلى أخر 5
- من عالم إلى أخر4
- من عالم إلى أخر 3
- من عالم إلى أخر 2
- من عالَم إلى أخر 1
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد (الأخيرة)
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 3
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 2
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 1
- ثقب في جدار المخابرات العراقية
- بعد 52عاما يعود التأريخ الى مساره الصحيح
- القاتل والمقتول فى جسد واحد
- أنا أحكم إذا أنا موجود2
- أنا أحكم اذا أنا موجود1 *


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - من عالم إلى أخر9