أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - من عالم إلى أخر 10/4














المزيد.....

من عالم إلى أخر 10/4


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 14:13
المحور: سيرة ذاتية
    


(الجواب، يا صديقى: نَفْخُ في الريح،
نَفْخُ في الريح)*
قد تفرض الأجابة على بعض الأسئلة، كالتي جائت في خاتمة الحلقة السابقة، على شاب لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره، دخل في معترك الحياة في سن مبكرمن عمره، اللجوء إلى الأستقراء من كل ما قرأه من كتب وماسمعه عن تجارب الأخرين وتجاربه الحياتية التى تراكمت في ذاكرته، أوإختبأت في لا شعوره، ومن خلال المشاهدات التي إمتدت من أربيل إلى كركوك و الموصل وبعقوبة وبغداد والكوت والسماوة ونقرة السلمان، لزيارة السجون فيها، ويستنتج بأن القدرة الهائلة للأنسان على تحمل الظروف القاسية و الألم الجسدي والنفسي ، تنمو و تتشكل بالأرتباط مع تطورالوعي، بأن واقعا تعيسا ومؤلما لا يُستحمل، ويجب أن يُغَيَر، وإن المساهمة في هذه المهمه الشائكة، والسعي لتحقيق هذا(الحُلم) البعيد المنال تُعطي للحياة الأنسانية قيمتها الحقيقية ومعانيها العميقة ونكهتها. بهذه الألية يصمد الأنسان الذى حسم الأمر في داخله، وهيمنت قوة عزيمته على ضعف جسده وأهوائه، وحيدا أمام قساوة وهمجية ومكر اللذين لا يرون الحياة ومباهجها إلا من خلال نزواتهم المريضة ونفوسهم الضعيفة وحاجاتها. هكذا كانت مشاعرى عندما جلست على كرسى خشبى في كهف كبير في (جم ريزان)، مغمض العينين، تاركا وجهي، الذي يُظهر ملامح الأنسان للأخرين، لأنامل الدكتور حكمت ومشرطه ليفعل ما يشاء، ليُزيل هذا الكيس المملوء بالقيح والجراحة من وجهي، من دون التفكير حتى في سؤاله، فيما إذا كان عمله هذا سيترك أثاراً غير مرغوبة أو تشوها ماعلى وجهى، لأن سؤالا أخر أشغلني في الوقت ذاته: من يستطيع أن يُعْيِنَ الدكتور، الذي يُعالجني ويُزيل كُل هذا القيح من وجهي، في معالجة وضعه وخلاصه من وضعه المؤلم؟ كان وجوده في (جم ريزان) كأسيرلأن جريمته كونه طبيبا في الجيش العراقي ووقع في الأسر مع جنود أخرين في أحد الكمائن، كما سمعت في حينه. وهو يعيش و يُمارس مهنته بأدوات بسيطة وفي كهف يسرح فيه الجرذان والبعوض والذباب( غرفة تعذيب بالنسبة لطبيب يقوم بأداء مهمته)، وتحت هذه التسمية القبيحة وفي هذه الظروف التراجيدية، وبالرغم من ألامه، يؤدي دوره المهني في خدمة الأخرين و بالأمكانيات المتوفرة لديه بدون مقابل. ومن ثم سرح فكري من هذا الكهف الكبير إلى كهف صغير أسفل جبل (بيره مكرون) لأتذكر المشهد بكل تفاصيله، حيث إستضافنا رجل مرهف الحس، يبدو كان يعرف والدي، للأحتماء معهم في ملجائهم إلى أن يحين الظلام، ووضعوا أمامنا ما كان بحوزتهم من الخبز واللبن وبعد أن وضع الرجل بنفسه الشاي أمامي وقعت ذبابة من الحجم الكبير في قدح الشاي، للبحث عن حل و فيما إذا لاحظ أحد من الحاضرين ذلك، إلتقى عينى بعين طفل كان جالسا بجانب أمه، عندها غمرنى مشاعر لا أتمكن من وصفها ولكنني شعرت بأنني أُخاطب هذا الطفل البرئ من دون أن تتحرك شفتاي: عندما كنتُ في عمرك كنت أختبئ في حضن أمي أو جدتي أوتحت الكرسي كلما كان مفتش القطار يقوم بجولته لكي لا يطلب منى تذكرة السفر ولكنك الأن وبهذا العمر تختبئ مع أمك في كهف ضيق خوفا من الطائرات، ترى كيف تكون الحياة التى تُفرض عليك إن وصلتَ إلى العمر الذى أنا فيه والحياة تجري بهذه العبثية؟
وفي هذا الأثناء حرك الدكتور رأسي برفق قائلا: لقد نجحت في الأختبار، لقد أثبت إنك إبن أبوك. ولكنني أعدتُ، بصمت، صياغة ما قاله الدكتور: أنا كما هو أبي يدفعنا الألم الأزلي العميق من تحمل بقية الألام الذاتية بصمت وخشوع.

* مقطع من أُغنية بوب ديلان
http://www.youtube.com/watch?v=tSSjM6-fUFE&feature=related



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 11
- من عالم إلى أخر 10/3
- من عا لم ألى أخر 10/2
- كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 1
- من عالم إلى أخر 10/1
- من عالم إلى أخر 10
- من عالم إلى أخر 9/5
- من عالم إلى أخر9 /4
- من عالم إاى أخر 9/3
- من عالم إلى إخر 9/2
- من عالم إلى أخر 9/1
- من عالم إلى أخر9
- من عالم إلى أخر 8
- كان لدينا من أمثالهم أيضا!
- من عالم إلى أخر 7
- من عالم إلى أخر 6
- عندما تُفاجئ نملة صغيرة فيلا عملاقا لا يتأمل إلا في ظّله!
- ثلاثة أسئلة تنتظر الأجابة من البروفيسور كاظم حبيب
- من عالم إلى أخر 5
- من عالم إلى أخر4


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - من عالم إلى أخر 10/4