أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جهاد علاونه - يدك منذ اليوم














المزيد.....

يدك منذ اليوم


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 01:35
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كل شعوب العالم المتحضر تستعمل يديها لأشياء كثيرة عدى الأكل والشرب والنوم إلا العرب الذين غالبا ما يستعملون أياديهم فقط لحك أعضائهم التناسلية أو لتناول الطعام والشراب أو لوضعها تحت الرأس ونادرا ما تجد رجلا عربيا أو أنسانا عربيا يستعمل يده لكي يتناول بها من على المكتبة كتابا يقرأه عن فن الحكم أو فن التفكير أو من المستحيل أن تجد اليد العربية ممدودة للسلام فدائما يد العرب ممدودة للحرب وللقتال ولم أرى في حياتي يدا عربية تصنع تلفزيونا أو تلفونا أو طائرة ما عدى أنها ماهرة في صنع الانقلابات الظلامية على النور وعلى كتابة وسن أنظمة وقوانين تعيق مسيرة التقدم والنماء والانتماء.

ولكنك منذ الآن لم تعد تستعمل يديك للصلاة فقط على النبي ولا لكي تدعو للحاكم فيها بطول العمر وهو يحاول أن يسرق منك العمر والحلم بل أن تستعمل يديك للتغيير من أجل مستقبل أفضل مشرق ومثير لك ولأولادك من بعدك, فلم تعد أنت منذ اليوم تستعمل يدك للوضوء فقط لا غير بل أنت منذ اليوم تستعملها من أجل الاطاحة بالمؤسسات القديمة التي تحكمنا غصبا عنا ورغما عنا التي جئنا إلى هذا البلد ووجدناها أمامنا لم نخترها بأيدينا ولم نبنها بأيدينا ومنذ أن أصبح لنا أيادي قررنا أن نبنا باليد الجديدة مؤسسات جديدة تحكمنا .. وأنت منذ اليوم ولدت من جديد في عالم عربي ممزق بحاجةٍ إلى التغيير والتجديد وبفمك لسان جديد مصنوع من شفرة حادة ولك قلبٌ من حديد.. وأنت منذ اليوم أردنيٌ يصنع الزلازل أنى يمشي تحت قدميه ويثير بمشاعره البراكين حيت ينثر أحزانه ويسمح لها بالانطلاق وينفجر في وجه كل ظالم وكأنه عود ثقاب في وجه ظلامٍ دامس فلم تعد تستعمل يديك فقط لرفع بنطالك كلما سحل ولم يعد اسمك (أبو بنطلون امسحول) ..أنت منذ اليوم أردني حديث لم ترسمه يد رسام ولم تحفره أي فأس ولن يراهن على سقوطه أي مراهن لأن يديك الجميلتين اختلفن عن يديك القديمتين القبيحتين اللواتي كنت تستعملهن للتصفيق لم يسرقك ويسرقني ..أنت منذ اليوم لن تبقى مكتوف الأيادي ولن تبقى تستعمل يديك من أجل التصفيق فهذه اليد الجميلة خُلقت لتحمل فيها أوراق الخريف المر وأوراق الشتاء الداكنة اللون وهذه اليد لم تُخلق لكي تصفق لمن هب ودب بل خلقت لكي تلعن وتسب وتقاوم وتضرب وتثور وتهدم بالمؤسسات الرجعية ..أنت منذ اليوم لم تعد معصوب العينين ومغلق الفم لأن يدك المباركة لم تعد طوال النهار مكتوفة أو متشابكة الأصابع وكأنها طالب في مدرسة مؤدب جدا لا ينطق بحرف بل أصبحت يدك مرفوعة للأعلى تطالب بحقها بأن تتكلم وبأن تبدي رأيها وبأن تكتب وعيها وبأن تنشر ثقافتها..أنت منذ اليوم لم تعد للشيطان حليفا لأن يدك لم تعد كما كانت خلف ظهرك ترتاح وتلتف فيها اليد اليمين على اليسار بل أصبحت أمامك تفكر في أن ترفعها للأعلى ً..أنت منذ اليوم حليف لكل ثائر وأنت منذ اليوم مظلة لكل من يهرب من وهج المحارق ويدك منذ اليوم تحك بها رأسك بعد أن كنت لا تستعملها إلا لحك خلفيتك الثقافية ..أنت منذ اليوم ثائر ويدك لم تعد مرتخية بل تنادي وتندد يسقط الظلم ويسقط الكذب ويسقط كل نظام حرامي وسرسري..وأنت منذ اليوم رمحٌ ستسلطه على أعداءك وأنت منذ اليوم بندقية وسكين وحجرٌ نضرب به كل غادر بعد أن كنت لا تستعمل يدك إلا لتضع بواسطتها الطعام في فمك..وأنت منذ اليوم لم تعد ضائعا وأنت منذ اليوم لم تعد هاربا فأنت منذ اليوم لم تعد على الأوضاع صامت لأنك بدأت تستعمل كلتا يديك في أغراض مفيدة تحك بها مخك تارة وتارة تحك بها ذقنك وتارة تصنع فيها أشياء مفيدة..أنت منذ اليوم تتكلم نيابة عنّا وأنت منذ اليوم تتحدث بإسم كل مقتول وبإسم كل أردني مغدورٌ وممتوك ومهتوك الستر والعرض في كل أروقة المخافر بعد أن كان الناس أو رجلا واحدا يتكلم نيابة عنك وعني وعنه وعنها وعنهم وعنهن...وأنت منذ اليوم لم تعد نائما وأنت منذ اليوم لم تعد تحلم فأنت منذ اليوم صاحي وأنت منذ اليوم مستيقظ لأنك لم تعد تستعمل يديك للنوم فقط كما كنت سابقا تستعمل يدك لتضعها تحت رأسك أو فوقه لكي تساعدك .. فأنت منذ اليوم ..أنت منذ اليوم في ذاكرة كل الثائرين أنت منذ اليوم لن تكون طابة تنس تتقاذفها المضارب بل ستبح بل أبحت يدك مضربا تضرب بها أعداءك..وأنت منذ اليوم لن تكون كرة قدم تتقاذفها الأرجل وتتطاول عليها الأيدي وصفارات الحكام في كل الملاعب لأن يدك أبحت بعد ثورتك طويلة وتمتد إلى قلب العاصمة عمان تضرب بها وتهتف بها..أنت منذ اليوم ثائر وأنت منذ اليوم طائر حر..أنت منذ اليوم غاضب ..أنت منذ اليوم صارخ..أنت منذ اليوم لن تكون مجرد رجل باكيا في الطرقات وعلى أزقة الطرقات وفي الأرصفة وعلى خشبات المسارح ..أنت منذ اليوم ثائر أنت منذ اليوم منتفض من كل جوانبك من اليمين إلى أقسى اليسار..أنت منذ اليوم لن تكون جائع أنت منذ اليوم لن تكون إلا قنبلة موقوتة في وجه كل من تسول له نفسه أن يتآمر عليك..أنت منذ اليوم لن تتمنى أن تكون إلا أردنيا ثائرا أنت منذ اليوم ثائر وأنت منذ اليوم غاضب وأنت منذ اليوم لن تدع جراحاتك للزمن أن يدملها وللرياح أن تنثرها لأنك أنت منذ اليوم بركان منفجر وإنسان غاضب وملتهب في كل ما تحمله بداخلك من مشاعر ويدك تتحرك وأصابع يديك تعبر بهن أو بواسطتهن عن الكلمات التي لا تستطيع أن تقولها بلسانك..أنت منذ اليوم لن تكون ورقة يانصيب خاسرة يكتبُ عليها الناس أسماءهم وأنت منذ اليوم لن تكون تاريخا أو مجرد رجل عابر في تاريخ العرب الأكارم فأنت منذ اليوم شاحب الوجه ومكفهرا وغاضبا وثائرا ومتطاولا على الطغاة في كل الميادين وفي كل المحافل لأنه أصبح لك يد تدافع فيها عن نفسك..أنت منذ اليوم لن تكون ورقة بيضاء يكتب ويخربش عليها أي إنسان يدعي بأنه شاعر فأنت منذ اليوم منشور سري يوزع في الأزقة وفي الحارات وفي كل المداخل وفي كل المخارج..أنت منذ اليوم شخصاً آخر لم تعرفه الحكومات العربية ولم تسمع به أجهزة التصنت الإستخبارية أنت منذ اليوم ولدت من جديد إنسان غاضبا تحمل بيدك الكفن وتقف على حافة قبرك تنتظر المصير النهائي لكل عربي ثائر يحتج على الظلم وعلى بيع الضمائر.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأردن وطن الأحرار
- المرأة دائما مريضة
- الرجل العربي الليبرالي
- وين مكاني؟
- رجل مهم
- أنت السبب
- أنا شغلة من ليس لديه شغلة
- فن الهلوسة
- أولاد عبد الله
- من أسقط النظام؟
- قطع الأعناق ولا قطع الأعضاء التناسلية
- في كل بيت بيت شارع شارع زنقه زنقه
- مؤسسة الأفخاذ الحاكمة
- نريد بناء نظام حكم سياسي
- ثوروا يا أردنيين
- الجماهيرية العربية الليبية الاتحادية الديمقراطية الاشتراكية ...
- المؤسسات المدنية هي نظام الحكم الحديث
- الحاكم الفاسد
- رددوا ورائي: يسقط النظام الأردني
- هل الأردنيون خطا أحمر!!


المزيد.....




- وفاة شخص وإصابة آخرين على متن طائرة الخطوط السنغافورية بسبب ...
- مع بدء التحقيق في حادثة تحطم مروحية الرئيس الإيراني.. خريطة ...
- لماذا لم تستخدم مصطلح -الإبادة الجماعية- في طلب مذكرات الاعت ...
- حالة الملك سلمان الصحية.. ولي العهد السعودي يُعلق ويدعو لوال ...
- الدفاع الروسية: تحييد 1.6 ألف جندي أوكراني وتدمير 10 من صوار ...
- ولي العهد السعودي يتحدث عن صحة الملك سلمان
- فولودين يمثل بوتين في مراسم وداع الرئيس الإيراني
- دولة خليجية تعلق على طلب مدعي -الجنائية الدولية-
- قطر تحذر من -الطريق المسدود- بشأن المفاوضات بين إسرائيل وحما ...
- نقطة حوار: لماذا يتحرك الشارع الغربي لوقف حرب غزة ويبقى العر ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جهاد علاونه - يدك منذ اليوم