جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3293 - 2011 / 3 / 2 - 20:33
المحور:
كتابات ساخرة
كل الأغنياء في قريتنا يعرفون أو يحفظون اسم دار عبد الله.
استيقظ الحاج(بركات) على صوت الآذان وهو يقول ألله أكبر ألله أكبر ...حي على الصلاة...الصلاة خير من النوم, فخرج من منزله مسرعا وهو خائف من أن يتأخر عن موعد الصلاة فيراه الحاج (مبروك) فيأخذ عليه مأخذا أبديا فهو يستحي من هذا الشيخ لشدة ورع الشيخ مبروك وتقواه وخجله فهرول إلى حذاءه وامتطاه كما يمتطي (الشبشب- الحفاية) , وكانت تقول له زوجته : على مهلك يا رجل شو مالك مستعجل ؟!!! فكان يقول : لا يليق بشيخ مثلي أن يسبقه الشيوخ الآخرون إلى المسجد فأنا أتمنى في يوم من الأيام أن أسبق أولئك الشيوخ , طبعا يقصد مبروك ومبارك وأولاد الحجة بركة ومبروكة...إلخ والقائمة تطول لا تعد ولا تحصى ..ومن سرعته وهو يمشي كاد أن يصطدم بأعمدة الكهرباء المصطفة على جوانب الطرق وحين وصل المسجد شاهده الشيخ (مبارك) فقال له: تأخرت يا حج بركات عن صلاة الجماعة ونخشى أن لا تلحق بنا في جنة ألله وأن لا تسكن معنا في القصور العالية في حي عمر بن الخطاب وضاحية عثمان بن أبي عفان على مقربة من روضة أبي بكر الصديق , ونخشى عليك إذا تأخرت عن صلاة الجماعة مرة ثانية أن تفقد حقك في الحوريات الروسيات في جنة ألله أو في الجنة التي عرضها ما يزيد عن مساحة مدينة (كييف) فندم الشيخ بركات واستشعر بالذنب وكاد أن يبكي من شدة الحزن والألم من مخافة ألله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى ألله بقلب سليم , وحين أنهى الصلاة سلم عن يمينه واضعا يده بيد الحاج بركات قائلا له (تقبل ألله ) ويرد عليه الشيخ الآخر (منا ومنكم صالح الأعمال) وسلم كل المصلين على بعضهم البعض بنفس الطريقة : تقبل ألله ..و ألله يقبل .
وبعد ذلك ذهب الحاج بركات إلى منزل الشيخ مبروك المعروف بماله الكثير والذي يتجاوز ال مليون دينار أردني على أبسط تقدير طالبا منه أن يعطيه من زكاة ماله للجمعية الخيرية : فرد عليه الشيخ مبروك بأنه يقوم بدفعها كل عام إلى (أولاد عبد الله) وقال له : والله لو حكيت من أول كان هذي السنه أعطيتك اياها للجمعية لكي توزعونها بمعرفتكم على الفقراء وخرج الشيخ بركات من دار الحاج مبروك وهو يقول عنه بأنه رجل فعلاً تقي قد دفع بزكاة أمواله إلى (أولاد عبدالله) ولكن سأل نفسه وهو في الطريق :معقول أنه قد أعطى أولاد عبد الله 25 ألف دينار أردني؟ فهذا معه مليون وزكاة ماله تبلغ هذا النصاب..ياه ...نيال...يا نيال... عبد الله وأولاد عبد الله يا ريت كنت أنا واحد من أولاد عبد الله , ومن ثم توجه بوجهه قاصدا منزل الشيخ (مبارك) فقال له الشيخ مبارك بأنه قبل ساعة من الآن كان قد أرسل بزكاة ماله إلى (أولاد عبدالله) ولو استعجل قليلا لأعطاه إياها , عندها تفاجأ الشيخ بركات وهو يحسب ويعد بكمية الأموال التي حصل عليها أولاد عبد الله فمن المفترض أن يكون عبد الله الآن من أغنى الأغنياء في بلدتنا و لم يبقى أمام الشيخ بركات أحدا إلا الحاجة (بركه) والحاجة (مبروكة) أرمل الحاج إبراهيم فقال له أولاد الحاجة مبروكة نفس الذي قالته لهم الحاجة بركه بأنهم قد أرسلوا من الأمس زكاة أموالهم إلى (أولاد عبد الله) وقالوا مستعطفين: مساكين أولاد عبد الله..يا حرام أولاد عبد الله...عندها قال الشيخ مبروك : لالا هيك ما بصيرش كل أهل البلد يعطوا زكاة أموالهم لشخص واحد هذا معناته الآن عبد الله وأولاده فعلا مليونيريه أو على الأقل يملكون 100 ألف دينار أردني سأذهب إلى أولاد عبدالله فهذا معناه أن أولاد عبد الله اليوم يملكون أكثر من 100ألف دينار أردني عدا ونقدا هذا غير العقارات وسندات القبض العاجلة والآجلة طالما أنهم حصلوا على زكاة أموال الحاج مبروك ومبارك والحاجة مبروكة , فاصطف بسيارته أمام منزل أولاد عبد الله ونزل من السيارة ونادي على عبدالله وأولاده : يا عبد الله ,وحين خرجوا عليه قال لهم: احنا مثل ما ابتعرفوا عملنا جمعية لجمع زكاة أموال المسلمين لتوزيعها على الفقراء ولكن كانت دعوتنا متأخرة جدا لأن الجميع قد دفعوا لكم بزكاة أموالهم فهل تعطونا منها شيئا لإتمام مسيرة النماء والانتماء ؟ فضحك عبد الله وأولاده بجانبه يصارعون الموت من شدة أمراضهم وكثرتها وأقسم الحاج عبد الله بأنه لم يحصل من كل واحد إلا على (عشر دنانير أردني) يعني اللي حصل عليهن ما بيجنش إلا (50) دينار أردني , فاستغرب الشيخ بركات من حديث عبد الله وأولاده , وقال إذا أين تذهب زكاة أموال المسلمين فقال له عبد الله : كلهم يقولون بأنهم يعطون أولاد عبد الله حتى الذين لا يعرفون أين هو باب دار عبد الله يقولون بأنهم يعطونا زكاة أموالهم وكل الناس حافظين بس اسم عبد الله وأولاد عبد الله ولكن لا أحد فيهم يغرف أين تقع دار عبد الله حتى الذي يرسل لي في السنة كيلو لحم بلدي واحد تعتقد الناس بأنه أعطاني كل زكاة ماله..يا عمي الشيخ الناس المسلمين كذابين لا بزكوا ولا بتصدقوا على حدى , وقلة قليلة منهم من تدفع بزكاة أموالها (للمومسات) واسأل العاهرات واللي فاتحات بيوت دعارة والرقاصات اللي في اربد وعمان هذول بعرفن أكثر مني لأنهن هن من يحصل على بعض زكاة أموال الشيوخ الذين يريدون أن يسكنوا في الجنة في ضاحية عمر بن الخطاب أو في مشروع الإسكان الجديد في الجنة الذي أقامه القديس أُغسطين والرسول بولص , كل ألئك يريدون أن يعمروا جنة المسيح وأرض الملكوت السماوية بما يسفكونه من دماء وبما يغسلونه من أموال.
طبعا هؤلاء الذين يصنعون النماء والانتماء والولاء للوطن وللدين.
القصة حقيقية مع تغيير بعض الأسماء, حصلت العام الماضي.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟