أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - مؤسسة الأفخاذ الحاكمة















المزيد.....

مؤسسة الأفخاذ الحاكمة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 18:30
المحور: كتابات ساخرة
    


زمان قبل العصور الوسطى كان الانسان يذبح حيوانا ويأتي به ليقدمه قرباناً لله وكان يختار منه الفخذة أو الصدر للكاهن أو لمن يعزهم ويحترمهم أو كان تقديمه بالكامل إلى الفقراء وحتى بداية العصور الوسطى استمرت هذه العادة وهي ما تعرف بإسم الأضاحي وقد تطورت هذه العادة عند الناس الذين أبدوا اهتماما بالأفخاذ وبالسيقان الجميلة التي يقدمونها ليس لله ولا للفقراء وإنما للحاكم قربانا يتقربون بواسطتها منه , واليوم كل المجتمعات العربية تعرف بأن القربان الذي يجب أن يقدموه لأي مسؤول يجب أن يكون فخذة جميلة تجعل المسئول عنك راضٍ ومرتاح البال , بل وتستطيع من خلال تقديم قربانك أن تنشأ مؤسسة تحكم وترسم وتخطط لمستقبل البلد وهي ما يُسمى بمؤسسة الأفخاذ فالمؤسسات التي تحكم في الأردن هن : مؤسسة الأفخاذ ومؤسسة الحيتان والمؤسسة الدينية ,وكل إنسان ينجح في الأردن على قدر ما يملك من قرابين أو أفخاذ فأقوى سلطة هي سلطتهن وكل من يملك فخذة جميلة ,يستطيع أن يتقربُ فيها من السلطة وعلى حسب قوة مؤسسة (الفخذة) وبصراحة أقوى مؤسسة هي مؤسسة الأفخاذ المهلبيةحتى أن أي بائع يستطيع أن يبيع بضاعته إذا رسم عليها صورة فخذة جميلة, ولاحظوا معي كيف تتدخل سُلطة أو مؤسسة الأفخاذ في كل شيء فالأمور لا تقف عند حد الأعلانات التجارية التي تضع صورة الفخذة على منتجاتها سواء أكانت كلسات ستاتية أو..فحتى سياسة البلد في الأردن مُقسمة إلى عشائر والعشائر إلى أفخاذ ولكل فخذ رئيس.

وغالبية شعوب العالم اليوم تتحكم بها دولة القانون والمؤسسات إلا الدول العربية فهذه الدول لا تتحكم بها المؤسسات وإنما الأفخاذ السمراء والشقراء والبيضاء فهذه الأفخاذ أو تلك الأفخاذ حين تكون معروضة في الأسواق أو حين تكون على كنبة أحد المسئولين تحدث زلزالا وتبني وتهدم وتقوم الدنيا وتقعد لها احتراما وإجلالاً فالناس في الأردن يقومون الليل للأفخاذ ويقومون من مقاعدهم ليضربوا لهن التحية وسلام تعظيم ومربع للجدعان وأنا ألاحظ ذلك من خلال عبوري ومروري طوال النهار من شارع إلى شارع دون أن يقوم لي أحد بتحية (مرحبا) أو (إيش يا حلو) ولم أسمع من أحد يقول لي مثلا(راعونا) أو (منشان ألله عبرونا) أو (يخزي العين على هيك فخذتين) أو (يا ريتني حفايه تلبسيها) ولا أحد يرغب بفخذتي اليسار أو اليمين ولا أحد يلاحق أفخاذي إلا الأمن لا لكي يعزموني على مطعم بل لكي يخبروا عني أين أذهب وأين أنام ومتى أعود إلى الدار مع أن فخذتي لذيذتين إذا أضيف إليهن مجموعة من التوابل الهندية على طبخة كبسة سعودية ولكن لا أحد يرغب بهن بل يقفون فورا من مقاعدهم لأي فخذة أخرى مهما كانت غالية الثمن أو رخيصة ومهما كان عمرها حتى لوكان سنها 60 عاما إلا فخذتي أنا فلا أدري لماذا لا يحترمها الساسة أو أصحاب الدكاكين فالرجال يرخصون تحت الأفخاذ التي لا تشبه فخذتي مهما كانت حتى أنني حين أدخل محلا تجاريا ينظر لي صاحب المحل وهو قرفان مني أو كأنني حثالة أو فيروس انفلونزا الطيور ولكن حين تدخل ورائي فخذة فإنه فورا يبتسم ويهلي ويرحب بها وتخرج من عنده وتأخذ ما تشاء دون أن يسألها عن السعر وعن الثمن ومع ذلك أنا أدفع الثمن ويطردونني من دكاكينهم فأقول لهم راجيا: والله معاي مصاري , فيردون عليّ أوكي تعال بكره هلأ مش فاضيين, وهكذا أيضا يعاملونني في دائرة المخابرات أو في وزارة الثقافة أو في النقابات المهنية فالكل يزدريني ولا يريد التعامل معي فأقول لهم (منشان ألله عاملوني زي ما بتعاملوا الأفخاذ الشريفة أو القحبات ,اعتبروني قحبه وأعطوني ربع حقوقي المدنية) ولكن لا حياة لمن تنادي , ودائماً ما أسند رأسي إلى عمود كهرباء في الشارع أو أسنده إلى أي حائط قائلا كما قال الشاعر النبطي (الريّاشي): يا عيال يضحكن عليكم شُقر العراقيب ..ملعون أبوكوا يضحكن على إلحاكم, وصدقوني حتى أصحاب التكاسي الصفراء التي تنقل الناس أو المواطنين بالأجرة لا يقفون لي وغالبا ما أصطف على جنب الطريق وأنا أُلوّح وأُشوّح بيدي لأصحاب التكاسي ولكن لا أحد يقف لي ولا أدري لماذا يتركونني ليقفوا لأي فخذة حتى لو كانت تبلغ من العمر 70 عاماً وأحياناً أمد يدي لهم ومعي دينارا أردنيا وأناديهم وهم يمرون من جنبي قائلاً: والله العظيم معاي مصاري ما بديش أركب معاكوا مجانا) ولكنهم يمرون من جنبي ولا يلتفتون لصراخي فأقول شو هذا ليش يا ألله ما خلقتنيش فخذه؟؟, وحين أدخل دائرة حكومية فورا ينظرون بوجهي دون سلام أو كلام قائلين(شو بدك؟) وقبل أن أجيب على السؤال يقولون لي (مش عندنا شوف المكتب الثاني) وحين تدخل ورائي فخذة يقوم الكل لها مهليا ومرحبا وممازحا وشغلتك سهله جدا يا فخذه هلأ بنهيها بسرعة, فأقول بيني وبين نفسي: ألله يقطع الفخذات المطالبات بالمساواة مع الرجال أي هذي الفخذة لا يعاملوها بالمساواة زي ما بعاملوني كان ضربوها 100 شلوط على ..ف...ها وكحشوها زي ما بعملوا معي..قال مساواة قال؟؟!!!.

فمن كان لديه فخذة جميلة ولذيذة فليتأكد بأنه يملك تحت يديه في الأردن مؤسسة كبيرة تحكم وترسم وتخطط وتسجن وتعتقل وتدخله الجنة وتدخل أعداءه النار وليس عيبا أن نحب الفخذة والفخذة تحبنا أو أن نرتاح ونحن ننظر للفخذة واالفخذة تزيدنا بما لديها من شهوة ولكن العيب أنها ترسم وتخطط وتنفذ سياسات وأجندات وتضرب بدولة القانون والمؤسسات عرض الحائط و كل شعوب الأرض بما فيها من حيوانات ومن طيور تعشق (اللحم) ولكن العرب هم أكثر شعب في العالم يعشق اللحوم وخصوصا الفخذة اليمين فلهذه الفخذة لذة تختلف مثلاً عن الصدر أو عن الرأس فلا أحد من العرب يهتم برأس المرأة أو بما يصدر عن رأسها مثلا قدرما يهتم بفخذتها وقد سمعت أيضاً عن أحد شيوخ الإسلام قوله (يحق للمسلم أكل لحم الضبع ولكن ليس كله بل الفخذة اليمين ) ولاحظوا معي كيف جاء هذا الشيخ بهذا الحديث العظيم وسلط الضوء على الفخذة اليمين وليست اليسار فالفخذة اليسار ربما أنها معارضة ويسارية,وأصحاب محلات بيع لحوم الأبقار والعجول والدواجن يغرون زبائنهم –وخصوصاً أنا-بالأفخاذ فتجدهم ينصبون لزبائنهم المكائد والمصائد من خلال تعليقهم للأفخاذ فاليوم مثلا رأيت جمعاً كبيرا من الناس يقفون أمام محل وقد علق صاحبة فخذة شقراء من عرقوبها وجمالها أخّاذ من الآخر والكل وقف يتمايز بها وبوده لو يأخذها معه هدية للسلطان كما كان يفعل أجدادنا العظماء أو لأحد الوزراء الذين يحكمون أو لأحد المدراء وخصوصا الحكام الإداريون الذين يموتون على أكل الفخذة خصوصا إذا كانت الفخذة طرية وناعمة وهادئة قادمة من المدينة على آخر طيراز وآخر صرعة وآخر موديل وحتى أنا أموت في أكل الفخذة إذا كانت الفخذة مشوية على رمال البحر فلا يوجد أجمل من الفخذة المستلقية بجسمها على رمال العقبة أو جدة أو اللاذقية أو الإسكندرية مع أنني أختلف عن باقي الناس بعدم رغبتي مثلاً بالتنوع الدائم فأنا تكفيني فخذة واحدة بعكس أغلبية العرب الذين التهموا كل اللحوم البلدية الطازجة والمجففة وكل الأفخاذ حتى أنهم وصلوا للأفخاذ الغربية: البرتغالية والأسترالية والهندية والصينية ويا عيني على حبهم وعلى ولعهم بالأفخاذ الروسية, وسبحان ألله كيف تتحكم الفخذة في بطون الرجال وفي عقولهم فأنا أعرف رجلا يدفع في سعر الفخذة أكثر مما تدفع وزارة الثقافة الأردنية في سعر الكتاب وأعرف رجلاً أنفق على الأفخاذ الدمشقية أكثر مما أنفقته وزارة الأشغال الأردنية على الأرصفة وتعبيد الطرق وفتح الشوارع ويقال بأن 23% من ميزانية المملكة الأردنية يذهب إلى وزارة الأشغال وكل تلك المشاريع تتم على أطيب وأشهى الأفخاذ الأردنية التي تتحكم بمصير أمة أو بمصير خمسة ملايين أردني لا يملكون أفخاذاً أو أسلحة مصنوعة من الأفخاذ فحتى الأسلحة تصنع من الأفخاذ فالذي يضربك على رأسك بفخذة ليس كمن يضربك على رأسك بالمصران الغليظ فضربة الفخذة مؤلمة مثل ضربة الزنار جدا حتى أن القرآن نقل عن التوراة قصة الرجل الذي ضربوه بفخذة البقرة فقام من الموت وأخبر عن الذي قتله, إذا الفخذة تحيي الميت بل فخذة واحدة تحيي 100 ميت وتحرك شارعا بكامله بل وزارة بكاملها تقوم للفخذة ولا تقوم لبراءة الاختراع, والتلفزيون الأردني يدفع في سعر الفخذة أكثر مما يدفع في سعر الرأس أو سعر المعلاق لأن الفخذة تُزين بها واجهات البلد السياحية والإعلامية وهذا الوطن لا تُزينه العقول المبدعة بقدر ما تزينه الأفخاذ فلا يوجد عندنا إبداع نعتز به بقدرما يوجد عندنا أفخاذ نأكل بها ونشرب على مائدة الدول العظمى.

ليس من السهل أيضا أن تحصل على فخذة تأكل بلونها خبزا وتشرب بلونها خمرا وتعقد بلونها صفقات تجارية فهذه المهنة لا أتقنها ولا أحسنها والمشكلة أن كل الذين حولي يقولون كما كان يقول الفنان المصري القدير والراحل :توفيق الذقن (ما فيش أحلى من الشرف) وبعض الناس تضحي بالأفخاذ في سبيل سعادتها كما كان أو كما يضحي بعض الرجال بأرواحهم ,وهنالك من الرجال الذين بددوا ثروات بلدانهم الخليجية النفطية من أجل الحصول على فخذة روسية أو فخذة قادمة من (كييف) بينما البسطاء والشرفاء بددوا زهرة شبابهم وهم يدافعون وينافحون عن أوطانهم ,والغالبية يفضلون الفخذة الروسية أو المستوردة فهذه الفخذة تساوي في الوطن العربي كل الأحزاب السياسية وكل المؤسسات المجتمع مدنية فزمن الفخذات البلدية قد انتهى منذ سنين عديدة فلا أحد اليوم من الممكن أن تجده يفضل الفخذة البلدية على الفخذة الروسية أو يفضل التضحية بروحه في سبيل الوطن والقضية بل الكل يقدم بالأفخاذ ويضحي بها وينال عليها أو بواسطتها ما يريده وطعم الفخذة البلدية بياخذ العقل وبيهوس بس الفخذة الروسية ابتاخذ عقل بلد كامل أو ابتاخذ بئر نفط كامل وتهاجر به وقد باعوا أراضينا في سبيل الحصول على الأفخاذ أو في سبيل إرضاء الأفخاذ.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نريد بناء نظام حكم سياسي
- ثوروا يا أردنيين
- الجماهيرية العربية الليبية الاتحادية الديمقراطية الاشتراكية ...
- المؤسسات المدنية هي نظام الحكم الحديث
- الحاكم الفاسد
- رددوا ورائي: يسقط النظام الأردني
- هل الأردنيون خطا أحمر!!
- العمل الشريف
- مستقبل المواطنة في دول النسور العربية
- كنتُ وما زلتُ طفلاً
- الرجل الذي كان يقف خلف عمر سليمان
- مستقبل العلاقات الدولية
- أجاك الخلع يا تارك الديمقراطية
- من الذي يغير شكل العالم اليوم؟
- أناقة محمد أنور السادات
- فساد الملوك لا يحتاج إلى دليل
- نص كلمتي بمناسبة عيد ميلاد ولدي علي اليوم
- مأساة أللواء محمد نجيب,أول رئيس لجمهورية مصر العربية
- وسادتي
- ليس لدينا كرامة ندافع عنها


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - مؤسسة الأفخاذ الحاكمة