جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3293 - 2011 / 3 / 2 - 11:58
المحور:
كتابات ساخرة
صاح (نيوتن ) (وجدتها وجدتها) .
وصاح شباب ميدان التحرير (فعلناها فعلناها).
أما أنا فأقول : فعلوها فعلوها ,فعلوها الذين كانوا يصورون الأمور لحسني مبارك على أن كل شيء ماشي تمام وعال العال والمثقفين ما فيش منهم خوف والطبقة الوسطى خلصنا منها ومن ال 80 مليون مصري لا يوجد رجل واحد جريء يطلق عليك الرصاص أو يطلق عليك الانتفاضة من خلال شبكة الفيس بوك, إن الذين فعلوها هم أناس آخرون غير المعتصمين في ميدان التحرير فالذين عجلوا بنهاية مبارك هم أجهزته الأمنية التي كانت تقمع الحريات العامة والشخصية وتمارس الفساد حتى جاء اليوم الذي شاهدوه أمامهم منظرا أو مشهدا من مشاهد يوم القيامة حيث يكون الناس مجتمعين مع بعضهم البعض في منظر الحشر العظيم وأنا شخصيا سمعتُ رجلا من المغالين ومن المتطرفين قبل يومين يقول للناس: ارتكاب الشرور والفسق والفجور هو الذي يعجل بقيام يوم القيامة, فقلت له: إذاً ألله ضد الفساد حيث سينتفض في يوم من الأيام ضد المفسدين حتى ضد العلماء الذين سيتوصلون في يوم من الأيام لاكتشاف سر الخلية الجينية في المخلوقات كافة فالذي يكتشف هذا السر سوف يصبح خالقاً عظيما نصلي له ونصوم له , فأعتقد أنا شخصياً بأن ألله سيقوم بيوم القيامة حين يتوصل البشر للسفر خارج درب التبانة أي خارج مجموعتنا الشمسية عندها سصبح عرشه في خطر وسيفكر ألله بالقيامة على الكون بكامله أو على عالمنا نحن.
وقلت للشيخ الناطق بلسان الأمة الإسلامية كلها: إذا لماذا نمنع الناس من الفسق ومن الفجور؟ دعهم يفسقون ويفجرون حتى تقوم الساعة, طبعا نظريتي هذه استوقفت ذلك الرجل المتحدث واستوقفتني أنا أيضا لأن تشجيع الأجهزة الأمنية الأردنية على القمع سيعجل بنهاية النظام الأردني لذلك إذا أردنا الخلاص من النظام الأردني فما علينا إلا أن نجعله يطلق يده فينا تقتيلا وإمعاناً في الذبح والكذب علينا ويجب أن نسمح له بأن يستمر في دعواته المحرضة على كل المثقفين بأنهم مجانين وخالعين ومارقين وسفهاء وبأن كل النساء الحقوقيات والناشطات في المنظمات ما هن إلا عاهرات , لندع النظام مستمرا في دعواته حتى يأتي يوم عليه لا يجد فيه في كل الأردن أحدا يدافع عن بقاءه ووجوده , لذلك لا أريد من أحد أن يلقي باللوم عليّ حين يسقط النظام الأردني , فإذا سقط النظام الأردني فلسوف تكون الأجهزة الأمنية الأردنية هي الممول لذلك السقوط وليس أنا , لأنني أنا أصلا لا أُعتبر طرفا في القمع والاضطهاد الذي تمارسه المخابرات ضد الناشطين الثقافيين والحقوقيين والحزبيين كوني ممنوع من المشاركة السياسية والثقافية مثلي مثل آلاف الأردنيين الذين تقمعهم أجهزة المخابرات ..وهذه الفكرة ليست وليدة اليوم فهنالك بعض الرجال المغالين من أأمة الشيعة على ما أعتقد يشجعون على ارتكاب أعمال الفسق والفجور لكي تقوم القيامة , والشجرة المريضة يجب أن تمرض أكثر وأكثر حتى تسقط الأوراق عنها ومن ثم تذبل وتتيبس وتموت , وأنا بمقابل ذلك خطرت ببالي خطة عظيمة ومفبركة إذا نفذناها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية العربية فلسوف نسقط الأنظمة العربية جميعها واحداً تلوى الآخر طبعا باعتبار أن أنظمة المخابرات في الدول العربية هي صاحبة الامتياز في مثل تلك المشاريع لأنهم أصلا فعلوها في تونس وفي مصر فازداد الحقد وظهرت المظاهرات وسقط الرئيس وحتى نصل إلى مستوى تونس ومصر وليبيا فيجب علينا أن نتعاون مع أجهزة المخابرات في إعاقة التقدم نحو الأمام وذلك من أجل أن نزيد حالة الغليان السياسي في المنطقة لتنفجر قنبلة يوم القيامة الموقوتة , فهذه الخطة الجهنمية والتي من تصميم أجهزة المخابرات العربية هي وحدها الكفيلة بإسقاط تاج الملوك عن رؤوس الملوك وتعمل على إسقاط كافة أنظمة الحكم السياسي في الدول العربية وهي من خلال التعاون مع الأجهزة الأمنية العربية في محاربة التطور والتقدم ومقاومة تحديد النسل لكي يصبح الوطن العربي قنبلة سكانية تتجمع على ميادين التحرير لتشكل اعتصاما , وأن نتعاون مع السلطات الأمنية في إعاقة منظمات المجتمع المدنية حتى تكون هنالك حالة احتقان سياسي واقتصادي كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وأن نعارض أيضا المساواة بين الرجل والمرأة وأن نمنع تقدم الطبقة الوسطى وأن نزيد في أعداد الفقراء وأن نحارب الفنون والثقافة , وأن نتعاون مع الأجهزة الأمنية في الكشف عن أسماء الناشطين السياسيين لكي يقوموا بتجويعهم فلربما يظهر من أولئك المثقفين مجنونا يطلق الرصاص على رئيس الحكومة ويحدث في البلد شرخا كبيرا , وهنالك خطة جهنمية أخرى للتعجيل بنهاية الأنظمة العربية وهي محاربة الكِتاب العربي والتحريض على عدم اقتناءه لكي لا يزداد الوعي عند المواطن العربي , وحين يمر من جانبنا موككب الملك يجب أن نرفع صوتنا لنقول له (يعيش..يعيش ..يعيش) ليبقى يتصور بأن الوضغ في الأردن جيد جدا والأمن مستتب والناس لا تشكو من شيء ويجب أن نكتب في كل حاكم عربي قصيدة مدح شعرية وأن ندعوا له بطول العمر وأن نقسم له على ولائنا لأجهزة الأمن التي نعتز فيها حتى يأتي على النظام الأردني يوما زمهريرا , ويجب ومحاربة كل من يحاول النقاش في مسائل فكرية جدية وسياسية وإعادة الأحكام العرفية وتقطيع أجهزة الذكور لكل من يفكر برفع جهازه أو رأسه وحين تدق ساعة الزحف (طوط طوط طوط) فلن يجد الملوك العرب مثقفا واحدا يتفاهمون معه بل كلهم غوغاء لا يفهمون الخمسة من الطمسة كما كان يصف أحد خبراء حسني مبارك ومستشاريه حين قال بأن المتظاهرين غوغاء لا يمكن التفاهم معهم, وفي الحقيقة هم أولئك المستشارين الذين عجلوا بنهاية زعيمهم وقائدهم, وحين تُعلق المشانق للحكام العرب في الشوارع فلن يجدوا مؤسسة مجتمع مدني واحدة تدافع عنهم ولن يجدوا ولا أي منظمة حقيقية تدافع عنهم تماما كما حصل مع صدام حسين الذي كان يحارب الحرية والديمقراطية الذي لم يجد يوم إعدامه حزبا أو منظمة إنسانية في العراق تدافع عنه أو تحميه فوجد نفسه وحيدا وهكذا ستتكرر هذه المشاهد مع معظم الحُكام العرب وبذلك تسقط الأنظمة العربية وتأتي من بعدها أنظمة أخرى تعيش 1000عام قائمة على احترام اللوائح والقوانين ودولة القانون والمؤسسات
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟