أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - عز ف على الوتر الثامن – 2 -














المزيد.....

عز ف على الوتر الثامن – 2 -


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 15:53
المحور: الادب والفن
    


عز ف على الوتر الثامن – 2 -


1 - بعض هذيان

قالت:
- اليوم أعطيت عقلي أجازة وقطعت الوقت في بذل أعمال تحتاج إلى مجهود عضلي بحت..
حيرني أمرها وهي المؤرقة بما يتصارع في عقلها من أفكار.. قلت مراوغا على حذر:
- يعني عقلك الآن يقضي فترة نقاهة,وجسدك يقوم بأفعاله آليا بحياد..
- نعم عقلي في إجازة وقد تطول.
قلت استفزها:
- حتى نهاية اليوم؟ أم نهاية الأسبوع؟ أم نهاية الشهر؟ أم نهاية العام؟ أم نهاية القرن؟ أم نهاية التاريخ؟؟
- لا اعرف وهذا ما يقلقني
- لا بد ان تحددي حتى نجد حلا..
- وما جدوى الحل
وتركتني لأعمالها وأخذ, تنفض سجادة الصالة وتعيدها.. تغسل الأواني في المطبخ.. تخرج المقاعد والطاولات وتنزف عرقا.. تلهث.. تزفر.. تغضب.. رأيتها في نهاية اليوم طفلة مشاغبة, وفي نهاية الأسبوع صبية نزقة, وفي نهاية الشهر مراهقة غضوب, وفي نهاية العام حملا وديعا, وفي نهاية القرن ذئب مفترس..
فجأة توقفت عن العمل.. جلست في شرفتها.. تحتسي قهوتها وتبتسم.. لم تلبث أن اشتعلت صراخا.. قلت:
- ما بك!
- لا تحاصر عقلي دعه وشأنه.. انه الآن في الطريق الى نهاية التاريخ.. انظر هناك!!
ورأيت أميرة تسكن برج الحمل على قوس قزح.. وتحتسي قهوتها وتضحك حتى القهقة.. فنهضت من فوري انفض الستائر وأعيد تنظيف المطبخ.. و.. وأفقت على صوت امرأة تطمئن عليَّ عبر التليفون:
- أما زلت تهذي يا فتى.

2 - فصل ما قبل الذهول

نهضت اليوم من نومي نشيطا عفيا.. أخذت حمامي وتعطرت بكِ, وانطلقت على عجل أتسوق حاجات العيد.. في السوق داهمني شعور بأنك تبحثين عن ظلي, فتوجست خيفة, وواصلت سيري وقد صوبت عينيَّ إلى الأرض, فاصطدمت برجال ونساء وسط الزحام, ونلت من التقريع والتوبيخ الكثير.. لكن امرأة ضربتني على كتفي فانخلع كتفي وهاجت:
-افتح عينيك يا أعمى
ووجدتني أرد مذعورا:
- عذرا رضاب..
قبضت على معصمي.. وفحت في وجهي:
- وكيف عرفت اسمي؟!!
ونادت على الشرطي:
- خذ هذا حقق معه كيف ومتى عرف اسمي
قلتُ.. وكذبت.. اقسم أني كذبت:
- أنها تشبه صديقتي رضاب!!
هتف الشرطي كمن عثر على صيد:
- وتعترف أنك تصادق النساء في رمضان
فرشوته بتفاحة كبيرة وناضجة, وحمراء مثل خد عروس.. تشممها فسَكر وانقض علي التفاحة قضما ونهشا.. فشهقت وهتفت في سري:
- ربما سمحوا للشرطة بالإفطار في رمضان!!
لكن صوتكِ وشوشني :
- الحذر.. الحذر اهرب بجلدك من سوق يفطر فيه الشرطي في رمضان!!
وتسللت خفيفا يتبعني الرعب كظلي..
***
يتحدث الناس في غزة, عن امرأة من برج السلحفاة, تمشي ببطء قاتل, وتنمو في كل الاتجاهات, وتهدر مثل طوفان من لحم.. تمضغ تفاحة على هيئة شرطي.. وأن جميع رجال برج الحمل يجوبون المدينة وعيونهم منكسة نحو الأرض.. ويشاع أن ذلك من علامات فصل ما قبل الذهول!!

3 - موسم التفاح

وأطلت من كأس زنبقة الصباح, امرأة التفاح.. ارتوت من رحيق الندى, وخضبت بالشروق أنامل قزح, ونقشت قلبها وشما على خد قمر, حتى إذا كان الضحى امتطت قوس قزح وانطلقت تعلم قمرا ضحك لها, الرقص على وقع قدميها على الماء, ليرى كيف يسير الماء من بين ساقيها جدولا يحفر مجراه, وكيف تتحول الريح الى جوقة غناء في باحة فرح!!
في الظهيرة زحفت على أديم الوقت دودت تقتات التوجس, تترنم على حذر:
- آه يا وجع القلب من غدر القدر..
صارت الشمس تحت عين الله, فاختفت دودة الحذر عند غياب الظل.. وتعرت امرأة التفاح تحت عين الله دون خجل أو حذر, ودخلت الاختبار سوسنة تغتسل بشهوات الحياة.. ورأت كيف يعتصم القنفذ بشوكة من أشواك عوسج الوقت.. وسمعت دودة الحذر مع صهد الشمس تمتم
- قدره أن يلوذ بالشوك من الشوك..
لكن امرأة التفاح سارت الى النضج معبأة بالشغف المعتق, قبل الغروب.. قبل ان تنام الشمس في حضن الليل.. وفي الليل غابت نجوم المرأة.. تلفعت بشرنقتها ودخلت فصل التحول والصيام..
حمل طائر الليل الشرنقة وبعثرها مع الريح قبل أن يطل وجه القمر.. سقطت الشرنقة على شوك العوسج..
ما زالت امرأة التفاح لا تعرف من حقنها بوخز الألم, شوك القنفذ أم شوك العوسج.. لكن ما يهدئ روعها أن رائحة التفاح لا تتأخر عن موسمها
***
حدث ذلك عندما كنت اسقي زنبقتي مع بزوغ الفجر كما كل يوم, لكن زنبقتي اليوم ظلت على عطش

4 - تفاحة آدم

أكثر ما اكره رؤية التفاح مرصوصا في دكان الفكهاني.. يخيَّل لي أن سبايا معرضات للبيع في سوق النخاسة.. واليوم أشحت عن التفاح المعروض, واحد همست لي:
- اشترني وحررني.
- ان اشتريتك أهديكِ, أو آكلك وكلاهما ألم!!
وأشحت بعيدا, تسربلني البلبلة بين الرغبة والعزوف, لكن التفاحة غادرت رفيقاتها وطارت واختبأت في صدري.. شهق البائع مذهولا, وقبض على معصمي, وقال:
- إن أخبرتني كيف سرقت التفاحة أطلق سراحك!!
همست التفاحة محذرة:
- التهمني ولا تخبره.
- لا استطيع.
اخذ الرجل يراودني على الاعتراف, وكانت هي ترقص في صدري, بينما أنا أتوزع بين الجريمة والخطيئة..
قالت:
- إن اعترفت سأقتلك
أشفق علي البائع وقرأ في عيني مذلتي..؟ لكنك فجأة خرجت من صدري, ووقفت بيني وبينه امرأة طازجة للغواية, فوقع الرجل مغشيا عليه وعندما أفاق وهبني كل التفاح الذي لديه, فوجدتني اصعد إلى ما بعد السماء السابعة تحيط بي نساء من تفاح يرقصن بوله الراغبات حتى هدهن التعب.. فخرجتِ مني وجدعتِ انفي ثم هبطنا سويا الى الأرض, لا يعرف الواحد مَن منا وطأ الأرض قبل الآخر, وما زلنا نعيش معضلة من منا الواحد ومن ظله..
وعندما هتفت من وجعي بكِ هتفت بي:
- انظر هناك ..
كان البائع.. يترنح تحث ثقل امرأة تفاحة ترقص فوق رأسه..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزف على الوتر الثامن – 1 -
- غريب عسقلاني في هموم امرأة خضراء – 7 –
- هموم امرأة خضراء – 6 –
- هموم امرأة خضراء – 5 -
- هموم امرأة خضراء – 4 -
- هموم امرأة خضراء – 3 –
- هموم امرأة خضراء – 2 -
- هموم امرأة خضراء – 1-
- خداع الصور
- في تفسير لغة الريح
- مكابدات امرأة عاقلة
- صقر أبو عيده والدوران حول بؤرة الألم
- طقوس امرأة بريئة جدا – 6 –
- قطف اللهفة قبل مواسم الجفاف
- امرأة قادمة من فيافي الحذر والشوق
- الانتظار بقلب عاشقة وصبر قديسة..
- هل رأيتِ موت ظلي –15 - والأخيرة
- هل رأيتِ موت ظلي – 14 -
- هل رأيتِ موت ظلي –13-
- هل رأيتِ موت ظلي –12 -


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - عز ف على الوتر الثامن – 2 -