شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3160 - 2010 / 10 / 20 - 13:03
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
غالبية أهل الأديان من يهود – مسيحيين – مسلمين , يعتقدون في الحسد / عين الحسود / , يذهبون في الحسد بعيداً وعين الحسود في نظرهم تُسبب المرض والحزن وتهدم المنازل وتُوقف الحرث وتقتل الحيوانات والزرع , ومن ذلك أيضاً اعتقادهم بأن أصحاب العيون الزرقاء هم الأكثر تأثيراً من حيث الحسد / أنا أحب العيون الزرقاء / .
هناك عدة طرق للوقاية من عين الحسود وهي من الموروث الشعبي , منها أنهم يأخذون قطعة من ملابس الشخص الذي يُعتقد أنه يحسد غيره / وما أكثرهم / ويحرقونها تحت الشخص الذي أُصيب .
في مجلة عالم الفكر العدد 38 للأشهر أبريل – يونيو والمخصص لمدينة القدس .. دراسة للدكتور / عمرو عبد العزيز / مو أخو شامل عبد العزيز / بعنوان / القدس بين كتابات الرحالة والأساطير العربية /
سوف نختار الفقرة التالية :
بين الحسد والسحر وسوف نُضيف والأرقام والأماكن المقدسة ..
هل لعبت الأساطير دوراً رئيسياً في ترسيخ هذه المفاهيم ؟ هل تجذرت في الموروث الشعبي بحيث أصبحت ملازمة للعامة والخاصة ؟ وحتى يومنا هذا ..
هل أصبحت من ضمن المعتقدات التي نؤمن بها ؟
يقول الدكتور " الموروث الشعبي غذى تلك المعتقدات في التعامل مع الحسد بكثير من الأمثلة الشعبية ..
الحسد أحبائي وبدون أدنى شك من العادات الذميمة ويقولون أن الحسد يقتل صاحبه وهذا ما نتمناه لكل حسود ..
( عيون الكبار خراب ديار ) .. أنا عيوني كبيرة وبنية وحلوة ؟
( العين اللي بتصيب قلعها حلال ) يا ريت يقلعوها ويخلصونا منها ؟
يقول صاحب الدراسة "
في الموروث الشعبي هناك صنفين من الناس ( الناس يا فسد يا حسد ) , أي إما حساد .. والحسد هو تمني زوال النعم .. وإما فسدة – يبذرون الضغائن والفتن – نحنُ نعرف قسم من هؤلاء ؟
في الموروث الشعبي الفلسطيني / الغيرة أرحم من الحسد / فيقولون ( الغيرة أرحم من الحسد ) , الحاسد تصل به الدناءة إلى حسد أشياء بسيطة / في الحوار المتمدن هناك من يحسد على عدد التعليقات وعدد المصوتين / ولذلك أغلقنا باب التصويت علماً بأننا لسنا من الأوائل ولكن ..
يستدلون على دناءة هذا الحاسد بالمثل ( حاسد القط ع كبر ديله ) ..
وبما أن الإيمان موجود في النفوس فيقولون ( إيش بده يعمل الحاسد مع الرزاق ) ..
لمقاومة الحسد والحاسد يقولون ( أخص ) أو ( خمسة في عين الشيطان ) أو ( خمسة وخميسة ) .
إلى هذا اليوم و لا يزال الناس يتحصنون ضد قوى الشر بالحجابات والشبة والخرزة الزرقاء ويضعونها على صدر الأطفال ..
هناك اعتقاد أخر ألا وهو إعطاء بعض الأعداد والحروف والأسماء قوى غامضة ؟
الأرقام جوهر كل الأشياء / فيثاغورس / ..
هناك فرق إسلامية تُعطي بعض الأرقام قداسة مثل الرقم 19 ..
هناك هالة أسطورية استقرت في الوجدان الشعبي .. وكما يقول الدكتور ..
سوف نختار لكم الرقم خمسة "
الخمسة هم أصحاب الكساء – محمد – علي – فاطمة – الحسن – الحسين .
في القرآن ( يقولون خمسة سادسهم كلبهم ) ( يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مُسومين ) ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم و لا خمسة إلا هو سادسهم ) أي الله ... المهم ..
من خواص الرقم خمسة أنه أول عدد دائري ومعنى ذلك أنه "
إذا ضُرب في نفسه رجع إلى ذاتها .. كيف ؟
5× 5 = 25 و 25 × 25 = 625 و 625 × 625 = 390625 وهكذا ..
يقولون في الأمثال / لا تعدن بتطير بركتن / .. الذي يباشر بالعد وعندما يصل إلى الرقم خمسة يقول ( خمسة بعينين الشيطان ) .. هل لدى الشيطان عينين ؟
الخمسة عدد مقدس لدى الفرق الإسلامية ( الغلاة ) ..
أصحاب الكساء في نظرهم شيء واحد والروح حالة فيهم معاً .. كيف لا ندري ؟ بالإضافة إلى أنهم يقولون أن أصحاب الكساء " علة الإيجاد – سبب التكوين – سر الوجود " ( يا ريت ما كنا و لا كان هذا الوجود ) ..
سورة الفلق خمسة آيات .. حتى في الملاعنة بين الزوجين في الإسلام يرد الرقم خمسة "
( والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ) وفي الإسلام كذلك الفواسق خمسة والتي أباحوا قتلها "
فأرة البيت ( مو فأرة الكمبيوتر , أخشى أن تصدر فتوى بقتلها بعدين مشكلة على غرار فتوى الشيخ المنجد في قتل الفار المسكين ميكي ماوس ) – الحية – العقرب – الحدأة – الغراب ..
لو سألت أحدهم عن عدد الأولاد وكان لديه خمسة أجاب أربعة وواحد , طبعاً منعاً للحسد .
في فلسطين لا ينطقون الرقم خمسة فيقولون عن الرقم ( عد كف ) أو ( كف ) أو ( عدد اليد ) ,,
إذن هي تلك الأفكار الشعبية المتجذرة في الموروث الشعبي ..
كذلك هناك الأضرحة أو المكان المبارك والذي يعتقدون في لو أن أحداً ما أتى ذلك المكان وقام ببعض الأعمال انتهت مشاكله ؟ ( لو كانت على الأضرحة كان من زمان صرنا بألف خير ) ..
في حلب المدينة السورية الجميلة يضعون الأقفال على باب ضريح النبي زكريا في الجامع الكبير أو تحنية الطفل فيه ليلة العيد ليكون كثير الرزق ؟ أو تبيت الأرملة أو العانس في جامع النبختي ليلاً لكي تخطب قبل ظهور نجمة الصبح ( الزهرة ) , وهي من العادات التي كانت موجودة قبل ظهور الإسلام حيث كانت المرأة التي عسر عليها خاطب النكاح ( الزواج ) نثرت جانباً من شعرها , وكحلت إحدى عينيها , وحجلت إحدى رجليها ليلاً وهي تقول ( يا نكاح أبغ النكاح قبل الصباح ) . أما الطفل الذي يتأخر في المشي فكانوا يربطون أبهامه بخيط ليقطع الخيط أول خارج من صلاة الجمعة ؟ أما ضرب المندل فهو مرآة الأسكندر ؟
إذن أحبائي هي حكايات التاريخ الذي يصدقه آلاف و آلاف من الناس – عامة وخاصة – عاشوا عليه و لا يزال يعيش عليه ممن يفوقون قراء الكتب العلمية عدداً وإيماناً بصدق التاريخ ..
لله في خلقه شؤون ؟
/ ألقاكم على خير / ..
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟