أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جهاد علاونه - الحاجة ليست أم الاختراع














المزيد.....

الحاجة ليست أم الاختراع


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3109 - 2010 / 8 / 29 - 20:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


قرأتُ ذات مرة عن مندوب مبيعات باع شحنات كثيرة من (الثلاجات) في منطقة الأسكيمو مما أذهل أصحاب الشركات وجعلهم يفكرون في الموضوع إذ كيف باع المندوب الثلاجات لبلاد الأسكيمو !!.

وبعد تحري طويل عن الموضوع اكتشفوا بأن المندوب فشل في البداية بعملية تسويق الثلاجات كما فشل غيره من مندوبي المبيعات ولكنه بعد فترة من المحاولات الكثيرة توصل إلى فكرة (الحافظات) بحيث أقنع سكان الأسكيمو بأن الثلاجات عبارة فقط عن حافظات للطعام بحيث قام المندوب بتشليح الثلاجة من (الماتور والغاز) وباع الماتورات والغاز إلى دولٍ أخرى كقطع غيار وبقيت الثلاجات كحافظات للطعام فقط , وهذا يعني بأن المندوب أقنع السكان بأن حاجتهم ماسة إلى هذا الاختراع العظيم.
وهذه الفكرة تحيلنا إلى نظرية أو ملاحظة مذهلة وهي أن الحاجة إلى المخترعات أصبحت تظهر بعد ظهور المخترعات بوقت طويل والمهم في التسويق هو إيجاد الحاجة إلى براءة الاختراع.
وفعلاً اليوم يخترع المخترعون حاجتنا للمخترعات بعد اختراعهم للمخترعات نفسها وبكلمة أخرى يحاولون3 إيجاد أو اختراع الضرورة للمخترعات وهذا يعني أن الحاجة ليست أم الاختراع أو أنها كانت أم الاختراعات أو أم كل الاختراعات البشرية والآن لم تعد الحاجة أم الاختراع.

أنا زمان كنت أسمع كل الناس يقولون بأن الحاجة أم الاختراع وكنت أقرأ وأنا في المدرسة مثلاً:بأن الحاجة والضرورة الماسة هي التي أدت إلى اختراع (التلغراف) أو (السيارة) أو (القطار) أو (طواحين الماء والهواء) وكنت مصدقاً لما يقولونه نظرا لواقع الحال الذي نحن به ولِما قرأناه عن الشعوب القديمة, فقد اخترع الإنسان_مثلاً_ الفأس لحاجته إليه وكذلك النقود , وكان الإنسان يمارس الشيء أولاً ومن ثم يطلق عليه المسمى الذي يريده .
ولم يكن الإنسان يخترع شيئا ليس بحاجة إليه , فقد كانت الضرورة هي التي تلح على الإنسان , بدليل أن المجتمعات أو بعض المجتمعات كانت تعتبر استخدام التلفزيون (كماليات) ولي من (الضروريات) ولكن بعد فترة اختلف الوضع وبدأ يظهر التلفزيون على أساس وضعية أخرى وهي الحاجة له وهذا يعني أن الإنسان اخترع الضرورة لوجود التلفزيون ضمن الأثاث المنزلي.

بس اليوم أنا شايف إنه الموضوع أصبح مختلفاً كليا وقوانين اللعبة أصبحت معكوسة وعقارب الساعة تدور بعكس قرص الشمس وهذا بدأ منذ 15 عاماً خمسة عشر عاما (خمس طعشر سنه) تقريباً أي منذ بداية اختراع الانترنت والموبايل.

يعني زمان كانت الحاجة هي أم المشاكل , وبعد ذلك أصبحت الحاجة هي أم الاختراع , واليوم انتبهتُ إلى مسألة جديدة وهي أن كافة المخترعات ليست بسبب الحاجة لها ذلك أن الحاجة الماسة لها تصبح ضرورية بعد ظهور براءة الاختراع بسنة أو سنتين أو حتى عشرة سنين.

أي أن الضرورة للمخترعات تأت بعد وجود الشيء المُخترع , حيث تبدأ بالظهور أشكال وضرورات جديدة تؤدي إلى تسويق المخترعات تجارياً.
يعني زمان كانت الحاجة للاختراع مُلحة وضرورية جدا قبل ظهور براءة الاختراع بمدة طويلة وكانت الحاجة في كل يوم تُلح بنفسها على أصحاب العقول وكأنها تقول (أرجوكم اخترعوني ),أما اليوم فإن الحاجة للمخترعات تصبح ضرورية بعد وقت طويل , أي أن المخترعين يخترعون في المخترعات وبعد ذلك يخترعون الحاجة لها.
وبالمثال على ذلك ظهر الموبايل (الخلوي) في الوقت الذي لم تكن به الناس بحاجة ضرورية وماسة له بدليل أن كل الناس كان يقولون عنه بأنه شيء (ثانوي) وغير ضروري , ولكنه قد أصبح فجأة ضروريا بفضل اختراع الحاجة له فأصبح التلفون الموبايل ضروريا.

وكذلك الانترنت لم يكن ضروريا وحتى هذه اللحظة كل الناس تقول عنه بأنه غير ضروري ولم يكن اختراعه بسبب الحاجة له إطلاقا فقد كانت الناس في غفلة منه ولكن المستثمرين طوروا الحاجة له أي أنهم اخترعوا حاجيات كثيرة لكي يصبح الإنترنت حاجة ضرورية وماسة له , فحتى يصبح الإنترنت ضروري فقد تمت (أتمتت) كل الأنظمة وإيجاد حكومات الكترونية , وكذلك التعليم الالكتروني ودخول الطلاب إلى الجامعات لتسجيل المواد وأحيانا لحضور أو لتقديم الامتحانات , وحلت الصحف الالكترونية المرئية محل المنشورة بالطرق التقليدية كل هذه الإحداثيات أوجدتها المؤسسات والشركات الحاكمة فقد أصبحت الشركات الكبيرة تحكم محل الحكومات , وحتى يستثمروا في اختراعاتهم لا بد وأن يخترعوا بعد الاختراع اختراعا آخر يجعلنا نحن المستهلكين بحاجة ماسة إلى مخترعات الشركات .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت في حياتي
- ثلاثة أضعاف حجمك
- الحق على العده
- رمضان كريم
- رسالة إلى الأستاذ نبيل
- إلا الحمقى
- أمي عليها السلام
- هل هذا مُدهش؟
- سيكولوجيا اللعب
- مغارة اللصوص
- التنمية السياسية
- من أفضل من يتحدث عن الفساد؟
- عيد ميلاد ابنتي لميس
- الفقراء أعداء الثقافة
- على حافة الهاوية
- أولادي يسألونني عن وفاء سلطان
- لستُ غنياً لأشتري صناعه عربيه
- إحدى أهم مشاكل الإسلام
- هل تثق كمواطن عربي بجهاز المخابرات؟
- وين زُلم أيام زمان !


المزيد.....




- كواليس قرار الجنائية الدولية بشأن كبار القادة في إسرائيل و-ح ...
- الجيش الأميركي: أكثر من 569 طن مساعدات سُلمت لغزة عبر الرصيف ...
- مسؤول أممي: لا مساعدات من الرصيف العائم في غزة منذ يومين
- بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- مصدر: مستشارو السياسة الخارجية لترامب التقوا بنتنياهو
- 7 مرشحين يتنافسون في الانتخابات الرئاسية الموريتانية
- من تبريز إلى مشهد، كيف ستكون مراسم تشيع الرئيس الإيراني؟
- نيبينزيا: إسرائيل عازمة على الاستمرار بعمليتها العسكرية على ...
- سيناتور روسي: في غضون دقائق ستترك أوكرانيا بدون رئيس
- مادورو: الرئيس الإيراني كان أخي الأكبر ورمزا للثوري الطامح ل ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جهاد علاونه - الحاجة ليست أم الاختراع