أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي الحمداني - الهند وسر نجاح التجربة الديمقراطية














المزيد.....

الهند وسر نجاح التجربة الديمقراطية


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 08:17
المحور: المجتمع المدني
    


تعتبر الهند التي كانت مستعمر بريطانية من أكبر الديمقراطيات في العالم نسبة إلى عدد سكانها الذي تجاوز المليار نسمة وتم انتخاب أول جمعية تأسيسية في الهند في العام 1946 وكانت مهمتها الأولى وضع دستور للبلاد والثانية ان تتحول فيما بعد إلى برلمان مؤقت يمهد للانتخابات العامة , وفعلا انتهت من كتابة الدستور في كانون الثاني عام 1950 وتم إقراره والذي يعتبر الوثيقة الأطول في العالم من حيث مواده الدستورية , وقد ركز على إن الهند الجمهورية الاتحادية " فيدرالية " وهي دولة علمانية و ستكون أرضا للأديان المتعددة وفي الهند مجلسين تشريعيين برلمانيين يعملوا بنظام وستمنستر البرلماني.و يوصف شكل الحكومة عادة بال "شبة الاتحادي" مع وجود مركز قوي وولايات اضعف بحكومات محلية ، ولكن نما بصورة متزايدة فيدراليا منذ أواخر عام 1990 كنتيجة للتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وهو بذلك عبر بشكل مباشر وكبير عن المجتمع الهندي المتعدد الأديان واللغات والأقاليم , من هنا فأنه من الإجحاف اعتبار الديمقراطية في الهند من الديمقراطيات الناشئة والحديثة حيث إن عمرها الزمني تجاوز الـ 60 سنة , ففي نيسان 1952 أجريت أول انتخابات للبرلمان الهندي بعد الاستقلال . ضم البرلمان 449 عضوا وكانت حصة حزب المؤتمر أكثر من 70 % من المقاعد وبالتحديد 364 مقعدا . ومثل أية تجربة ديمقراطية استفادت التجربة الهندية من إفراز زعامات كارزمية استطاعت اغناء التجربة بالممارسة والتنظير . وقد مثل جواهر لال نهرو هذه الشخصية التي ينتخبها التاريخ عندما تتمثل لحظاته الكبرى ثم تعيد انتاجها وفقا لرؤية تنظيمية عقلانية تسمح بقيام التنظيمات القادرة على ادارة البلاد . وقد تجلت هذه الأفكار عبر قراءة واضحة وصحيحة لمتطلبات واحتياجات المجتمع الهندي وأيضا تحرير الاقتصاد بموازاة الاستجابة للديمقراطية القائمة على المؤسسات بشكل ناجح." من هنا ندرك إن الديمقراطية الهندية كان بنائها صحيحا حيث تلازمت الاصلاحات السياسية مع الاصلاحات الاقتصادية , يضاف إلى ذلك إنها بدأت مع الاستقلال عن بريطانيا وتبنوا الاقتراع العام المباشر . ورغم الصعوبات والتحديات الكبيرة التي واجهتها الهند كالحرب مع الصين وهزيمتها فيها وتخصيص مبالغ طائلة للدفاع والتسلح إضافة الى المشاكل في البنجاب والصراعات في كشمير الا إن التجربة الديمقراطية لم تتعرض لسلبيات حادة وتجلت بشكل واضح إمكانات النخبة الهندية وقدرتها على إجادة فن ادارة الصراع وترشيده. ولقد اثبتت هذه النخبة جدارة فائقة في ذلك خاصة من خلال حزب المؤتمر الوطني الهندي بزعامة نهرو الذي توفي في آبار 1964 وشكلت وفاته تحديا كبيرا لمسيرة الديمقراطية الهندية . الا ان انتخاب السيدة انديرا غاندي بعد عامين من وفاة نهرو حسن من أداء حزب المؤتمر الذي تمحور حوله العمل السياسي في الهند . لقد عاد هذا الحزب بزعامة السيدة انديرا وحصل على الاغلبية المطلقة بانتخابات عام 1971 ب 350 مقعدا مقابل 15 مقعدا فقط لحزب المؤتمر " القديم " اذ ترفض اللغة السياسية الهندية لفظة المنشق . ونجد إن حزب المؤتمر بزعامة غاندي آنذاك اتجه صوب النهج الاشتراكي في تسيير أمور البلاد استجابة لمتطلبات المرحلة في حينها وهذا ما يؤكد النهج الهندي الصحيح في التكييف مع العالم بما يحقق مصالح الشعب الهندي كافة . وما يمكن استنتاجه من التجربة الديمقراطية في الهند هو إدارتها المتوازنة بين التنمية الاقتصادية والسياسية بعدم تعليق واحدة منها على حساب الأخرى حيث سارت الإصلاحات الاقتصادية والسياسية جنبا الى جنب وبوقت ووتيرة واحدة ، والانتباه النسبي الى دور سياسات الرفاه والدعم الاجتماعي التي ساهمت في ضمان ديمومة تفاعل الشعب مع الإصلاح في الاتجاهين السياسي والاقتصادي وتحمل الأعراض الجانبية والضغوط الناجمة من الخصخصة وسياسات السوق لأن التنمية الاقتصادية بحاجة الى تكريس الشفافية والمساءلة والمحاسبة، والديمقراطية هي التي يمكنها أن تزرع ذلك وتنشره الى حد كبير. وهذا أحد عوامل نجاح وديمومة التجارب الديمقراطية في العالم حيث يجني الشعب ثمارها مما يجعل الديمقراطية تترسخ أكثر بمرور الزمن . لقد قدمت التجربة الهندية ممارسة ديمقراطية كبيرة في واحد من أكثر مجتمعات العالم تعقيدا من حيث تعدد الأديان واللغات ومع هذا أوجدت لأكثر من مليار ومئتين مليون مواطن هندي هياكلاً سياسية دائمة تؤمن للناس فرص المشاركة العادلة . وعملت في الفترة الأخيرة وفق نظام الحزبين وقدمت دليلا على ان الديمقراطية ليست امتيازا غربيا بل يمكننا أ، نؤكد بان رقي الشعب الهندي ودستوره الحضاري وقياداته الواعية بنت هذا الصرح الشامل في منتصف القرن العشرين ولا زال يؤدي دوره المطلوب فيما نجد جيران الهند كالباكستان مثلا لازالوا لم يفارقوا الانقلابات العسكرية رغم بعض الممارسات الديمقراطية التي لا تخرج عن سيطرة العسكر وآلياتهم في الاستيلاء على السلطة . ولو تمعنا مليا لوجدنا ان سر نجاح الهند في بنائها الديمقراطي هو عدم التعجل في كتابة الدستور حيث استغرقت كتابته أربعة سنوات بما جعل المشرع الهندي يلم بكل حثيات مجتمعه , والنقطة الأخرى وجود مجلسين الأول للبرلمان والثاني مجلس الشيوخ



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسؤولية الأسرة
- سقوط الباطل
- من يدعم الارهاب
- قمة سرت والعراق
- الهوية الثقافية هل في خطر؟
- الحكومة الائتلافية
- الديمقراطية خيار الشعب العراقي
- عراقيون رغم كل شيء
- البحث عن صنم
- تعالوا ننتخب
- انتهاء ثقافة الخاكي
- في مدرستنا مطبق
- 7 آذار
- الخالص 2010
- المواطنة وبناء الدولة
- الخالص مدينة الأدباء
- منظمات المجتمع المدني وبناء الدولة
- كيف نبني حكومة قوية؟
- عنك ما منعنه الخوف
- موازنة بلا وظائف


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يطلب من تونس إيضاحات بشأن اعتقالات شملت صحف ...
- واشنطن تندّد بحملة التوقيفات التي طالت محامين ونشطاء في المج ...
- عرب إسرائيل يطالبون بعودة اللاجئين في ذكرى النكبة
- على خطى روسيا... جورجيا تضيّق على مؤسسات المجتمع المدني
- الأمم المتحدة تدعو إلى إعادة فتح معبر رفح ووقف إطلاق النار ب ...
- منذ 6 مايو.. الأونروا تعلن أعداد النازحين قسراً من رفح
- الاتحاد الأوروبي يطلب من تونس إيضاحات بشأن حملة اعتقالات في ...
- السعودية ترحب بتبنّي الأمم المتحدة قرارا لمنح دولة فلسطين عض ...
- لاجئون سوريون يعودون من لبنان
- تونس: الاتحاد الأوروبي قلق من اعتقالات بصفوف المجتمع المدني ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي الحمداني - الهند وسر نجاح التجربة الديمقراطية