أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحسن - الدكتاتور.. الصورة والأصل














المزيد.....

الدكتاتور.. الصورة والأصل


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2446 - 2008 / 10 / 26 - 07:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما ظهر طاغية العراق في الحفرة الشهيرة وهو في حالة مزرية متنكرا بهيئة رثة يعتريه الذهول والدهشة اطاح بكل صوره التي عمل جاهدا على تزويقها وتجميلها ليبدو كأنسان خارق ومكتمل لا تأخذه ازمة او حرب او مصيبة، بل تراه مبتسما وضاحكا في احلك الظروف كما تصوره عدسة الكاميرا او كما يظهر على شاشة التلفاز.

هذه الصورة المتخيلة التي رسمها الاعلام عنه وحاول عرضها وتسويقها وتكريسها في اذهان الناس تبددت في لحظات الى الحد الذي جعل اتباعه لا يصدقون ما شاهدوه امامهم واعتبروا ذلك فبركة اعلامية.واليوم يظهر زعيم صرب البوسنة السابقة رادفان كراديتش المتهم بارتكاب جرائم حرب خلال حرب البلقان، بقبضة السلطان الصربية، بعد 13 عاما من الاختباء خلف لحية بيضاء وشعر اشعث طويل ونظارات طبية كبيرة، ومن المتوقع تسليمه الى محكمة العدل الدولية في لاهاي خلال الايام القليلة المقبلة.
الملفت للنظر التطابق المذهل بين الصورة التنكرية لطاغية العراق وزعيم صرب البوسنة لحظة اعتقالهما وذلك يطرح اكثر من سؤال بشأن قدرة الطغاة على تقمص الادوار التمثيلية وارتداء الاقنعة وقد يكون ذلك محاولة للتهرب من الماضي المتمثل بالدماء والاثام.
وصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان عملية اعتقال كراديتش لحظة تاريخية انتظرها المجتمع الدولي والضحايا لمدة 13 عاما.المفارقة ان النظام العربي السياسي وقف بالضد من المتغيرات السياسية في العراق وحاول احتواء وعزل العراق عن محيطه العربي والاقليمي واعتبر تداعيات التغيير تهديدا له.
في حين ان تصريحات الاتحاد الاوروبي كانت تصب في مصلحة صربيا بعد اعتقال جزار البوسنة، وطالب عدد من المسؤولين الاوروبيين بضرورة تسهيل انضمام صربيا للاتحاد الاوروبي، وهذا يعطي رسالة واضحة للعالم ان وجود الطغاة في السلطة او خارج قضبان العدالة لاسيما من ارتكبوا جرائم حرب او ابادة عرقية او طائفية سوف يكون حجر عثرة في طريق عودة الدول التي توفر لهم الملاذ الامن، الى المجتمع الدولي والوضع القانوني وان القضية لا تتعلق بطائفة او عرق او دين او هوية من يقوم بارتكاب جرائم الحرب او الابادة، ويدل ذلك على جهل فاضح بالقوانين الدولية وتجاهل لدور الهيئات القضائية في البلدان الديمقراطية، التي لها القدرة اللازمة لمحاكمة المسؤولين او الوزراء او الحكام ان تجاوزوا على القانون كما حدث في فضيحة واترغيت واطاحت بالرئيس الاميركي نيكسون.
يقول المفكر الايطالي فيراجولي وهو من ابرز الحقوقيين المعاصرين المهتمين بتطور نظريات القانون الجنائي وعلم الاجرام:”في عالم الجريمة التقليدي يأتي الاعتداء على الحقوق والممتلكات عادة من افراد على هامش المجتمع او عصابات معزولة ولتحقيق الكفاية غالبا، اما اليوم فان الاجرام الذي يمثل التهديد الاكبر لاستتباب امن المجتمعات والامم والتحدي الابرز لتشريعاتها ومؤسساتها هو ما يسميه فيراجولي”اجرام السلطة“ وهو صنف من الجريمة غير هامشي وانه -خلافا للجريمة التقليدية- متجذر في مركز المجتمعات ويتحكم في مفاصلها.

ويرى ارسطو في كتابه الشهير”السياسة“ ان الطغيان حكم اقلية وتضليل ومنافع ذاتية لا يرمي الى مصلحة من المصـــالح العامة.
ش
ويبدو ان مشاهير الطغاة في الارض عاشوا طفولة شقية فلم تتكون لديهم مصالح مشتركة مع الاخرين ولم يكن ثمة ضمير اجتماعي في نفوسهم يجعلهم يتوقفون عن سفك الدماء.
والضمير لديهم يتحول من خلال الجمهور او الجموع الحاشدة التي تؤيد الدكتاتور الى ضمير مطلق للعنف والقتل فتكون العدوى متبادلة ضمن سايكلوجية الدكتاتور والجماهير فتنطلق الغرائز من عقالها وتكون مدمرة للاثنين، فالجمهور الذي يبحث عن منقذ وهوية جمعية تشعره بالامان وحاكم يبحث عن شرعية مفقودة وغرائز مكبوتة بفعل الطفولة المعذبة فيتملكه المطلق في كل شئ فلا يتورع عن ارتكاب ابشع الجرائم في سقام ذهني يتفاقم كلما امتد به العمر وادمن على السلطة فقد يبيد مدناً كاملة بمجازر جماعية عندما يثور بعض الافراد او الجماعات تعبيرا عن ظلم يحيق بهم.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع جهلة.. صراع حضارات
- صدمة الإعلام الحر
- قراءة التأريخ في العقل الشعبي
- الإسلام في أوربا وجدل الانتماء والهوية
- حزب اعداء النجاح
- الثقافة لا تختزل بالطائفة
- الدهر والعطار.... في الأزمة العراقية
- اين سلة المهجرين قسراً؟
- الطعام و السياسة
- التوريث الثوري
- خرافة انتصار البطل
- آخر الدواء
- جدلية المثقف والجمهور
- المعارضة من التقاليد الديمقراطية
- صدمة المستقبل
- تعايش الاضداد والاعتدال السياسي
- جدل الرغبة والواقع
- البيت بيتك
- اغلال الخوف بين عنف السلطان وتقاليد الاستبداد الاجتماعية
- عيد وطني.. مؤجل


المزيد.....




- عملة تذكارية تكريما لقوات الحلفاء والمحاربين القدامى
- الحرب في غزة في يومها الـ228| معارك محتدمة في غزة وعمليات عس ...
- أوستن ينفي تورط واشنطن بمقتل رئيسي
- فرنسا تعرب عن دعمها -للجنائية الدولية-
- مركز روسي يعلن عن -مكافأة مالية ضخمة- للجنود الروس مقابل الا ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /21.05.2024/ ...
- شاهد.. لحظة العثور على مروحية الرئيس الإيراني المنكوبة
- ?? مباشر - بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- واقعة جديدة في مصر.. سائق سيارة نقل خاص يتحرش بفتاة والداخلي ...
- فرنسا تدعم سعي الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قادة ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحسن - الدكتاتور.. الصورة والأصل