أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم الحسن - اين سلة المهجرين قسراً؟














المزيد.....

اين سلة المهجرين قسراً؟


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2432 - 2008 / 10 / 12 - 06:05
المحور: حقوق الانسان
    


الشعور بمعاناة الآخرين والتعاطف معهم والعمل من اجل رفع الحيف والجور عنهم، هو موقف انساني نبيل قبل ان يأخذ ابعادا وطنية وتزداد المسؤولية لمن هم في موقع السلطة ويصبح من صميم واجباتهم.

واذا كانت البرامج السياسية للاحزاب التي فازت بالانتخابات تؤمل وتوعد الناس بالرفاهية والازدهار وتحسين ظروف المعيشة فان المهجرين قسرا من منازلهم ومدنهم، اصبحوا ينادون بالسلة وتخلوا عن العنب بعدما ضاقت بهم الخيام على ما رحبت
لكن اعدادهم الغفيرة التي قد تصل الى ما يسمى (بالمسيرة المليونية)، تشكل اصواتا مؤثرة ومهمة في الانتخابات المقبلة، ولذلك على من يتربع على السلطة هانئا مطمئنا، ان يتذكر ان ذلك الموعد ليس ببعيد لاسيما انهم قد خرجوا توا من مارثون الحروب ليزجوا بمعاناة لا تقل هولا عما سبق، ومن المؤسف والمحزن، ان لا تستأثر مأساتهم بالاهتمام الاعلامي المطلوب الذي يرتقي لمستوى الكارثة التي تطحنهم كل يوم
.
المصائب في العراق تبدأ كمشكلة وتهمل لتصبح ازمة ومن ثم تنفجر على شكل كارثة لتنضم لباقي المآسي بانتظار غودو.

حرب ايران، بدأت كمشكلة حدودية لتنتقل الى الغام التاريخ وتستعيد صراعات قديمة، اطلق عليها تاريخية، ثم تحولت الى حرب طويلة مدمرة مازالت آثارها ونتائجها يدفع ثمنها الشعب العراقي والشيء نفسه تكرر في الغزو العراقي للكويت وكأننا لا نعي الدروس والتجارب.

بعد انهيار النظام السابق، كانت هنالك مشكلة فراغ الدولة الذي نجم عن التغيير الراديكالي في اليوم النيساني الشهير، تحولت بفعل المحاصصة الى ازمة ومن ثم الى كارثة الفتنة الطائفية ومخلفاتها المقيتة.
في احد المؤتمرات الصحفية للرئيس الفرنسي ساركوزي انتقده الصحفيون في سفرياته الكثيرة، ولكنه رد عليهم بانه يعمل ويلاحق الاحداث في مهدها قبل ان تتكاثر عليه وتسد الطريق الى حلها.

ولذلك لا عجب ان يعبر المحيط الاطلسي ثلاث مرات ويتجول في مصر الفرعونية ويتغدى في المانيا ويتعشى في مدريد ويلقي خطابا في الكونغرس الاميركي ويحل مشكلة الممرضات البلغاريات العويصة وكل ذلك في سبعة اشهر.

ونحن لا نعرف سوى ترحيل الازمات الى اجل غير معلوم، اشبه بما يحدث لأزمة الرئاسة اللبنانية التي وصل التأجيل لجلسات البرلمان التي تبت بالموضوع الى الجلسة رقم (13)
.
قد يكون ارث الاستبداد الذي يقوم على خلق الازمات له ما يبرره الا ان التحولات التي تجري في العراق صوب الديمقراطية لابد ان تنمي ثقافة حقوق الانسان وتسهم في تأصيل المفاهيم الانسانية وتعمل على اثراء الميول والنزعات المشتركة في جميع الافكار والتصورات عن الاخر وتحطم حالات العداء والبغضاء على اساس الاوهام والمواقف المسبقة التي تتغذى من حالات الاحباط واليأس لتنتقل من الثورة ضد الظالم والجاني الى الضحية كنوع من التنفيس عن العقد التاريخية والنفسية التي تراكمت على الذات المتضخمة التي ترى نفسها الافضل والاحسن على حساب الاخرين.

ولذا فان الديمقراطية التي تفسح المجال للحوار العام بعيدا عن الغرف المغلقة التي تراكمت فيها المياه الراكدة واصبح رمي الحجر فيها نوعاً من الهروب الى الامام على امل ان الزمن كفيل بترطيب الاجواء وايجاد الحلول بفعل غياب المسؤولية وانعدام الثقة بالذات والاخر وهو ما يراكم الازمات ويجعلها برميل بارود قابلاً للانفجار في اية لحظة غير محسوبة.
ان الاسراع في تضميد جراح المتضررين والمرحلين والمهجرين عن ديارهم، سواء بفعل التطهير العرقي في زمن النظام البعثي، او في الوقت الحاضر، سوف يغلق الابواب امام اي فكر شوفيني يحاول المتاجرة بمعاناة الناس الابرياء.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطعام و السياسة
- التوريث الثوري
- خرافة انتصار البطل
- آخر الدواء
- جدلية المثقف والجمهور
- المعارضة من التقاليد الديمقراطية
- صدمة المستقبل
- تعايش الاضداد والاعتدال السياسي
- جدل الرغبة والواقع
- البيت بيتك
- اغلال الخوف بين عنف السلطان وتقاليد الاستبداد الاجتماعية
- عيد وطني.. مؤجل
- لماذا الخوف من الحرية؟
- الشخصانية ونظام المؤسسات
- العنف بين القانون والسياسة
- الدكتاتور خبازا


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم الحسن - اين سلة المهجرين قسراً؟