أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم الحسن - جدلية المثقف والجمهور














المزيد.....

جدلية المثقف والجمهور


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2417 - 2008 / 9 / 27 - 08:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الثقافة النقدية بطبيعتها ترتبط بالحداثة، كنسق عام، ومؤسسات فاعلة، منفصلة عن النظام السياسي ومؤثرة فيه في ذات الوقت ولها نفوذ كبير على الرأي العام وهي تختلف عن الثقافة التقليدية التي تتحدث عن الجام العوام وضرورة حجب المعارف واسرارها عنهم وهي نظرة كهونتية تحاول ابقاء هيمنتها وسلطتها على الرأي العام، واعتباره قاصرا لا يعي حقوقه، وهي قريبة الشبه بما يطلق عليه بجدلية المركز والاطراف ومن الطبيعي ان تنجذب الاطراف الى المركز بسبب اختلال الموازين وشرعنة مفاهيم الهيمنة والتسلط وقد يكون ادوارد سعيد في كتابه المهم " الاستشراق" اماط اللثام وازاح الاقنعة عن دور المركز في شرعيته المزعومة.

يذكر الحائز على جائزة نوبل عام 2006، الروائي التركي اورهان باموك ان (ف. س. نيبول) يكتب حول موضوع المركز والهامش وكثيرا ما اتلقى الاسئلة حول اتفاقي من عدمه مسعه وهنا اجدني ميالا الى سرد قصة حول نيبول، كنا ننزل سوية في فندق بايطاليا في (ايار) الماضي التقينا في الردهة الرئيسة للفندق لوقت قصير، وخلال استعدادي لمغادرة الفندق جاء نادل وقال لي: انه يكن لي اعجابا واضاف انه قال له اشياء جميلة حولي.
والغريب ان نيبول لم يقل لي هذه الاشياء وجها لوجه يا لها من مفارقة، كاتيان غير غربيين يتواصلان عبر نادل غربي واظن ان رسالتي واضحة.
ان الاطراف تمارس قمعها لها او لذاتها ولا ترى وجودها وتمثيلها الا من خلال المركز، وهذا يؤدي بطبيعة الحال الى نظرية المثل الافلاطونية ولكن ليس على صعيد السماء بل في المكان الارضي، الاخر (الغرب) ويغدو جلد الذات ملازما لمن يسعى للوصول الى الفردوس الغربي والتماهي معه، فاذا كانت الافلاطونية ترى في الجسد سجن الروح تصبح الجغرافية سجنا للذات تحاول الانعتاق منها.
ولكن مثل هكذا ثقافات هل من الممكن ان تنتج مفكرين يتحسسون ازمات ومشاكل مجتمعاتهم، ويتلمسون الطريق الذي يفضي الى الضفة الاخرى.
يذكر الكاتب حسن علوي في كتابه بقية الصوت: ان العقلانية المغربية التي تستلهم عقلانية ابن سبعين وابن خلدون وابن رشد تنجب سياسيا معارضا ورجل دولة في ان مثل علال الفاس وتنجب الوطنية المصرية مفكرا مثل طه وزعيما مثل سعد زغلول وتنجب مثل عروبة الشام رفيق العظم والكواكبي بينما تنجب العروبة العراقية شعراء لا مفكرين مثل الجواهري والسياب ربما ان الدرس الاكاديمي لم يغادر القاعة الى معترك الحياة، واي حياة عاشها العراقي لكي لا يشهر المثقف والكاتب والاكاديمي، قلمه حتى يطوي الفجوة بين النص والحياة او على الاقل قريبا منها، فنحن نرى الكثير من الباحثين في الفلسفة والحقول المعرفية الاخرى، قد انتقلوا للكتابة عن هموم وتطلعات شعوبهم مثل: زكي نجيب محمود، فؤاد زكريا، في مصر، محمد عابد الجابري المغرب، برهان غليون، صادق جلال العظم، سوريا هنام شرابي، ادوارد سعيد، فلسطين.
وازاء التصدعات الاجتماعية التي خلفتها الحروب والحصار ومآسي الدكتاتورية، كان يفترض ان تكون الاجيال التي اكتوت في دوامة الاهوال هذه ان تبحث عن خشبة النجاة ليس في تهويمات الشعر وفضاءاته المترعة بالخيال، بل في الدراسات الفلسفية والاجتماعية والنفسية من اجل مداواة جروح هذا الجسد الذي يئن من كثرة النزيف والالآم التي تحيطه وتعبث به بلا توقف الا ان التجربة الحرة لم تعط نتائجها المرجوة. واننا لا نريد ان نقلل من اهمية الشعر، ودوره الكبير في جعل اللغة مغامرة لقول ما لا يقال او السير في طريق الكشف، الا ان طغيانه على مختلف شؤون الحياة الثقافية، يجعل من العراق ديوان الشعر.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة من التقاليد الديمقراطية
- صدمة المستقبل
- تعايش الاضداد والاعتدال السياسي
- جدل الرغبة والواقع
- البيت بيتك
- اغلال الخوف بين عنف السلطان وتقاليد الاستبداد الاجتماعية
- عيد وطني.. مؤجل
- لماذا الخوف من الحرية؟
- الشخصانية ونظام المؤسسات
- العنف بين القانون والسياسة
- الدكتاتور خبازا


المزيد.....




- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...
- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم الحسن - جدلية المثقف والجمهور