أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم الحسن - الدكتاتور خبازا














المزيد.....

الدكتاتور خبازا


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2280 - 2008 / 5 / 13 - 03:19
المحور: كتابات ساخرة
    


في الانظمة الشمولية، يأخذ عالم الصورة ابعاداً كبيرة وذلك لادامة روح الهيمنة والتسلط من خلال اشعار الفرد بانه مراقب في كل مكان من قبل ما يسمى الاخ الاكبر، الذي تنتشر صوره باشكال مختلفة لكي تتناسب مع مختلف اوضاع الفرد المهنية او اشكال الاجهزة التابعة للدولة. ففي وزارة الاسكان والتعمير تجد صورة الدكتاتور وهو يحمل المسحاة، وزارة التربية تجد صورته وهو يلقي محاضرة على الطلبة، في المقهى يحتسي الشاي، في الجبهة ممسكا بالبندقية.ومن الطريف ان احد الاصدقاء روى لي عن صاحب احد افران الخبز، في مدينته علق صورة الدكتاتور في فرنه، وهو يقبل الحجر الاسود، ظنا منه انه يعمل خبازا!
ولم لا انه القائد الضرورة الذي يجيد كل شيء فهو في عز الحرب يكتب الروايات وفي السجن الشعر، والكتابات لا تتوقف عنه منها”حروف الجر في فكر القائد “.. الخ. يذكر مصوره الخاص انه كان اكثر الرؤساء ولعا بصوره الشخصية، وعندما غزا الكويت قام باهداء الصور والتماثيل التي تجسد شخصه الى الكويت وقايضها بالممتلكات والثروات الكويتية.في ذلك الزمن كانت هنالك وحدات عسكرية تشرف على حماية تماثيله وصوره، وعقوبات قاسية تنتظر من يعبث بها بل انها اصبحت نقطة دالة في بعض المناطق والمدن وعندما يطلب الراكب من سائق السيارة الوقوف قرب احد تماثيله، عليه ان يذكر اسم القائد ايضا بكامل القابه العسكرية التي حصل عليها زورا وبهتانا.
ولقد تعرض الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد الى جملة اعلامية ضارية، لانه مدح في شعره امير احدى دول الخليج، وكان هذا من المحرمات فلا يجوز له ان يشرك شخصا اخر الى جانب الدكتاتور في مديحه له، حتى لو كان رئيسا لدولة او اميرا حقق لشعبه الرفاهية والوفرة والحياة السعيدة، انه واحد لا شريك له!طالما انه فرد متعال، فانه بالضرورة يطلب من زواره كما اشيع عنه، ان لا ينظروا اليه الا عندما يتكلم مع احدهم، وهو الذي يقول انه يعرف خصمه من”عويناته “ اي البريء متهم حتى تثبت براءته.اما الصورة التي تجمعه مع ما يسمى مجلس قيادة الثورة وتعرض على التلفاز في عهده المباد، كانت تظهر هذا المجلس وانظاره شاخصة نحو الباب الذي يدخل منه الدكتاتور ورؤوسهم مائلة الى اليمين باقصى درجاتها وهي تتحرك مراقبة ظهوره حتى اللحظة التي يجلس فيها على الكرسي الغارق في الدم.وبعد ان اجهز على خصومه في العام 1979 فيما يسمى بالقضاء على المتآمرين في داخل الحزب، استبدل اللافتة التي كانت معلقة على جدران قاعة الاجتماع في القصر الجمهوري التي كتب عليها الاية الكريمة”وشاورهم بالامر“ باخرى اضاف اليها واذا عزمت فتوكل..الا ان الالاف من الصور والتماثيل التي صرفت عليها الاموال الطائلة من قبل الماكنة الاعلامية الضخمة للنظام وارهقت ميزانية العراق المالية، تلاشت واختزلت بالصورة التي اظهرته في الحفرة الشهيرة ملتحيا بائسا خائفا الى الحد الذي جعل حاشيته ينكرونها.وقد يكون سقوطه المدوي قد عبرت عنه لحظتان من الزمن السعيد لضحاياه وهما: لحظة سقوط تمثال الصنم في ساحة الفردوس والصورة التي ظهر فيها في الحفرة بحالة مزرية.لعل بقاء الدكتاتورية في سدة الحكم حتى بعد انهيار المؤسسات الخدمية والاقتصادية يعود الى عالم الصورة فحضوره الدائم عبر التلفاز وانقطاعه عن ممارسة اعماله خارج القصر تؤكد وجوده لاسيما اننا نعيش في مجتمعات تولي الصورة والظاهرة الصوتية اهتماما منقطع النظير.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم الحسن - الدكتاتور خبازا