أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحسن - تعايش الاضداد والاعتدال السياسي














المزيد.....

تعايش الاضداد والاعتدال السياسي


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2412 - 2008 / 9 / 22 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن القول بأن التعايش السلمي قد ابتدأ مع الدولة المدنية الحديثة، ويكاد ان يكون في الربع الأخير من القرن الماضي، فتطرف اليمين وأحاديته (الحزب النازي) قادته الى صراع وجود مع الليبرالية واليسار، والأمر سيان بالنسبة للحزب الشيوعي (الاتحاد السوفيتي سابقا) الذي يؤمن بدكتاتورية البروليتارية، أي انه صراع الآيديولوجيات.

وتمثل نهاية المانيا النازية وانحسار المد الشيوعي (ذي الصبغة الشمولية) بداية لما أطلق عليه تعايش (اليمين واليسار).
والتعايش بهذا المعنى لانصافه إلا في الأنظمة الرئاسية التي يتقاسم فيه رئيس الدولة ورئيس الوزراء السلطة التنفيذية شريطة ان يتقلدا منصبيهما بالانتخابات، ولما كانت هذه الوضعية الحرجة نادراً ما تحدث لما يكتنفها من غموض وصعاب جمة. أن تعبير التعايش يعد من أقل المفاهيم تداولا في حقل العلوم السياسية، وأن كان مفتقرا الى بؤرة الاهتمام في هذا الحقل عندما جاءت الهيئة الناخبة الفرنسية في مارس 1986 بأغلبية برلمانية يمينية في مواجهة رئاسة اشتراكية منهية حقبة طويلة من التفرد السلطوي لرئيس الجمهورية ارسى تقاليده الجنرال ديغول ومؤرخة لبداية تعايش صعب بين رئيس الدولة ميتران قطب الحزب الاشتراكي ورئيس الوزراء شيراك أحد رموز اليمين الفرنسي وزعيم حزب التجمع من اجل الجمهورية.
لا يذكر التعايش بين الاضداد الا ويذكر معه الاعتدال بمثل ملازمة الدكتاتورية للتطرف والاحادية، وفي هذا الحال هل الاعتدال يؤدي الى التعايش أم ان العكس هو الصحيح؟.
نعتقد ان قبول الآخر واحترام خصوصيته هو بداية التسامح وإقرار بالاختلاف المكمل للسوية الانسانية وذلك سوف يقود بالضرورة الى الاعتدال، والذي هو احد الفضائل الاربع الكبرى لدى اليونان، والثلاث الأخرى هي: الحكمة والشجاعة والعدالة.
ولهذه الفضيلة مكانة بارزة في تاريخ الأدب والفن اليوناني والروماني القديم، ومنها انتقلت لتسيطر على ميدان الفكر السياسي القديم، وتجمع هذه الفضيلة تحت ظلها شمائل عدة، أهمها القدرة على التحكم في النفس وشهواتها واحترام حدود الطبيعة البشرية دون إفراط أو تفريط، وفي عبارة موجزة هي تجنب كل سلوك غير معتدل وغير عقلاني وغير رشيد.
أما الأصل اللغوي للمصطلح فهو الكلمة اليونانية التي تعني (ذو عقل سوي) وكانت تستخدم في الأدب اليوناني القديم لوصف الشخص الذي يسلك سلوكا متسقا مع طبيعته وقدراته او الشخص الذي يملك حسا في مقابل التافه او المستهتر أو الارعن.
أما أول ظهور للمدلول السياسي للكلمة فكان مع ظهور دولة - المدينة، حيث بدأ استخدام المصطلح كإحدى الصفات التي يتوقف عليها النجاح الشخصي للفرد والصلاح السياسي للمجتمع.
أن منطقة الشرق الأوسط المسكونة بالنزاعات والصراعات السياسية هي بأمس الحاجة لتعايش الاضداد والاعتدال السياسي لا سيما بعد بروز التطرف الديني ويكاد ان يماثل اليمين المتطرف، وعليه فأن الأحزاب مطالبة باحترام التعددية والرأي الآخر وتمجيد فضيلة الاعتدال كأهم صفات المواطنة، ولقد كان لفضيلة الاعتدال مكانة بارزة في الفكر السياسي الإسلامي في العصور الوسطى رغم ارتباطها بالفكر السياسي اليوناني فقبلها حتى هؤلاء المفكرون الذين لم ترتد أصولهم الفكرية الى الفلسفة اليونانية وذلك يرجع أساساً الى اتفاق فضيلة الاعتدال مع المبدأ المحوري الذي قامت عليه الشريعة الإسلامية (خير الأمور الوسط).
لكن انعدام ثقافة حقوق الانسان ووصم المخالف للسلطة السياسية بالعدو والخائن والاعتقاد بوجود مؤامرة أزلية لا تنتهي أو أن الأمة التي ينتمي لها الفرد هي افضل الأمم وأحسنها على الإطلاق وأن لها رسالة لكل العالم، هذه التصورات سوف تقود بالضرورة الى التطرف، ولهذا السبب لا عجب ان يظهر شخص مثل بن لادن أو ايمن الظواهري وهم يحملون نزعات تدميرية وتخريبية نحو العالم والحياة،÷ ولذلك فان تعايش الأضداد والاعتدال والتسامح لن يكون لها وجود في حياتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية ما لم نتحرر من أوهام التفوق او مشاعر الاضطهاد او عقد التخلف.






#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل الرغبة والواقع
- البيت بيتك
- اغلال الخوف بين عنف السلطان وتقاليد الاستبداد الاجتماعية
- عيد وطني.. مؤجل
- لماذا الخوف من الحرية؟
- الشخصانية ونظام المؤسسات
- العنف بين القانون والسياسة
- الدكتاتور خبازا


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحسن - تعايش الاضداد والاعتدال السياسي