أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم الحسن - عيد وطني.. مؤجل














المزيد.....

عيد وطني.. مؤجل


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2390 - 2008 / 8 / 31 - 06:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كانت المناسبات الوطنية او الاعياد قديماً لها ارتباط عضوي بمواسم الحصاد، بالخصب والنماء وقوت الانسان وهكذا فرح الانسان يبدأ بالارض ومزروعاتها،وحينما بدأت التخمة لديه اخذ يعتقد ان جماعته او طائفته او عرقه هو الافضل والانقى وانه من سلالة مقدسة وغيره المتدنس!
انقلبت علاقة الانسان بالاشياء والبشر واصبح يبحث عما يميزه من الآخرين لاعتقاده انه من صفوة البشر فاخذت الاعياد تنحو باتجاه العنصرية.حيث ان ارتباط الانسان بالارض يمنحه مفهوم المواطنة ويزيل الحواجز والسواتر عنه، في حين ان الارتباط بالفرقة الناجية او ما يسمى بالعرق الانقى يخلق العداوات والاحقاد والكراهية، فكيف يطيب لنا الاحتفال بالاعياد على انقاض الاخرين وعذاباتهم.اصبحت الهوية في عالم اليوم مكانية وزمانية ولم يعد الدم او العرق او الدين من محددات الهوية بل اصبحت المواطنة تأخذ شرعيتها من مكان الاقامة او الميلاد، ويبدو ان بعض الدول التي حازت على النجاح والتفوق لا يبدو الماضي او الثقل التاريخي له دور مهم في حياة الشعوب لانها بذلك لا ترجع الى التاريخ لتبحث عن حلول لمشاكل معاصرة.حينما اختير في الاسلام التقويم الهجري وتحديداً عام الهجرة الى الحبشة من قبل المسلمين الاوائل، فان ذلك كان ينم عن بصيرة سياسية، ولو تم اختيار معركة بدر التي انتصر فيها المسلمون على المشركين وكانت بحق معركة فاصلة في التاريخ الاسلامي بدلاً من عام الهجرة كمناسبة للتقويم الجديد للمسلمين لكان ذلك عامل فرقة وتهديد لوحدة الاسلام لانه سوف يثير المزيد او الكثير من المسلمين او المؤلفة قلوبهم الذين تضرروا في هذه المعركة، وهذه تثبت ان رجل السياسة يجب ان ينظر الى المستقبل في بناء الدولة وليس الى ”الانتخابات “ حديثاً او الغنيمة او الثأر قديماً.ولو اخذنا تاريخ العراق المعاصر منذ تشكيل الدولة في العشرينيات من القرن الماضي، نجد ان معظم المناسبات والاعياد محل جدل وتنازع وصراع وفرقة، ومن النادر الاتفاق على شخصية وطنية، فما ان تذكر احدى الشخصيات السياسية حتى يتهم بشتى الاوصاف الشنيعة ولا يسلم حتى رجال الادب، فالجواهري، كان يتهم بالشعوبية وغيره بالعمالة، حتى تم نسف عهد بالكامل، هو العهد الملكي من خلال وصفه بالبائد على الرغم من ان تقاليد الدولة وكيانها قد بدأ به! عندما قامت ”الثورة او الانقلاب عام 1958“ نقول هذا لان الجدل مازال محتدماً الى يومنا هذا حول مشروعيتها؟
اخذ البعض يتهم القائمين عليها بالانحراف عندما يسمي مبادئ واهداف الثورة حتى جاء انقلاب عام 1963 مغمساً بدم رفاق الثورة، وهكذا انبثق عهد من الدم يبتدئ من مجزرة الرحاب الى الابادة الجماعية والانفال، انه تاريخنا المعاصر من العهد البائد الى ما يسمى انحراف عبد الكريم قاسم الى صانع الحروب والدمار صدام.
من اين نبدأ في اختيار مناسبة وطنية او عيد وطني يجمع مكونات واطياف الشعب العراقي؟
ان اختيار 6 كانون الثاني عيداً وطنياً للجيش العراقي يعني بلا شك ان المناسبات الاخرى في العهد الملكي ذات الصيغة التأسيسية مثل دخول العراق عصبة الامم المتحدة في 1932/3/10 هي افضل ما متاح لدينا من اجل ترميم الجسد السياسي العراقي وهي مناسبة نتقدم بها على كثير من شعوب المنطقة التي بعضها لم يدخل العصبة مطلقاً.اما من يعتقد ان العراق كان تحت الاحتلال ولا يجوز الاحتفال باي مناسبة في هذا العهد، فانه يماثل من يحمل نفس الرؤية الخاطئة التي تحرم بناء القوات المسلحة في الوقت الحالي بحجة وجود قوات محتلة وكأنه يريد القول لنعد الى مرحلة الفوضى او ما قبل ظهور الدولة وهي نظرية هلامية ومتعالية ولا تنزل للارض معطياتها.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الخوف من الحرية؟
- الشخصانية ونظام المؤسسات
- العنف بين القانون والسياسة
- الدكتاتور خبازا


المزيد.....




- إيران ترفض المفاوضات مع أميركا قبل وقف الهجمات الإسرائيلية
- إيران تقدم 3 -مطالب- لعقد مباحثات مباشرة مع أمريكا
- الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين فروا من إيران وآخرون يواج ...
- إسرائيل تقصف منصات ومستودعات صواريخ غرب ووسط إيران
- غزة.. عشرات القتلى بنيران إسرائيلية وتحذير من الجفاف
- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم الحسن - عيد وطني.. مؤجل