أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم الحسن - صدمة المستقبل














المزيد.....

صدمة المستقبل


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 03:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعود مصطلح صدمة المستقبل الى كتاب يحمل عنوانا بنفس المصطلح، وضعة الكاتب الامريكي الفين توفلر في مطلع السبعينيات من القرن الماضي حول المجتمع مابعد الصناعي. وتتركز فكرة توفلر حول الفجوة بين معدل التغيير في البيئة بفعل التكنولوجيا وثورة المعلومات وبين معدل استجابة الافراد وتكيفهم مع هذا التغيير.
ويرى توفلر ان البيئة تتغير بايقاع اسرع كثيرا من ايقاع استجابة البنى الاجتماعية والقيم الثقافية وبازدياد هذه المشكلة حدة تزداد الفجوة اتساعا، وما ينجم من اغتراب وخلخلة مستمرة في البنى الاجتماعية والثقافية والسياسية.

ولو استعملنا هذا المصطلح في العراق بعد التحول الكبير من نظام شمولي مغلق الى نظام ديمقراطي في طور التحول والصيرورة، نرى الاختلالات واضحة في مختلف مفاصل الحياة، ولو تخيلنا الطريقة التي يقف فيها الدكتاتور امام حجم الاعلام والمعلومات التي تدفقت على العراق بعد التغيير ،نلاحظ عدم قدرته على متابعة ومراقبة هذا السيل العارم من الاخبار والاحداث والوقائع وبعد ان كان يتربع على عرش اعلامي لايتعدى بضعة صحف ومثيلها من القنوات التلفازية وكان باستطاعته توجيه تلك الصحيفة او غيرها من وسائل الاتصال الجماهيري، او يفرض حضوره الممل والسمج في التلفاز عبر خطب حماسية وتعبوية مكررة ومستهلكة يدعوها بالتاريخية والمهمة والشاملة وهي نسخة معادة وغير منفتحة لخطابات انشائية مكررة حتى في توقيتها.
وقد علق احد الظرفاء قائلا لماذا تذاع الخطب دائما الساعة الحادية عشرة صباحا، اليس من الافضل ان يغير هذا التوقيت على الاقل يقال ان هذا النظام لدية استعداد للتغيير؟
ومن الغريب ان تعلن انظمة وصايتها على الشعوب بعد ظهور الانترنيت والستلايت والموبايل، بحيث لم تعد السرية والرقابة والعزلة والانقطاع عن العالم، وهي عدة الاستبداد اللازمة لحكم الشعوب متوفرة، ولذا اصبح الجهاز الدعائي الكبير للانظمة الدكتاتورية ملغى بحكم هذا الانفتاح على العالم عبر الفضاء.
ان الشعور بأن ثمة عوالم وثقافات اخرى لها من العادات والقيم والافكار بما يخالف ثقافتنا، هو لحظة مهمة تأتي من خلال الانفتاح والتغيير وتعتمد على تقلبنا الاخر المكمل لسويتنا الانسانية. والمطلوب ليس تغيير طبائع وسلوك من يخالفنا في الافكار او العرق او الدين ليتلاءم معنا بل قبوله على ماهو عليه.
وهذه القيم الانسانية من شأنها ان تآخي بين جميع مكونات المجتمع والعالم، لانها تنطلق من دوافع وعوامل اجتماعية تتواءم مع تطلعات وآمال انسانية في خلق عالم واحد بعيدا عن الحروب والكراهية والعنف والاحقاد التي تسمم بها العالم عبر حروب متصلة في القرن الماضي ادت الى دمار وخراب وانحطاط الامم وتردي اوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ان صدمة التغيير في المجتمعات التاريخية جزء من حياتها وقبولها بالجديد، ولكن بالتدريج والتعاقب قد يعمل على تألفها مع المتغيرات وهذا مايشجعها على الانسجام والتجانس ولكن بعد حين من التبدلات القاسية التي تطرا على منظومة حياتها، فالانسان في كل مكان غير قادر على الانسلاخ من واقعة الاجتماعي على حين غرة حتى لو كان في ذلك حياة افضل له، فلا بد من الصبر والتحمل على مخاض الوضع .



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعايش الاضداد والاعتدال السياسي
- جدل الرغبة والواقع
- البيت بيتك
- اغلال الخوف بين عنف السلطان وتقاليد الاستبداد الاجتماعية
- عيد وطني.. مؤجل
- لماذا الخوف من الحرية؟
- الشخصانية ونظام المؤسسات
- العنف بين القانون والسياسة
- الدكتاتور خبازا


المزيد.....




- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...
- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...
- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم الحسن - صدمة المستقبل