أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الاتفاق الشيعي...هدنة أم رؤية؟














المزيد.....

الاتفاق الشيعي...هدنة أم رؤية؟


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2072 - 2007 / 10 / 18 - 08:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توصل التيار الصدري والمجلس الاعلى الى اتفاق كان امرا منتظرا ومطلوبا بشدة في الساحة السياسية العراقية وليس الشيعية فقط، فتوتر العلاقة بين الطرفين ينعكس بصورة سلبية على مجمل الحراك السياسي بدرجة تؤدي احيانا الى شلله، ورغم اللقاءات العديدة بين قيادات الطرفين الا ان اي تفاهم متكامل لم ينجز حتى صار من الواضح ان ردم الهوة بينهما يتطلب تدخل وحوار مباشر بين زعيمي التنظيمين، السيد مقتدى الصدر والسيد عبد العزيز الحكيم، وهذا ما حدث في الاتفاق الاخير وان كان كما يبدو لقاء غير مباشر بينهما .
لقد ادت التوترات بين الجانبين الى مجموعة متراكمة ومتسلسلة من المشاكل والازمات فسحت المجال لكثير من مثيري القلاقل والفتن لتعكير الاستقرار والامن في الفرات الاوسط والجنوب حتى وصل الحال الى استعمال السلاح، وهذا الامر دفع للتساؤل عن سر تأخر اللقاء بين زعيمي التنظيمين وعدم سعيهما للتوصل الى حالة من التعايش او التكيف السياسي في المناطق التي يحظيان فيها بشعبية واسعة حيث يمثل كل من الطرفين رمزا في المواجهة مع النظام البائد كما انهما ومن خلال تنظيماتهم يديران معظم محافظات الجنوب والفرات الاوسط بعد ان اشتركا في قوائم انتخابية موحدة هناك، كما ان التنظيمين تقاسما السلطة والادارة في تلك المحافظات بطريقة تؤدي الى شلل المؤسسات في حالة التوتر او الخلاف بينهما.
رغم ان الاتفاق بين الطرفين كان منتظرا ومؤملا الا انه لم يأت بمستوى التوقعات ففقرات الاتفاق قليلة وواضحة وهي عموما تركز على حقن الدماء وحفظ المصالح العليا وتؤكد على التنسيق بين الجانبين ما يعني ان الطريق ما زال طويلا بين الطرفين للتوصل الى رؤية مشتركة في القضايا الاستراتيجية التي تخص العراق في المرحلة القادمة، وغياب هذه الرؤية المشتركة سينعكس على القرارات التصويتية في البرلمان بشكل يترك الكثير من القضايا والقوانين المصيرية معلقة، مثل قانون النفط وتطبيق الفيدرالية والعلاقات مع الولايات المتحدة والموقف من وجود القوات متعددة الجنسية والاهم ان تأخر الوصول الى رؤية مشتركة يعني استمرار حالة التوتر في مناطق واسعة من العراق.
الاتفاق الذي توصل اليه الزعيمان هو اقرب ما يكون الى حالة من الهدنة السياسية والامنية بين الطرفين بعد ارتفاع مستوى التوتر خاصة عقب احداث الزيارة الشعبانية في كربلاء، بمعنى ان الاتفاق لا يرقى الى مستوى التفاهم السياسي بينهما الامر الذي يدعو مجددا الى التفكير في اسباب هذا الخلاف بين تنظيمين سياسيين لا يشك احد بقوتهما وقدرتهما على الاستمرار في الساحة السياسية، ولا اظن ان ايا منهما مقتنع بامكانية تفرده بالقرار وتجاهل الطرف الاخر.
بما ان الطرفين دخلا في قائمة انتخابية واحدة وتعايشا طويلا في كتلة سياسية موحدة يبدو انهما لن ينظما الى غيرها حتى وان خرج التيار الصدري منها، فعليهما تقبل فكرة التعايش حتى وان ادى الامر الى تقديم تنازلات متبادلة وتضحيات سياسية، لأن حالة الفوضى وعدم الاستقرار ستؤدي حتما الى شلل الادارات في كثير من المحافظات بطريقة تساهم في تردي الخدمات وتعطيل الاعمار وتدفع المواطن العادي الى التشكيك في جدوى عملية التغيير السياسي التي شهدها العراق، واذا كان بيان الاتفاق بين الطرفين لم يتطرق الى كثير من القضايا المهمة فأن تشكيل لجنة للتنسيق بين الطرفين يمكن ان تمثل منفذا لفتح ملفات عديدة عالقة بينهما، لكن يأتي في مقدمتها ضرورة تحييد الشارع حيث لا بد من منع اتباع التنظيمين من اللجوء الى السلاح لحل المشاكل السياسية او الامنية او الادارية، وان يبقى الحوار هو الطريقة الوحيدة لصناعة القرار السياسي.
العراق يشهد من الانقسامات العامة والاحتقانات الفئوية ما يجعله في حالة ازمة خانقة تضع مصير البلاد على المحك في كل يوم وتحول الخلافات داخل الكتل دون التوصل الى قرارات حاسمة لذلك فأن الائتلاف العراقي الموحد وخاصة التيار الصدري والمجلس الاعلى يتحملان مسؤولية كبيرة في التهدئة والتوصل الى تفاهمات سياسية تحقن دماء العراقيين.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسييس الأمن
- قرار التشويش الخشن
- الهاشمي على باب السستاني
- أسس الاتفاقات القادمة
- الطريقة الفرنسية
- ظاهرة القاعدة
- صورة نصفية لمانديلا...من يتذكر دكلارك؟
- الخواء السياسي والأزمة العراقية
- الانسحابات المفيدة
- برنامج المعارضة
- نهاية صيف التوقعات
- بوش في الانبار
- قصف الجيران والواجب الامريكي
- حصيلة كربلاء
- وجه القاعدة
- ضرب تحت الحزام
- خطوة حاسمة
- المصالحة..مفاهيم متعددة
- توطين الفلسفة
- ادارة المعرفة( قراءة في الاضحوية لابن سينا )


المزيد.....




- لليوم التاسع على التوالي القوات الإسرائيلية تواصل اجتياحها ل ...
- زيلينسكي يهاجم حلفاءه الغربيين ويتهمهم بالتأخر الدائم في تقد ...
- شاهد: -بيبي خطر على وجود البلاد!-.. مظاهرات ضد الحكومة الإسر ...
- شاهد: عاصفة رملية مُرعبة تجتاح سماء ولاية كنساس الأمريكية
- هولندا تعتزم تزويد أوكرانيا بمدرعات مجهزة بأسلحة يمكن التحكم ...
- حرق جثتها وألقاها بالمقبرة.. الأمن المصري يلقي القبض على الم ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد لعملية استهداف موقعي المالكية وحدب الب ...
- واشنطن: يمكن للجنائية الدولية أن تلاحق روسيا وليس إسرائيل
- تحقيق للجزيرة يكشف عن مقابر جماعية بغزة بعد إعدامات ميدانية ...
- أوكرانيا تستعين بالنساء في مصانع الحديد والصلب لتعويض نقص ال ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الاتفاق الشيعي...هدنة أم رؤية؟