أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ابراهيم الجندى - اعتذار للواء صلاح سلامة















المزيد.....

اعتذار للواء صلاح سلامة


ابراهيم الجندى

الحوار المتمدن-العدد: 1948 - 2007 / 6 / 16 - 12:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


نشرت مقالا منذ فترة وجهت فيه اتهاما للواء صلاح سلامة محافظ كفر الشيخ بتقاضى رشوة للموافقة على اصدار ترخيص مصنع اعلاف داخل الكتلة السكنية باحدى
قرى المحافظة ، شكل المحافظ لجنة من ادارات البيئة والمجالس المحلية والمساحة والشئون القانونية والزراعة ، افادت اللجنة فى تقريرها مخالفة الترخيص للقانون .
أصدر المحافظ قراره بالغاء الترخيص المخالف واغلاق المصنع بلا تردد ..
بداية اتقدم باعتذار واضح وصريح لا لبس فيه عن اتهامى للواء صلاح سلامة محافظ كفر الشيخ بتقاضى رشوة ، واعتذر لاسرته عما اصابها من ضرر جراء النشر راجيا منهم قبول اعتذارى ، ولو تقدم بمقاضاتى على هذا الاتهام فسوف اعترف بخطأى فى حقه وارضى بما يحكم به القضاء .
بعد مرور خمس سنوات على وجودى فى الولايات المتحدة ، تعلمت خلالها ان الانسان يجب انه يعتذر بوضوح عن خطأه ، فقد اصبح الاعتذار جزء من ثقافتى لانه يعيد الحق لاصحابه .
فالمرتشى لا يصدر قرارا وانما يحيل المشكلة برمتها الى القضاء لتأخد دورها – ربما لسنوات – فى قاعات ودهاليز المحاكم التى اعلم اسرارها جيدا بحكم خبرتى فى هذا المجال... ولن يلومه احد فى النهاية !
لقد اتخذ الرجل قراره واثبت انه مسئول جسور ، واكد بهذا القرار الذى انصف فيه القانون ان اقدامه راسخه ويده ثابتة ، وان جميع المواطنين لديه سواء لا فرق بينهم – مهما كانوا – سوى باحترام القانون .
ان القرار بمثابة ادانة للاجهزة والادارات الحكومية – مجلس المدينة والقرية – العاملة تحت رئاسته ومع ذلك لم يتراجع عن قراره .
المشكلة الحقيقية التى تسببت فيما حدث من وجهة نظرى تتمثل فى عدة نقاط :
أولها : الفساد المستشرى فى المحليات ومجالس المدن والقرى والبلديات التابعة لها والتى اصدرت الترخيص المخالف على مسئوليتها ، ونوعية الموظفين العاملين بها وهم من مستويات تعليمية واجتماعية متدنية للاسف ، وبهذه المناسبة فسوف اختصم من اصدروا الترخيص بصفاتهم امام القضاء ليحصل كل ذى حق على حقه حسب صحيح القانون مهما طالت المدة بعد صدور الحكم النهائى.
ثانيها : صعوبة وصول صاحب الحق الى المسئول ... عن نفسى لم اجد صعوبة فى توصيل المشكلة للوزير صلاح سلامة ، رغم محاولة البعض ان يصنع حاجزا بينى وبينه ، الا اننى كصحفى اعرف كيف اضع المشكلة بين يدى المسئول مهما كان منصبه ومهما كانت الحواجز .
اننى اناقش القضية فى اطارها العام وليس الخاص باعتبار ان مهنتى تفرض على ذلك ، فالموضوع برمته امام القضاء الصرى العادل، والذى سيفصل فيه حسب نصوص القانون الواضحة الصريحة القاطعة ، والتى احفظها عن ظهر قلب منذ ربع قرن .
والسؤال .. اذا كنت انا قادر على توصيل المشكلة الى المسئول ودارسا للقانون واملك امكانيات مالية تمكننى من توكيل عشرات المحامين للدفاع عن حقى ..فماذا عن المواطن البسيط الذى لا يملك شيئا من هذه الامكانيات ؟
ماذا يفعل ولمن يلجأ ومن ينصفه ويعيد اليه حقه فى ظل هذا الكم من الفساد الذى اعترف به حسنى مبارك نفسه ؟
ماذا يفعل المواطن البسيط مع موظف دينه وملته وضميره ... المال والرشوة فى ظل ازمة اقتصادية تشكو منها حتى الطبقة الوسطى ؟
اتصل بى صديق مدرس فى كلية طب يشكو الفقر والفاقة ، ويسألنى اذا كان فى امكانى ان اجد له حلا فى ان يعمل ولو حتى ممرض فى امريكا ... فماذا عن بسطاء الناس من الموظفين ذوى الرواتب المحدودة !!
ان المشكلة ليست فى الفساد فقط ، وانما ايضا فى صغار الموظفين من السكرتارية العاملين فى مكاتب الوزراء والمحافظين ، والذين يصنعون سدا منيعا بين المسئول والمواطن ، باعتبار ان المسئول فرعون او اله لا يمكن الوصول اليه !
أذكر بهذه المناسبة اننى تقدمت بطلب الى وزير المالية السابق محيى الدين الغريب لنقل موظفة تهمنى من الجمارك الى الضرائب – وكانت تربطنى به علاقه حينما كان على رأس هيئة الاستثمار – الا ان سكرتيره حال بينى وبينه ولم اتمكن من لقاؤه فعلا بحجة أن لديه مقابلات ومواعيد ومشغول برسم السياسات المالية فى مصر وبعض قارات الدنيا البعيدة !!
دعتنى احدى الهيئات القضائية لتناول طعام الغداء بحكم العلاقة التى تربطنى برئيس الهيئة ، ولكونى الصحفى المكلف بتغطة اخبارها فى الصحيفة التى كنت اعمل بها .
واذا بالدكتور محيى الدين الغريب يجلس على ذات المائدة التى أجلس عليها ، وبعد السلام التقليدى .. سألته .. لماذا ترفض لقائى بعد أن اصبحت وزيرا ؟
أشار باصبعه الى سكرتيره الواقف خلفه .. وسأله عما اذا كنت قد طلبت لقاؤه .. ولماذا لم يبلغه هذا الطلب ؟
تلعثم السكرتير ولم يجد اجابه واحمر وجهه خجلا واعتذر بشدة عن تصرفه الذى وعد ألا يتكرر !!
ثالثها : ان بلادنا ليس بها صحافة حرة بل صحافة مملوكة للدولة ... فهل يمكن ان ننتظر من الصحفيين الذين يقبضون رواتبهم وبدلاتهم من الدولة ... كلمة حرة شريفة فاضحة للفساد ؟؟
اشك فى ذلك لأن الصحفيين اصبحوا موظفين لدى الدولة للأسف ، فهى التى تقدم لهم المرتبات والمزايا والبدلات صباح مساء لتقطع ألسنتهم بالذوق بل ان بعضهم انغمس فى الفساد والافساد !!
لقد انتهت موضة ملكية الدولة للصحافة والاعلام فى العالم المتحضر ، الا ان حكام العالم المتخلف ما زالوا يصرون على ملكية الدولة لوسائل الاعلام ، لادراكهم اهميتها للسيطرة على عقول العامة والبسطاء !!
رابعا : ان انتماء المسئول فى مصر ليس للمواطن وانما لصاحب الفضل فى تعيينه فى منصبه ، لذلك فان مصالح بسطاء الناس هى اخر ما يفكر فيه المسئول !!
اذكر أننى التقيت عمدة – محافظ – واشنطن انتونى وليامز منذ عامين فى اسانسير مبنى الصحافة الدولى بالعاصمة الامريكية اثناء عملى باحدى وكالات الانباء هناك ، كان الرجل وحده دون اى حراسة ، بعد ان عرّفته بنفسى دعانى بمنتهى التواضع لاحتساء القهوة معه ، واثناء جلوسنا فى الدور الثالث عشر وجهت له سيدة عتابا حادا " فرجت عليه خلق الله " لأن لها مشكلة وطلبته فى مكتبه وتركت له رقم تليفونها ولم يتصل بها لمدة يوما كاملا ، الامر الذى يعنى انه " طنشها " !!
أكد لها المحافظ انه كان مريضا ولم يذهب الى مكتبه لمدة اسبوع ، عرض عليها تقرير الطبيب وروشتة العلاج التى كانت معه بالصدفة .. وغفرت له !
بعد ان غادرت السيدة المكان ...سألته أنا .. لماذا كل هذا الاهتمام مع انه كان بامكانه الاتصال بأحد موظفى مكتبه وتكليفه بحل المشكلة ؟
أجاب .. ان صوت هذه السيدة فى الانتخابات هو الذى اوصله الى منصبه ... هذا من ناحية ، وانه يتقاضى راتبه من ضرائبها من ناحية اخرى ، لذلك يجب عليه ان يكون فى خدمتها بنفسه !!
هنا فقط عرفت الفرق بين نظام وأخر ..عقلية وأخرى .. حضارة وحضارة .. انسان وانسان ؟
عرفت لماذا تطوروا وتسيدوا العالم وتخلفنا واصبحنا فى ذيل الامم .. اذا ما اعتبرنا انفسنا فى عداد البشر اصلا!!
اللواء صلاح سلامة .. هل يمكن ان تبدأ تجربة فريدة من نوعها ؟
ان تلتقى بالناس يوم من كل اسبوع ، تسمع شكواهم وجها لوجه دون حواجز ، تصدر اوامرك وقراراتك فى التو واللحظة لمساعديك بفحص ودراسة مشاكلهم واتخاذ قرار فورى بشأنها ، فالعدالة البطيئة ظلم كبير كما تعلم وأعلم .
هل يمكن ان تزور القرى وتلتقى بالفلاحين وتسمع منهم مباشرة ... اعرف مسبقا ان المواطن لدينا جاهل ومتخلف وجلف وأمامه عشرات – ان لم يكن مئات السنين – حتى يحترم نفسه والقانون ويصبح انسانا ، لكن لا سبيل الى ذلك الا بتعليمه وتهذيبه وتأديبه وحل مشاكله ايضا ، لأنه كائن يستحق الحياة فى النهاية .
هل تعلم يا سيادة الوزير ان قريتى مهددة بالانهيار على رؤوس ساكنيها بسبب فشل مشروع الصرف الصحى الذى اقيم بجهود ذاتية على يد اشخاص غير متخصصين ؟
هل لى ان اطمع فى تخصيص جزء من المليار جنيه الذى خصصته الدولة للصرف الصحى لمحافظة كفر الشيخ لاصلاح وتطوير الصرف فى هذه القرية المنكوبة ؟
لقد قررت ان اضع يدك على الفاسدين والمرتشين بالمحافظة وبالمستندات .
سيادة المحافظ ..لدى شبكة من العلاقات القادرة على وضع يدك على جحور المفسدين ، واعتقد ان لديك اجهزة قادرة على التحقق من صحة المعلومات .
لا هدف لى الا تعرية الفساد وتقديم المفسدين الى القضاء ، وبما ان كفر الشيخ محافظتى فسوف تنال اهتماما خاصا من الان فصاعدا .
اللواء صلاح سلامة ... اعتذر لك ولأسرتك




#ابراهيم_الجندى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بعد الانسحاب الامريكى
- الحل السحرى للاقلاع عن التدخين
- الجاسوس المصرى
- حزب الاخوان المسلمين
- أخطر من الاخوان
- كاميرا التعذيب
- العلمانية ..هى الحل!ا
- القضاء المصرى .. والقدر الحكومى
- المصريين الرعاع
- حقوق الملحدين !
- العظماء مائة.. أعظمهم الانترنت !ا
- فساد صلاح سلامة .. كلاكيت تانى مرة !ا
- اللواء صلاح سلامة .. رئيس حزب الفساد !!
- طظ!ا
- نعم لازدراء الاديان
- جبريل بين الله ومحمد
- هل يفعلها العرب ؟
- ضمير فى أجازة
- سقوط حماس
- عفوا دكتور منصور.. شارون ارهابى


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ابراهيم الجندى - اعتذار للواء صلاح سلامة