لماذا نكره اسرائيل وامريكا -وعملائهم ايضا؟

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 1948 - 2007 / 6 / 16 - 08:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

العجيب ان يظل البعض حتى الان لا يعرف لماذا نكره اسرائيل والاغرب ان تكون اسرائيل هذه اقرب اليه من حبل الوريد كما يقولون 0كما ان البعض الاخر لا يفهم لما تكره الشعوب العربية فى غالبيتها الولايات المتحدة الامريكية-الافظع ان يلمح هؤلاء الى ان القيم الدينية الاسلامية هى السبب فى اضطهاد اسرائيل وشعبها الطيب المسالم بل يورد احدهم بصراحة نصا دينيا اسلاميا يؤكد على ان اشد الناس عداوة للمسلمين هم اليهود ليستخلص ان الاسلام هو السبب فى الحادث حاليا فى المنطقة من حروب واقتتال وفتن0
ان المشكلة لدى بعض الاقليات فى المنطقة العربية هو ان شعورها الكاذب بالاضطهاد ودوافعها الاستعلائية من منطلقات دينية وثقافية,هى التى تدفعها الى العمى الاستراتيجى على مستوى الافعال والاقوال كذلك فان هذه الدوافع الهلامية تؤدى ايضا الى نوع من الغباء الهيكلى المتلازم مع شخصية المنتمى لبعض المثقفين او مدعى الثقافة من اخوتنا من المنتمين الى الاقليات فى المنطقة العربية ومصر بالتحديد
ان من يعيش فى مصر مثلا ومهما كانت ديانته مسلم -مسيحى -ومهما كانت عرقيته -مصرى - نوبى- بدوى لا تغيب عنه جرائم الاعداء الصهاينة ضد بنى جلدته من جميع الطوائف فى مصر- مصر كدولة غالبية سكانها من المسلمين لم تتعرض لاحد فى تاريخها الحديث ولم تسجل كدولة معادية لاى دولة اخرى-ولا تدخلت عسكريا الا فى اطار شرعى دولى0 حتى عام ثمانية واربعين كانت تدافع عن كيان عربى شرعى هو فلسطين وعن شعب عربى تعتدى عليه فلول اوروبية جائت من كل صوب لقتل السكان الاصليين وطردهم بدوافع دينية خرافية 0
اى انه حتى فى الحرب الوحيدة التى خرجت فيها مصر عن حدودها-خرجت بدافع قومى انسانى ضد معتدى هو الذى قدم بدوافع دينية ومن دعمه من الاوربيين والغربيين هم من ارتكزوا على دوافع وخرافات دينية لاقامة دولة الميعاد انتظارا لعودة ميمونة لاحد الانبياء على جثث شعب بأكمله هو الشعب الفلسطينى
بعد ذلك كانت الصهيونية الاسرائيلية , والامبريالية الغربية , هم المعتدى, هم القتلة, هم المحتلون0حدث فى عام ستة وخمسين وحدث فى عام سبعة وستين, وحدث فى ثلاثة وسبعين وحدث لبنان اثنان وثمانين وحدث فى لبنان العام الماضى-وفى كل تلك الاعتداءات على مصر وغيرها من الدول العربية-كانت الاعتداءات تتم على حدود دولية وعلى اراضى عربية حتى فى عام ثلاثة وسبعين كانت المعارك داخل الاراضى العربية, الاهم من ذلك ان الغرب بأكمله كان مع المعتدين القتلة المحتلين-اصحاب شعارات من النيل للفرات, الغرب هلل لهزيمة مصر عام سبعة وستين, الغرب هرع لمساعدة الصهاينة فى عام ثلاثة وسبعين, وهرع لانقاذ اسرائيل عام الفين وستة وارسل الجنود الدوليين التابعين له لحراسة حدود اسرائيل مع لبنان, بينما الشعب الفلسطين وياسر عرفات بح صوتهم لتدويل القضية الفلسطينية ابان الانتفاضة وطلب ارسال جنود من الامم المتحدة الى الضفة وغزة دون جدوى, بالرغم من الجرائم الاسرائيلية ضد الابرياء
لماذا هرع الامريكان لانقاذ السكان السودانيين فى اقليم دارفور ؟ للسيطرة على منابع البترول فى المنطقة الافريقية ومحاصرة الوجود الصينى والروسى -اذا لماذا لم يهرع الغرب لانقاذ اهالى فلسطين من الابادة الاسرائيلية -والتمركز بالقرب من منابع البترول وتهدئة منطقة الشرق الاوسط ومساواة ذلك التحرك بنفس التحركات فى دارفور وغيرها من الاماكن الاقل اهمية؟ الاجابة بصراحة لان اسرائيل هى امريكا هى الغرب- ولان اسرائيل تنفذ مشيئة الرب الامريكى الغربى المسيحى-المنتظرة عودته اذا فلتقم اسرائيل بما يحلوا لها من جرائم ارضاءا للرب-ليست هناك مشكلة من ذبح الابرياء فى مدرسة بحر البقر المصرية ولا مصنع ابو زعبل المصرى وليست هناك مشكلة من ذبح الاسرى المصريين ولا تدمير المدن المصرية -ولا يرى محبوا اسرائيل اى خطأ فى جريمة ومذبحة قانا الاولى او الثانية فى لبنان. ولااىاهمية لاحراق ومحاولة تدمير المسجد الاقصى الذى يقدسه ملايين المسلمين فىالعالم-المهم هو ان كافة اعمال اسرائيل مبررة دينيا

ان التساؤل المخزى حول اسباب عدائنا كعرب مسلمين لاسرائيل , والمحاولة المشبوهة لالصاق تهمة التطرف الدينى بنا كمسلمين وبانها هى الدافع نحو ذلك العداء,هى محاولات فاشلة فنحن لا نكره اسرائيل -لان القران يحذرنا منهم ولا نحاربهم التزاما باوامر دينية مجردة , نحن نكرههم لانهم يحتلوننا-واعتدوا عليناونرفضهم لانهم رأس حربة لاعداء الانسانية الغربيين اصحاب السجل التدميرى المخجل عالميا-نكرههم لان الجراح الناتجة عن اعتدائاتهم لا زالت تنزف
اما من يحبهم لله فهو حر وهذه ثقافته وهذه قيمه الدينية التى ترغمه على الانبطاح امام القتلة, وبيع الاوطان لمجرمى الحرب

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات