أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - هل نحن امام مأزق من نوع جديد؟















المزيد.....

هل نحن امام مأزق من نوع جديد؟


موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)


الحوار المتمدن-العدد: 1948 - 2007 / 6 / 16 - 08:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى الآن تبدو الصورة ذاتها منذ أربع سنوات، لكن هاجسا ما ينتاب العراقيين هذه الأيام، أن ما ينتظرهم أسوء مما مرعليهم طيلة تلك السنوات بكل تفاصيلها المريرة.
تراجيديا الوضع العراقي آخذة أكثر فأكثر بالوضوح والتميز، إذ يبدو الأمر وكأنه وصل إلى نهاياته، لا نحو الحلحلة بل نحو التدهور أكثر فأكثر، وإلى أن يُبت في مستقبل الوجود الأمريكي العسكري في العراق على يد الديموقراطيين، وإلى نتائج ما تتعرض له الحكومة العراقية من ضغوط إن من الرئيس بوش أو من المعارضين لأدائها من داخلها ومن داخل البرلمان، فإن جميع القوى الناشطة على الأرض العراقية سواء منها المحلية أو الإقليمية ستجد المجال الواسع والمناخ المناسب لتكريس وجودها كقوى لها اشتراطاتها ومطالبها وحصصها عند تقطيع الذبيحة ولا نقول عند تقسيم الكعكة كما هو الحال عندما تحيل الدبلوماسية المصطلحات إلى صياغاتها الأنيقة وبلباقة عالية.
ففي الأجواء الداكنة الرطبة تنبت الفطريات وتستطيل فتتموضع، وكلما ازدادت حجما ومساحة كلما ازدادت هشاشة، لكن ما يبدو للناظر منها يبقى مؤثرا الأمر الذي يمنحها مهابة ربما وصلت حد التخويف.
إن صناعة الخوف وتسويقه عبر عمليات الاغتيالات والقتل المنظمين بشكله الصادم الذي نراه ونسمع به يوميا، هو إحدى سمات تلك المنظمات الهشة، إلا انها في النهاية ورغم هشاشتها ستقضي بواسطة هذه الصناعة على أية فرصة أو محاولة لإعادة اللحمة الى المجتمع العراقي، بل وستمنع نشوء مثل هذه الفرصة وستحول دون أية محاولة لتعديل المسار وتدارك السقوط النهائي في الهاوية، فهي لا يمكنها الاستقواء والسيطرة والهيمنة إلا في ظروف الرعب الذي تنثر بذوره في كل مكان، والا في اعتماد منهجية للتجهيل تقوم على العصبية.
في هذه الأجواء تواجه القوات الأمريكية ضغوطات شديدة للانسحاب من العراق بعد أن أخذت خسائرها تتنامى كلما امتد وجودها أكثر، وكلما آلت العملية السياسية في العراق إلى الفشل أو تعثرت وكلما استعصت الأساليب الأمريكية المعلبة على التطبيق.
القوات البريطانية التي طالما تبجحت وتباهت بسيطرتها على الأوضاع في المناطق المتواجدة فيها إنها مناطق آمنة حتى صدق ذلك الكثيرون،أصبحت هي الأخرى هذه الأيام تخطط للهرب من مواجهة أعمال مسلحة آخذة في النمو والانتشار في تلك المناطق.
وهذه العلاقة الطردية ما بين مصير الوجود الأجنبي المسلح في العراق، وتزايد نشاط القوى المسلحة ونموها المرعب، هي ما جعل البعض حتى ممن كانوا يدعون الى انسحاب القوات الأجنبية من العراق وبينهم دول في المنطقة ان يتريث في دعوته هذه الآن ويستبدلها بعبارات أكثر دبلوماسية.
العالم كله وليس منطقة الشرق الأوسط وحدها تبدو وكأنها ميدان قتال مفتوح ما بين أميركا وحلفائها من جهة وبين ما تبقى من "محور الشّر" والقاعدة من جهة أخرى.
الأمر لا يقتصر على الساحة العراقية حسب فأفغانستان ولبنان وفلسطين والصومال والسودان جميعها تبدو وكأنها ساحة قتال واحدة إضافة الى العلاقة القلقة جدا بين واشنطن وطهران على خلفية المواقف الإيرانية من مشكلات المنطقة وتبنيها الصناعة النووية وإصرارها على السير بها الى نهايتها رغم التحذيرات والتهديدات.
ليس من مصلحة الجميع سواء كانوا في الداخل أو في الخارج، عراقيين أو غيرهم ، أن تستقر الأوضاع في العراق، فاستقرارها يعني نجاح المشروع الأمريكي، وهذا ما لا يريده أحد من تلك الأطراف أن يحصل .
إنها الحرب التي أشعلها بوش عام 2003 وأعلن عن انتهاء عملياتها من على ظهر إحدى حاملات الطائرات في الخليج العربي، لكنه لم يكن ليعلم أن إنهاء عملياتها وإعلان (انتصاره!) كان من طرفه هو وحده وأن هناك في كل حرب طرفان وكان الطرف الآخر يعيد ترتيب أوضاعه استعدادا للجولة اللاحقة بعد أن خسر الجولة الأولى فيما توهم بوش أن الطرف الآخر قد استسلم وانتهى الأمر.
وبإمكان أي أحد أن يتعرف على الطرف المقابل في المعادلة بمجرد إعادة قراءة أهداف الإدارة الأمريكية التي قررت من أجلها احتلال العراق!!
فليس بالضرورة أن يكون ذلك الطرف منسجما مع مكوناته ليصبح طرفا له ملامح محددة، فقد تلتقي تلك المكونات على هدف أو بضعة أهداف لتشكل ما يشبه جبهة قد تختلف في الكثير من التفصيلات وتتقاطع في الكثير من القضايا لكنها تتفق في الهدف المشترك .
لا نعلم حتى الآن لماذا لا تعترف الإدارة الأمريكية أن الحرب التي أشعلتها ما تزال مستمرة وأنها لم تحسم حتى الآن، لتعيد النظر في تكتيكاتها في التعاطي معها.
فمنذ أربع سنوات وحتى الآن لم تتبلور لدى الإدارة الأمريكية أية صيغة نهائية جديدة للتعاطي مع الوضع العراقي الشائك والمعقد، غير تلك التي كونتها نتيجة معلومات مضللة اعترفت مؤخرا أنها كانت خادعة، وإلى تصورات دفعت إليها الرغبة في تغيير شكل وهوية المنطقة، دون دراسة معمقة للمتغيرات التي تنشأ عادة كردات فعل نتيجة لرغبة جامحة من هذا النوع.
الآن وبعد فشل جميع المحاولات لاحتواء الأزمة أو على الأقل التخفيف من وطأتها، يعترف تقرير لشبكة الأمن القومي الأمريكية بكل وضوح بـ"أن إدارة الرئيس جورج بوش فشلت في تلبية المعايير التي وضعتها من اجل التقدم في العراق"...!
أما الليفتانت جنرال دوجلاس لوت وهو الذي وقع عليه اختيار الرئيس الأميركي جورج بوش لتولي إدارة الحروب الأميركية في العراق وأفغانستان، فيقول:"إنه يمكن التفكير في انسحاب القوات من العراق لزيادة الضغط على الحكومة العراقية".
انه اذن الاستعداد لانسحاب (مشرف!) ولو جاء على حساب جميع من في المنطقة دون استثناء ومنهم الحكومة العراقية ذاتها.
خاصة وان هذه الاعترافات تأتي بعد فشل جميع الخطط التي كان يُظن أنها قد تعالج الأمر، ليدخل العراق وتدخل المنطقة والإدارة الأمريكية في متاهة لا حدود لها.
فالجميع يتأهب الآن ويستعد بكل ما يملك من قوة وطاقات لخوض المعركة الكبرى في هذه الحرب التي قد تدوم طويلا لتجهز على ما تبقى من إمكانات عودة الحياة إلى طبيعتها وإن بعد حين وإن في أضيق نطاق.
فهل يعي العراقيون والعرب والإيرانيون والأتراك ما سيتمخض عنه استمرار هذا الصراع وتصعيده على المنطقة بأكملها!؟



#موفق_الرفاعي (هاشتاغ)       Mowaaffaq_Alrefaei#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ضوء تقرير المعهد الملكي البريطاني
- نحو بروسترويكا عراقية
- الرهان الأخير
- أيها المستشارون العراقيون... ما هكذا تُورد الإبل!!!
- من أجل رؤية موضوعية لأحداث الساحة العراقية
- تصورات حلّ الأزمة العراقية... التقرير، البيان ، المؤتمر في ا ...
- مشكلات في طريق بناء الدولة العراقية
- إلى نواب الشعب مع التحية..
- تشابه الأضداد : نظام الأمن السابق.. نظام الشرطة الحالي
- عن مشروع المصالحة..أيضا
- ميتافيزيقيا المصالحة
- عقدو الامن في العراق وسيناريوهات الامريكان
- الثمن الذي يدفعه العراقيون
- بيروت..بيروت
- في ذكرى تموز
- الأوليغاركيات الايديولوجية
- الارهاب..المواقف والمواقع
- بين مفاهيم السلطة وسلطة المفاهيم هل حقاً سقط النظام السابق ؟ ...
- بين اعتزالين
- هل ينسانا العالم ..مرة ثالثة؟


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - هل نحن امام مأزق من نوع جديد؟