أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - من أجل رؤية موضوعية لأحداث الساحة العراقية














المزيد.....

من أجل رؤية موضوعية لأحداث الساحة العراقية


موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)


الحوار المتمدن-العدد: 1855 - 2007 / 3 / 15 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يخطئ من يظن أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الآن الطرف الأضعف في الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط نتيجة لما تتعرض له قواتها يوميا في العراق، وما تتعرض له إدارتها من ضغوطات داخلية بسبب ذلك.
كما يخطئ من يراهن على الديموقراطيين في الانتخابات المقبلة أن ينهجوا سياسة تختلف تماما وسياسة الجمهوريين الآن، بسبب تعرض هذه السياسة للنقد من قبلهم.
للولايات المتحدة الأمريكية خطط إستراتيجية لا يمكن لأيٍ من الحزبين اللذين يتداولان السلطة فيها أن يفرط بها، ذلك أنها من وضع مؤسسات الدولة الراسخة التي تأخذ بالاعتبار مصلحة القوى المهيمنة ومصلحة الشعب الأمريكي عامة.
الولايات المتحدة الأمريكية لديها مشروعها الكبير،مشروعها الاستراتيجي، وهو وسيلتها لأن يكون القرن الواحد والعشرون قرنا أميركياً خالصا - كما صرح بذلك جورج بوش الأب في العام تسعين من القرن الماضي على هامش غزو النظام العراقي السابق للكويت- ولأسباب تتعلق بالجلبة التي أثارتها قعقعة السلاح الثقيل الذي كان ينقل إلى المنطقة استعدادا لـ((إعادة العراق إلى ما قبل عصر الصناعة)) لم يستمع الكثيرون أو لم ينتبهوا إلى هذا التصريح الخطير الذي أسس لمرحلة ما سمي بحرب تحرير الكويت.
أي أن مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي روّجت له الإدارة الأمريكية هو ليس هدفا في حد ذاته، بقدر ما هو وسيلة لتحقيق إستراتيجيتها الكونية في السيطرة على الاقتصاد العالمي عن طريق الاستحواذ على نفط العالم الذي يوجد في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط باعتباره أضخم احتياطي نفطي في العالم وبالتالي التحكم في الاقتصاد العالمي ودرجات النمو الاقتصادي في بلدانه.
جاءت تلك الاستراتيجية التي خطط لها وأقرت - منذ الرئيس الأسبق رونالد ريغن - وينفذها الآن المحافظون الجدد لتبديد مخاوف الشركات الأمريكية عابرة القومية بعد ارتفاع وتائر النمو الاقتصادي في كل من ألمانيا واليابان وارتفاع قيمة عملتيهما- الين الياباني والمارك الألماني - بالنسبة للدولار الأمريكي، والخشية من صعود الدول الأوربية ضمن الاتحاد الأوربي، وأيضا ما باتت تجسده الصين وبقية النمور الآسيوية من تهديد للهيمنة السلعية الأميركية في العالم، ودخول الصين واليابان منافسين قويين في السلع المصدرة إلى دول العالم والتي غزت حتى أسواق الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها.
فإنشاء منطقة أو محمية للنفط من مجموع الدول المنتجة والمصدرة له على وفق المواصفات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط سوف يتيح للولايات المتحدة السيطرة على نفط الخليج العربي باعتباره اكبر احتياطي نفطي في العالم والتحكم في كميات الإنتاج والتسويق وطرق النقل وبالتالي التحكم حتى في الأسعار.
إذن فان الولايات المتحدة الأمريكية، ولتنفيذ إستراتيجيتها الكونية هذه، ستبقى في المنطقة، لكن ليس بالضرورة على شكل وجود عسكري مسلح، إنما بأشكال لا تحرج حكام دول المنطقة وتكون أكثر قبولا من شعوبها.
إن بناء طوق من القلاع العسكرية(قواعد) حول العراق وعلى أطراف دول المنطقة، إضافة إلى إنشاء ودعم أنظمة حكم مكبلة ليس بإمكانها تجاهل الإرادة الأمريكية، وليس لها القدرة على عدم تنفيذها بوساطة سن تشريعات من أمثال قانون الاستثمار الأجنبي وقانون استثمار النفط والغاز، كل هذا وغيره يجعل من البقاء الأمريكي شبه الدائم في المنطقة أمرا واقعا حتى لو انسحبت القوات الأمريكية من الشوارع منكفئة نحو قواعدها البعيدة والحصينة على أطراف الصحراء، أو حتى عودتها إلى أراضيها وقواعدها الثابتة وبوارجها في أعالي المحيطات.
الإدارة الأمريكية ستبقى في المنطقة إلى أمد قد يطول من اجل تأمين إمدادات الطاقة والتحكم فيها أيضا للحد من منافسة الدول المرشحة لمديات من النمو الاقتصادي تثير قلق الامبريالية الأمريكية .
في هذا الشأن فان مشروع قانون استثمار النفط والغاز المثير للجدل يصب في هذا الاتجاه،كما هو الحال في ما تسعى إليه الآن الإدارة الأمريكية من إسناد أمر إدارة الوضع العراقي إلى كوتا دولية تشارك فيها بعض دول الجوار العراقي وبعض الدول العربية ذات التأثير في الساحة العراقية والتي من الممكن أن تتأثر سلبا من استمرار تداعيات الوضع العراقي .
ومعه أيضا ما يطرح الآن في الساحة السياسية العراقية وبدفع من الإدارة الأمريكية أيضا من إعادة النظر في كل شيء بدءا من إلغاء أو تعديل قانون اجتثاث البعث وليس انتهاء بإعادة قادة الجيش العراقي المنحل، وقد سبق ذلك إعادة الكثير من ضباط الأجهزة الأمنية والمخابراتية ذوي الخبرة في هذا المجال،وذلك من اجل توسيع رقعة الشراكة السياسية لتضم الجميع للقضاء أو التخفيف من حدة العنف الذي يعصف بكل شيء.
إن ما يقلق الإدارة الأمريكية هو فشل مشروعها الكبير،ولهذا فهي على استعداد لأن تفعل المستحيل من اجل استدراك ما وقعت فيه من أخطاء وتصحيحها،ليس من اجل العراق والعراقيين،ولكن من اجل إنجاح مشروعها الذي يقف وتقف هي أيضا معه على حافة الهاوية.



#موفق_الرفاعي (هاشتاغ)       Mowaaffaq_Alrefaei#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصورات حلّ الأزمة العراقية... التقرير، البيان ، المؤتمر في ا ...
- مشكلات في طريق بناء الدولة العراقية
- إلى نواب الشعب مع التحية..
- تشابه الأضداد : نظام الأمن السابق.. نظام الشرطة الحالي
- عن مشروع المصالحة..أيضا
- ميتافيزيقيا المصالحة
- عقدو الامن في العراق وسيناريوهات الامريكان
- الثمن الذي يدفعه العراقيون
- بيروت..بيروت
- في ذكرى تموز
- الأوليغاركيات الايديولوجية
- الارهاب..المواقف والمواقع
- بين مفاهيم السلطة وسلطة المفاهيم هل حقاً سقط النظام السابق ؟ ...
- بين اعتزالين
- هل ينسانا العالم ..مرة ثالثة؟


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - من أجل رؤية موضوعية لأحداث الساحة العراقية