أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - موفق الرفاعي - ميتافيزيقيا المصالحة














المزيد.....

ميتافيزيقيا المصالحة


موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)


الحوار المتمدن-العدد: 1683 - 2006 / 9 / 24 - 09:42
المحور: كتابات ساخرة
    


مشروع للمصالحة أم للإعلام
فيما يخص مشروع المصالحة الوطنية نشعر-نحن العراقيين- أننا وضعنا أمام مشهد ميتافيزيقي لا تنطبق عليه قوانين السياسة المتعارف عليها، ناهيك عن قوانين المنطق. فلا نعلم شيئا عن الدوافع الحقيقية غير المعلنة وراء الدعوة المفاجئة للمبادرة،ذلك أننا حين نبتعد ولو قليلا عن ضغوطات أمنياتنا الوطنية - ببناء عراق حر وديموقراطي، والشخصية في العيش آمنين- وكثيرا عن التسطيح،لنميز ما بين القرار السياسي- الذي لا يتطلّب الجديّة وحدها في السعي إلى إنجاحه، بل يتطلب قدرا ولو بسيطا من الانفتاح على الشعب عبر وسائل الإعلام، لمتابعة سير أعماله- والبروبغاندا الإعلامية التي يراد من ورائها التأثير في الجماهير لمواصلة الانتظار من جهة،ومن جهة أخرى توفير فرصة لكسب الوقت من أجل خلق واقع جديد، وإن على أسس هشة، ولا يهم بعد ذلك معاناة الإنسان العراقي أن تتواصل وتستمر.
إن ما يجعل بعض المحللين السياسيين يميلون إلى وصف المبادرة بأنها مبادرة إعلامية، وربما وصمها بذلك،هو هذا الإسراف الواضح في التصريح بالشعارات وهذا الإفراط بالتفاؤل،فيما يقابله من جانب آخر ما يبدو أنه تعمد واضح أيضا في استخدام اللغة الدبلوماسية عند طرح الأهداف.
وما يشجع على هذا الظن أنه حتى الآن لا نعلم شيئا عن نتائج ما توصل إليه المتحاورون طيلة الفترة، منذ بداية الحوار وإلى هذه اللحظة،فما رشح حتى الآن لا يعدو تطمينات صدرت من بعض أعضاء لجنة المصالحة صيغت ألفاظها بعناية فائقة عكست عدم التوصل إلى أية نتائج تستحق التصريح بها.
وما يزيدنا دهشة هو أن فصائل(المعارضة) التي قبلت الانخراط في هذا المشروع لم تعلن عن نفسها حتى الآن،ولا يعرف أحد حتى كم هو عددها، وهل هي فعلا الفصائل التي بيدها(الحل والعقد)في شئون: (الحرب)، (المقاومة)، (الإرهاب)،(المعارضة السياسية)!!!!
ومع تطمينات أعضاء لجنة المصالحة يقفز سؤال يطرح نفسه بإلحاح في الشارع العراقي،على الحكومة صاحبة المبادرة الإجابة عنه بصراحة وبشفافية عالية:إذا كان كل هذا الذي يجري في العراق وفي بغداد بالذات،من أعمال إجرامية تستهدف عراقيين أبرياء مدنيين وعسكريين وبوسائل مختلفة: سيارات مفخخة،انتحاريين بأحزمة ناسفة،ألغام تزرع في الطرقات العامة وفي الأسواق،اغتيالات واعتقالات وتهجير على الهوية،وحتى استمرار الحكومة بالتزامها حماية المصلين أيام الجمع بحظر التجوال وتطويق أماكن الصلوات بأفراد من الشرطة والجيش(صلاة الخوف) ولكن بتصرف،إذا كان كل هذا وغيره ما زال مستمرا ولم يتوقف،وهو حتما ما تقوم به وتمارسه فصائل مسلحة لها أهدافها ومراميها من وراء ذلك كله،فمع من تتفاوض الحكومة إذن؟ومع من تتحاور لجنة المصالحة؟
أمع المعارضين السياسيين لها ولبرنامجها؟وهذا لا يحتاج إلى مشروع للمصالحة، بقدر ما يحتاج إلى نوع من الأداء السياسي الحضاري الذي عادة ما يجري تحت قبة البرلمان كما هو في الدول ذات النهج الديموقراطي الليبرالي!
أم هو مع المطالبين بإجراء تعديلات على بعض مواد الدستور المختلف عليها؟وهؤلاء من الممكن بحث اعتراضاتهم وذلك بتشكيل لجان مشتركة ولجان دستورية متخصصة تدرس أوجه تلك الاعتراضات وتلك المطالب!
في السياسة كما في الحرب،كما في النزاعات الداخلية المسلحة،لا تجري المفاوضات،ولا تنعقد جلسات الحوار ما بين أصدقاء،إنما يجري ما بين(أعداء)،وإذا شئنا التخفيف من وطأة هذه الكلمة على الذات العراقية على اعتبار أن المتحاورين جميعهم عراقيون فنقول:ان المفاوضات والحوارات عادة ما تجري بين كتلتين متضادتين تقفان على طرفي نقيض في الرؤى وفي التوجهات وربما حتى في المنطلقات،وأن الحوار فيما بينهما سيكون من أجل تقريب وجهات النظر ثم يأتي الدور بعد ذلك على التفاوض للاتفاق على تنازلات متبادلة تؤدي إلى حل المشاكل مصدر النزاع،أو في أسوأ الحالات تمهد لحلحلة مواقف كلا الطرفين باتجاه الحل النهائي كمرحلة أولى تتبعها مراحل أُخر يتفق بشأنها.
فهل تمتلك الحكومة العراقية الأجوبة اللازمة لأسئلة شعبها لإقناعه بجدوى مبادرتها مع قوى تفصح عن مطالبها من خلال ردودها اليومية العنيفة على المبادرة،وعن حجم قوتها النسبية بوسائل الانتقام المبتكرة،وعن إرادتها بالإصرار على نهجها منذ أن بدأت ممارسة طقوسها العنيفة وحتى الآن،وإن كان هذا الشعب مشغولاً بأزمات الحياة اليومية التي هي نتيجة ضعف الأداء الحكومي في مواجهة الفساد الإداري والسياسي والمالي؟
أم أن الأمر كله سيحال برمته إلى الغيب، في لحظة تكتشف فيها الحكومة أن الطريق طويل،وأن الوصول إلى نهايته يتطلب خيالا مبدعا،وبالتالي ربما اضطرت إلى اللجوء إلى الكهنة التماسا للدعاء، وإلى العرافين لكشف المستور؟!



#موفق_الرفاعي (هاشتاغ)       Mowaaffaq_Alrefaei#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدو الامن في العراق وسيناريوهات الامريكان
- الثمن الذي يدفعه العراقيون
- بيروت..بيروت
- في ذكرى تموز
- الأوليغاركيات الايديولوجية
- الارهاب..المواقف والمواقع
- بين مفاهيم السلطة وسلطة المفاهيم هل حقاً سقط النظام السابق ؟ ...
- بين اعتزالين
- هل ينسانا العالم ..مرة ثالثة؟


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - موفق الرفاعي - ميتافيزيقيا المصالحة