أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موفق الرفاعي - بين اعتزالين














المزيد.....

بين اعتزالين


موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)


الحوار المتمدن-العدد: 1604 - 2006 / 7 / 7 - 10:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم يكن اعتزال واصل بن عطاء خارج حلقة شيخه الحسن البصري في جامع البصرة الكبير مجرد حدث يتناوله المؤرخون باعتباره مقدمة لظهور مذهب الاعتزال او مجرد خبر يتناقله الرواة حول إشكالية المنزلة ما بين المنزلتين وإنما كان موقفاً مبكراً ومنحازاً للعقلانية بمواجهة النقلية الاتباعية السلفية. واستباقا فكرياً برهانياً بمواجهة بدايات التمهيد للعرفانية ولم يكن لنسب أو اصل الانتماء القومي لأيٍ منهما دخل او تأثير في موقفيهما , فكليهما من موالي الفتح...!
كان هذا قبل ان يأكل الفقهاء بفقههم اللوزينج بالفستق المقشور وقبل ان تُحشى أفواههم بالدر والجواهر وحتى قبل ان يبلغ الحال مداه التراجيدي لتُفرَش الانطاع فتتلقى السنة (المتكلمين) والفلاسفة والصوفيين وربما حتى رؤوسهم ....! والغريب ان المحرضين كانوا في الغالب فقهاء وشعراء ومحدثين وإلا كيف نصدق أن شاعراً عذباً رقيقاً مثل علي بن الجهم صاحب (عيون المها بين الرصافة والجسر.. جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري) هو من يحرض المتوكل على تصفية المعتزلة جسدياً ..؟ ألم يقرأ ادوارد سعيد هذا قبل أن يعجب مما اسماه بالوعي المتغطرس لشاعر عذب ورقيق أيضاً مثل لامارتين ...؟
وكان ابن حنبل يشرع من خلال فتاواه لقتل أبي داود وزير المعتزلة في البلاط العباسي والذي كان بدوره قد اضطهد وسجن وعذب ابن حنبل قبل زمن ما أطلق عليه بــ (الانقلاب السني) فيما كان البحتري يدبج اغرب قصائد المديح لهذا الخليفة ..!!( فلو ان مشتاقاً تكلف فوق ما... في وسعة لسعى أليك المنبر).
لم تكن المشكلة في الدكتاتوريين الجديد في راهننا المعاش ولا هي نبتاً شيطانيا لتعالج باجتثاث الدكتاتوريين وباجتثاثه. ولم تكن المشكلة في أننا أغلقنا دون أنوار عصر التنوير والديمقراطية الأبواب والشبابيك وعلينا الآن فتحها ومعها صدورنا لاستقبالها بفرح غامر ولا هي ايضاً- كما يقول البعض- نتاج تخلف المجتمعات العالم ثالثية تحت تأثيرات الفقر والأمية. كل هذه ربما كانت مغالطات لفظية وتبسيط مجحف لا يلامس إلا المظاهر ويتعمد عدم الغوص داخل بواطن الأمور من اجل إدراك الأسباب الحقيقية خوفاً من انهيار المثال الجميل الذي كونته الذهنية التأملية طيلة قرون من الزمن ليصبح حاجزاً يمنع من إدراك الحقيقة . المشكلة تكمن في هذا الركام الذي يطلقون عليه "تراثا".فهو المسؤول مسؤولية مباشرة عن تشكيل هذه العقلية التي تعتقد دائما انها وحدها من بامكانه امتلاك الحقيقة المطلقة , وان الآخر دائما على باطل ,فهو اما كافر او مرتد .حتى قبل مجرد التفكير بالدخول مع ذلك الآخر في حوار حر ونزيه..!
لم تكن المشكلة في البدايات، وانما حصل انعطافاً ما أحدث كل هذه الطفرات في البنى الفكرية البسيطة لتحيله إلى مشكلاتها وتعقيداتها . فالمشكلة ليست في واصل بن عطاء الذي بمجرد ان اختلف مع شيخه وتحلّق حوله مَن يَرون رأيه اصبح له ولمن حوله ايضاً شخصية متميزة . ولا هي في الحسن البصري الذي لم يجد فيما ارتآه تلميذه الالثغ من غضاضة . فتعدد الرؤى أمر وارد ما دام البشر مختلفين فيما يرون. الذي يجب التركيز عليه وإبرازه هو ان الشيخ والتلميذ ورغم اختلافاتهما الجوهرية في الرؤى والتصورات بقيا في نفس الجامع سوية كل يتكئ على اسطوانة من اسطوانته ..!
كان الشيخ مشغولاً عن تلميذه باستعادة تعزيته لعمر بن عبد العزيز بمناسبة تسنمه الخلافة، وكان التلميذ مشغولاً عن شيخه بارتجال الخطب الطوال متحاشياً أي كلمة تتضمن حرف الراء كما يذكر ذلك الجاحظ في البيان والتبيين.



#موفق_الرفاعي (هاشتاغ)       Mowaaffaq_Alrefaei#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ينسانا العالم ..مرة ثالثة؟


المزيد.....




- إسرائيل تعلن شن غارات جديدة على سوريا.. وتوضح الهدف
- -لحماية الدروز-..هل تصعد إسرائيل بسوريا؟
- سجن قاضية أممية في بريطانيا لأكثر من 6 سنوات بتهمة -استعباده ...
- مصدر مصري: إسرائيل تغلق معبر رفح من الجانب الفلسطيني وتمنع د ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف عن المواقع المستهدفة في الغارات الأخير ...
- الخارجية الأمريكية توافق على عقد بقيمة 310.5 مليون دولار لصي ...
- إعلام: الولايات المتحدة تجهز عقوبات جديدة ضد روسيا قد يرفضها ...
- مرافعة تاريخية للجامعة العربية أمام العدل الدولية
- زعيمة حزب ألماني تتحدث عن خطأ ارتكبته أوروبا في قضية الأزمة ...
- إسرائيل تقرر استدعاء آلاف جنود الاحتياط وتوسيع العملية العسك ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موفق الرفاعي - بين اعتزالين