أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر خير احمد - ضد الأسرلة














المزيد.....

ضد الأسرلة


سامر خير احمد

الحوار المتمدن-العدد: 1943 - 2007 / 6 / 11 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سادت الروح الماضوية، التي لا تتجاوز البكائيات كثيراً، في "إحياء" العرب الذكرى الأربعين لهزيمة عام 1967. وبدلاً من الانطلاق مما وصلنا إليه من واقع قائم مؤسف ومزرٍ وكئيب وانهزامي، من الأجل التطلع للمستقبل والتفكير بالانقلاب عليه وتغييره، رحنا نقيّم الأثر التاريخي الكبير لحرب حزيران! صحيح أن أثر تلك الحرب لا يزال حاضراً في حياتنا اليومية كأفراد وشعوب ودول، لكن الدنيا تغيّرت، ومعها تغيّرت مفاهيمنا، ومن ذلك التغيير في المفاهيم استطاع أن ينسل كثير من المرجفين والمنافقين والانتهازيين ليمارسوا علينا الحكمة بأثر رجعي، ويقدموا لنا حلولاً جديدة لآثار تلك الكارثة، وهي حلول تستغل تلك الآثار الكارثية لفكرة المواجهة، لتهاجم فكرة المواجهة نفسها وتسمها بالعدمية، متناسية أن الكارثة حلّت بسبب سوء إدارتنا للمواجهة، لا بسبب فكرة المواجهة نفسها، فقد أثبتت الأيام –كما في جنوب لبنان- أن المواجهة ليست عدمية بالضرورة.
بمناسبة حزيران، يحسن بنا أن نلاحظ ليس فقط ما استخلصناه بالتجربة من انعدام فرص السلام مع إسرائيل، وليس فقط ما أفشلناه من محاولات البعض إغراقنا في "تطبيع" معها، وإنما –وهذا هو الأكثر إلحاحاً اليوم- كيفية تعاطينا مع المنافقين الذين يستغلون استمرار الهزيمة وتواصل آثارها، كي يقدموا انتهازيتهم وأنانيتهم على أنها وطنية و"وجهة نظر" أخرى من أجل الأمة والتحرير والمستقبل.
يحسن بنا أن نلاحظ أن هؤلاء المرجفين ليسوا محاصرين ومفضوحين كما يجب، لا بل وبينما نعرفهم جميعاً، لأن انتهازيتهم ليست سراً فهم يقدمون عليها علناً وبحجة خدمة القضية، فإن الشرفاء والوطنيين ونظيفي اليد (وهؤلاء بالمناسبة ليسوا هم ذواتهم أصحاب الرؤوس الحامية الذين يمارسون الخطاب الرجعي المتعفن الذي تجاوزه الزمن) لا يفعلون ما يجب لمحاصرة هؤلاء الانتهازيين ونبذهم، فهم مثلاً يظهرون معهم في المناسبات العامة، ويجلسون إلى جانبهم على المنصات، وقد يتبادلون معهم المصافحة والسلامات، وكأن شيئاً جللاً لا يحدث في خلفية المشهد، وكأن عملاً ذليلاً بكل المقاييس التاريخية لا يديره هؤلاء المنافقين، المتبطحين على عتبات الكنيست، المتمولين من مؤسسات إسرائيل ورعاة إسرائيل، فوا أسفاه، بل وا ويلتاه!
لقد بتنا اليوم، في الذكرى الأربعين لهزيمة حزيران اللعينة، بحاجة قبل الحديث عن التخلص من الهزيمة العسكرية، للحديث أولاً عن التخلص من التمدد الإسرائيلي داخل مجتمعاتنا، وفي أوساط من يفترض أنهم مثقفونا. إننا بحاجة لمواجهة هذه "الأسرلة" التي تنساب بيننا كالماء، قبل الحديث عن مواجهة التطبيع المكشوف أو التفكير بالانعطافة التاريخية الكبرى التي نحتاجها.
يقال أنه لا تطبيع اليوم لأن مجتمعاتنا تصدت له منذ أوائل التسعينات، ولأن تقوّض فرص السلام قوّضت معها فرص الإقبال على التطبيع. الأمر ليس صحيحاً ما دام المتبطحون على عتبات الكنيست يجلسون على المنصات ويتحدثون للناس، وما داموا يكتبون في صحفنا ويخاطبوا قرّاءنا، وما داموا يتصلون بشرفائنا فلا يتنبه هؤلاء لضرورة إغلاق كل خطوط الاتصال معهم، وسد الأبواب في وجوههم، ذلك أن المقياس للتعامل مع الناس يجب أن يكون اليوم محدداً بمدى المسافة التي تفصلهم عن إسرائيل. الأسرلة هي اليوم مشكلتنا الحقيقية في مجتمعاتنا التي تتخبط في التاريخ.
ننتهز مناسبة الذكرى الأربعين لهزيمة حزيران، وهي المناسبة الغالية على قلوب كل المنافقين والانتهازيين والأنانيين، لنذكّر شرفاء اليد واللسان بأن مقاطعة هؤلاء المتأسرلين ليست تطرفاً، كما أن التعاطي معهم ليس وسطية، ولا علاقة له بالحس الديمقراطي، فهؤلاء يمثلون اليوم مشكلة حقيقة نخشى أن تتطور مستقبلاً إن لم نعالجها كما يجب، فتصل حالة مستعصية. علينا اليوم أن نلفظهم ونقذفهم في سلال مهملاتنا، وعندها فإن عتبات الكنيست ستقذفهم هي الأخرى في سلال مهملاتها، إذ ما حاجتها بقذارة لا تصيب مجتمعاتنا ورجالنا الشرفاء؟!



#سامر_خير_احمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعزية بالزرقاوي: لا فرق بين -المعتدلين- و-المتطرفين- إذن!
- هل أميركا مخطئة في حقنا؟
- فتاوى خلوية
- تقرير التنمية: إضافة نوعية لإحدى طريقي الحرية
- نهاية الدرس اللبناني
- للأسف.. أميركا دائماً أقوى
- الدرس اللبناني: لا مكان للدكتاتورية إذا توحد الشعب
- لا تشتموا الفضائيات
- تحنيط التراث: التراث باعتباره شاهداً ليس إلا
- لا تفتش عن المرأة !
- العرب وتحولات العالم
- الفكر الاسلامي بلغة علمانية
- لا ديناصورات ولا خائنون
- الاسلام بين التطهير والتغيير
- هل الديمقراطية ممكنة في العالم العربي؟
- عمرو خالد والنمذجة الاخرى
- ادفنوا هذه المنظمات
- عمرو خالد ونموذج التراث
- البرميليون العرب
- نادر فرجاني «وزمرته»!


المزيد.....




- -ضربته بالحذاء-.. كتاب يكشف كيف تصدت الملكة كاميلا لمتحرش
- ما رد روسيا بشأن -مزاعم- التشويش على طائرة رئيسة المفوضية ال ...
- بلجيكا تعتزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. وتفرض عقوبات على ...
- جحيم الملل.. كيف دفع البشر نحو الحرب أحيانا ولازمهم فيها طوي ...
- ترامب: تضاؤل قوة إسرائيل في الكونغرس -أمر مدهش-.. وحرب غزة ت ...
- حركة -تحرير السودان-: مصرع أكثر من ألف شخص في انهيار أرضي -د ...
- عاجل| المقررة الأممية بالأراضي الفلسطينية: إسرائيل قتلت من ا ...
- الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بدخول المؤسسات الدولية لتوثيق ...
- توقف مؤقت لأسطول الصمود بسبب الأحوال الجوية
- إيران تتهم أوروبا بـ-تسليم- ملفها النووي إلى -فيتو ترامب-


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر خير احمد - ضد الأسرلة