أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامر خير احمد - الدرس اللبناني: لا مكان للدكتاتورية إذا توحد الشعب














المزيد.....

الدرس اللبناني: لا مكان للدكتاتورية إذا توحد الشعب


سامر خير احمد

الحوار المتمدن-العدد: 1126 - 2005 / 3 / 3 - 11:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ليس من بلد عربي أثرت فيه الطائفية كلبنان، فهي لم تصنع حرباً أهلية دموية فحسب وإنما أيضاً كدّرت على الدوام حياة مواطنيه وشغلتهم بـ"حرب باردة" فيما بينهم شملت تفاصيل الحياة اليومية كلها بما فيها من تعلّم وتعليم، علاقات ومعاملات، بيع وشراء،.. الخ.
ولعله طريفاً أن تأتي العبرة اليوم من بلد ممزق –أهلياً- كهذا، ففي العالم العربي كله، بل في العالم الثالث على تنوعه، تستند السلطة في استمرارها، وبالتالي في استبدادها ودكتاتوريتها المطلقة، على لعبة تعزيز النعرات الطائفية والإقليمية والعصبوية بحيث ينشغل الشعب بها من جهة، ويتنافس على أساس تلك النعرات في التقرب من النظام السياسي وإظهار الولاء له وبالتالي تحقيق المنافع الفئوية من خلاله على حساب باقي فئات الشعب، من جهة ثانية. بمعنى أن الأنظمة السياسية في هذه البلدان تقسّم الشعب وتعتاش على النعرات بين فئاته.
هذا ما حصل في لبنان، كما في غيره، وأنتج ذلك بعد انتهاء الحرب الأهلية نظاماً أمنياً تسلطياً، وإن كان الفارق بين لبنان وغيره أن التسلط فيه لم يكن لبنانياً (وطنياً!) خالصاً، وإنما استفاد الوجود السوري من اللعب على النعرات تماماً كما استفاد "شيوخ" الطوائف وممثليها السياسيين. ولذلك كان طبيعياً أن يستمر الحكم التسلطي إلى ما لا نهاية ما دامت طوائف الشعب تستجيب للعبته وتتلهى بها عنه.
فجأة، تغيرت اللعبة بعد اغتيال رفيق الحريري لأن الانقسام بين المسلمين السنة والمسيحيين المارونيين انتهى. لقد توحد الشعب ولم يعد النظام الأمني قادراً على المضي في استثمار العداء بين السنة والمارونيين وجذب أحدهما إلى صفه وبالتالي إيجاد تأييد شعبي لاستمراره. لقد بات للشعب عدو واحد هو الحكم الأمني الدكتاتوري، وهكذا ببساطة لم يعد لذلك الحكم الدكتاتوري أي قبول، وبات عليه أن يرحل!
هل تعتبر الشعوب العربية الواقعة تحت الدكتاتورية؟ ربما نعم وربما لا، بحسب قدرتها على إدراك أن العدو الحقيقي لكل منها هو الحكم التسلطي الواقع عليها لا الفئة (الطائفية أو العرقية أو المناطقية..) المشاركة لها في الانتماء للوطن نفسه. فاللبنانيون ربما أدركوا الآن، بعد هذا العذاب كله، إنهم ليسوا أعداء فيما بينهم، وأن العدو الحقيقي هو من يسعى لتعزيز النعرات الطائفية وتكريس حالة الاحتراب الأهلي، فاللبناني المستفيد بشكل حقيقي ليس الذي يعتاش على ظلم أخيه اللبناني ونزع حقوقه، وإنما الذي يعيش في دولة ديمقراطية تعلي قيمة المواطنة وتحقق المساواة، فتخلق شعباً قادراً على الفعل وبالتالي دولة قوية منيعة لا يسلبها أحد أرضاً أو حقاً.
في هذا السياق، لنا أن نستذكر الحالة العراقية، فقد كان نظام صدام حسين الاستبدادي معتاشاً على تعزيز النعرات الطائفية والعرقية في شعبه والإدعاء أنه يمثل إحداها (أي العرب السنة)، ولم يتوحد الشعب العراقي أبداً، فلم يكن ممكناً تغيير نظام صدام من الداخل أبداً كذلك، أي أنه كان مرشحاً للاستمرار إلى ما لا نهاية لولا العدوان الأميركي الخارجي، لكن ولأن العدوان وقع في ظل انقسام الشعب طائفياً وعرقياً، فقد سقط النظام وبقي الانقسام الشعبي، وهاهو الانقسام ينعكس في حياة العراقيين اليوم في ثنائية السلطة الجديدة والمقاومة المسلحة، فالشيعة والأكراد يعتبرون أن هذه المرحلة هي "دورهم" في السلطة، كما يظهر بوضوح أن المقاومة المسلحة سنية الطابع ولا يتوانى بعضها عن استهداف الشيعة خاصة في مساجدهم.
الحالتان اللبنانية والعراقية تختزلان الحالات العربية والعالمثالثية كلها، فالأنظمة المستبدة الأمنية مرشحة للاستمرار إلى ما لا نهاية ما دامت شعوبها منقسمة على نفسها وغير مدركة لمصلحتها الحقيقية ولعدوها الحقيقي، لكن وحدة الشعب، أي شعب، هي بالضرورة بوابة رحيل الدكتاتورية وإقامة الديمقراطية، وليس من بوابة للديمقراطية سواها.
الشعوب العربية –للأسف- لا تريد أن تفهم، فهي تصر على الانقسام داخل ذواتها: عرب وبربر، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة، إلى آخر هذه المهازل والترهات والسخافات التي تديم حكم الأمن القائم على قاعدة "فرّق تسد". إن الدكتاتورية مرشحة للاستمرار لأن الوحدة الشعبية غير مرشحة للتحقق، إلا بمعجزة، كمعجزة الحريري التي صنعها –للأسف- بدمه.
www.jowriters.org/writers/samer



#سامر_خير_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تشتموا الفضائيات
- تحنيط التراث: التراث باعتباره شاهداً ليس إلا
- لا تفتش عن المرأة !
- العرب وتحولات العالم
- الفكر الاسلامي بلغة علمانية
- لا ديناصورات ولا خائنون
- الاسلام بين التطهير والتغيير
- هل الديمقراطية ممكنة في العالم العربي؟
- عمرو خالد والنمذجة الاخرى
- ادفنوا هذه المنظمات
- عمرو خالد ونموذج التراث
- البرميليون العرب
- نادر فرجاني «وزمرته»!
- -الحُرة-.. وفكرة المركز والمحيط
- اختطاف العلمانية
- في هجاء القبيلة
- الهروب الى الحكم الاسرائيلي
- حفرة صدام
- أما الشعوب المأزومة ...
- العمل السياسي في الجامعات (ورقة بحث) - الأردن


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامر خير احمد - الدرس اللبناني: لا مكان للدكتاتورية إذا توحد الشعب