أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر خير احمد - هل أميركا مخطئة في حقنا؟














المزيد.....

هل أميركا مخطئة في حقنا؟


سامر خير احمد

الحوار المتمدن-العدد: 1421 - 2006 / 1 / 5 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة شكوى لدى العرب والمسلمين من الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة معهم، ومن الصورة التي تروجها عنهم في إعلامها والأفلام السينمائية التي تنتج فيها، وكذلك من مخططاتها تجاه دولهم وثرواتهم الطبيعية، ومن أشياء أخرى كثيرة منها ما يتعلق بالعرب والمسلمين المقيمين في أميركا ومنها ما يتعلق بالقابضين على الجمر في بلدانهم. فإلى أي حد نكون محقين في لوم أميركا على ماتفعل، وإلى أي حد يكون جائزاً لنا أن نجتهد في إقناع أميركا بأننا طيبون ولا نستحق ما تفعله بنا أبداً؟!
قد يكون صحيحاً القول أن السعي لإقناع أميركا بضرورة تغيير سلوكها تجاهنا، واعتبار ذلك بمثابة الحل السليم للتخلص من هذه المعاملة "غير اللائقة"، فيه تسليم ضمني بأبوية أميركا علينا وخضوعنا اللامتناهي لإرادتها، فذلك الحل معناه أننا رهن قناعات أميركا ورهن رؤيتها للعالم والأشياء، فإن أخطأت رأتنا على صورة غير طيبة وإن أصابت رأتنا على حقيقتنا الطيبة، فيما نحن ممن يدورون في فلكها دون حول ولا قوة، ومنتهى ما نستطيع عمله هو أن نستعطفها كي ترضى عنا. والكلام هذا لا يتعلق فقط بأولئك "المتحالفين" مع أميركا (إن جازت تسميتهم هكذا)، وإنما بالمناهضين لها الذين يركزون همهم في فعلها ورؤيتها دون أن يفكروا بإمكانية أن
يكونوا هم أصحاب الفعل ومنبعه.
"لتذهب أميركا ونظرتها تجاهنا إلى الجحيم".. هذا ما يجب أن نقوله، ذلك أن المشكلة ليست في أميركا، وإنما فينا نحن لأننا جعلنا من أنفسنا كرة يتقاذفها العالم وقواه المسيطرة: فإن شاءوا اعتبرونا حلفاء ضد بعض أعدائهم في مرحلة ما، وإن شاءوا جعلونا مثالاً للشر في مرحلة أخرى. أما لماذا جعلنا من أنفسنا ألعوبة، فلأننا ضعفاء ومتخلفين، وبكل المعاني: الحضارية والعسكرية والتنموية.
الحل الحقيقي يكمن في التخلص من مشاكلنا، ما يجبر العالم على تغيير نظرته إلينا، ويمنع أية قوة في العالم من توظيفنا في مخططاتها وفق مصالحها، ويمنع أي أمة أخرى في العالم من احتقارنا وإخراجنا من دائرة الإنسانية. ولنكن صادقين مع أنفسنا: فالأميركي في العالم يحظى بالاحترام ومهابة الجانب لمجرد كونه أميركياً ينتمي لأمة قوية ناهضة، أفليس من المنطق إذن أن ننال الاستضعاف والمهانة لمجرد كوننا عرباً ننتمي لأمة مهزومة ومتخلفة ومستعبدة؟
ما يجب قوله أيضاً أن أميركا تتصرف بدافع من مصالحها، وهي لذلك ليست مخطئة في حق أحد أبداً، لأن أية قوة عالمية أخرى ستكون في محلها، حتى لو تمثلت في مرحلة ما بنا نحن العرب والمسلمون، سيكون من "حقها" أن تفعل مثلما تفعل أميركا اليوم. نحن –إذن- المشكلة، ومنا يجب أن يكون الحل.
مشكلتنا هذه مع أميركا لا ترجع لأحداث الحادي عشر من أيلول، والاكتفاء بنسبتها لهذه الحادثة يعد خطأً تاريخياً كبيراً، كما أنها لا ترجع لانتهاء الحرب الباردة كما يحلو للبعض أن يقول أحياناً معتقداً أن أصل المشكلة هو حاجة أميركا للبحث عن عدو بعد انهيار الشيوعية، وإنما يمكن القول أنها ترجع لبداية تشكل النظام الدولي المعاصر في العالم مع نهاية الحرب العالمية الثانية، فبعد ذلك التاريخ نشأت إسرائيل، وبدأت هزائمنا، وظهر نفطنا بشكل يجعل منطقتنا مطمعاً للعالم، وهذه العوامل الثلاثة –على الأقل- كانت كافية لدفع أميركا للاستخفاف بنا كأمة، ولتشويه صورتنا عبر أفلام هوليوود التي قيل فيها الكثير، ولخلق مجمل تعاملها معنا الذي يخرجنا من دائرة البشر، فكيف إذا كنا أيضاً خاضعين للاستبداد السياسي، وغير قادرين على الابداع العلمي، وغير مكتفين في إنتاجنا الصناعي أو الزراعي رغم الثروات الطبيعية الهائلة التي نملكها، إضافة الى أننا لا نتصرف في أموالنا وعوائدنا بشكل يمكّكنا من تحقيق قفزات تنموية نهضوية كما فعلت دول شرق آسيا مثلاً؟!
نحن المشكلة ومنا يجب أن يكون الحل. أما كيف وبأية وسيلة فنحن نقترح أفكاراً كثيرة منذ نحو قرنين من الزمان، لكن بلا جدوى، لأننا وباستخدام جميع الأفكار –على تناقضها وتعددها- لم نستطع أن ننجز نهضة وعودة الى التاريخ كما ظل يأمل المفكرون الذين صاغوا تلك الأفكار. إن ذلك قد يؤشر الى أن الأزمة لا تكمن في عدم صلاحية تلك الأفكار، وأن الأمر يحتاج دراسة أخرى قد تكتشف أن الأزمة محلها البشر الذين فشلوا في تطبيق كل تلك الأفكار: إنها قد تكون مشكلة تتعلق قبل كل شيء، وعلى سبيل المثال، بالبنى الاجتماعية التي تتلقى تلك الأفكار الساعية للنهضة، فتحرفها عن مراميها، ساعية دوماً للحفاظ على شيء ما خاطئ، ما يمنع تحقيق التغيير اللازم للنهضة أياً كانت الفكرة التي وضعت في التطبيق. إننا نحتاج أولاً أن نعلق الجرس، وأن لا نخشى في الحق لومة لائم، وأن نحدد الخطأ/ الأخطاء التي انتجت مشاكلنا مع العالم حتى نكون قادرين بالتالي وبعد جهد منظم واعٍ على اختيار مكانتنا في العالم، بدل أن نكتفي بلوم الآخرين على تصرفاتهم تجاهنا.



#سامر_خير_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتاوى خلوية
- تقرير التنمية: إضافة نوعية لإحدى طريقي الحرية
- نهاية الدرس اللبناني
- للأسف.. أميركا دائماً أقوى
- الدرس اللبناني: لا مكان للدكتاتورية إذا توحد الشعب
- لا تشتموا الفضائيات
- تحنيط التراث: التراث باعتباره شاهداً ليس إلا
- لا تفتش عن المرأة !
- العرب وتحولات العالم
- الفكر الاسلامي بلغة علمانية
- لا ديناصورات ولا خائنون
- الاسلام بين التطهير والتغيير
- هل الديمقراطية ممكنة في العالم العربي؟
- عمرو خالد والنمذجة الاخرى
- ادفنوا هذه المنظمات
- عمرو خالد ونموذج التراث
- البرميليون العرب
- نادر فرجاني «وزمرته»!
- -الحُرة-.. وفكرة المركز والمحيط
- اختطاف العلمانية


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر خير احمد - هل أميركا مخطئة في حقنا؟