|
ايها اليابانيون..اطلبوا العلم ولو في العراق
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 1932 - 2007 / 5 / 31 - 11:36
المحور:
كتابات ساخرة
جاء في الانباء ان وزير الزراعة الياباني انتحر بعد فضيحة فساد مالي ! ارجو من وزرائنا ومسؤولينا عدم الاستماع الى هكذا نوع من الاخبار ، وخصوصا عدم اتخاذ هذه الوزير من الجنس الاصفر قدوة لكم ، حيث ان انتحاره لم يؤدي الى ازمة وزارية ولا الى مأزق حكومي ، حتى ان رئيس الوزراء الياباني قال بأنه سوف يرشح اليوم او غدا شخصا آخر لتولي هذه الحقيبة ، مهمة ايجاد بديل سهلة في اليابان لان التكنوقراط متوفرين بكثرة ولأن نظامهم لايعتمد على الطائفية حيث ان الغالبية الساحقة الماحقة من البوذيين اليابانيين هم من طائفة تويوتا . ونقطة اخرى ، في كل التشكيلة اليابانية كان هنالك وزير واحد فاسد ( بايكلة جم ين ) ، ولم يتحمل الفضيحة فأنتحر ، المشكلة هي اذا انتقلت العدوى الينا ( لاسامح الله ) فأن فضيحتنا سوف تصبح بجلاجل لانه سيؤدي الى فراغ اداري لاتحمد عقباه ! طبعا ان عدوى الانتحار صعبة الانتقال الينا لسبب بسيط وهو ان قتل النفس عندنا نحن المسلمين حرام ، بل ان الكثير من زعمائنا تحملوا الذل والهوان ولم ينتحروا ، حتى ان القائد الضرورة وبطل الامة صدام ، قبل كل شيء ، ولم ينتحر ، ليس جبنا حاشاه الله ، ولكن تماشيا مع روحه المشبعة بالايمان العميق بالحلال وبغضه وكرهه للحرام .! ثم ان اليابان رغم تقدمها العلمي والتكنولوجي والصحي والتربوي والبيئي والاجتماعي ، فأن لها مساوئها واخطائها ، فكيف تسمح للأعلام بتداول سلبيات حكومتها وتصبح علكة في ( حلك اللي يسوى واللي مايسوى ) ؟! ثم ماهذه الاخلاق والقيم التي تتخلى عن ( وزير ) وطني ولا تدافع عنه ؟ هل من المعقول ان وزير الزراعة الياباني مقطوع من شجرة وليس له احد؟ وما هو جرمه ؟ هل اخذ عمولة ؟ هل سهل تمرير صفقة ؟ هل اخفى معلومات ؟ كل هذه الامور اشياء بسيطة لاتستحق ان تثار من اجلها ضجة ! اتعجب اليس لهذا الوزير اخوان او ولد عمام ؟ او اصدقاء مخلصين او زملاء في الحكومة يدافعون عنه؟ هل تخلى عنه الجميع بحيث شعر بأنه وحيد ؟ وحيد الى درجة ادت الى انتحاره ! ادعوكم ايها اليابانيين الى التواضع قليلا ، صحيح انكم عملاق اقتصادي وتكنولوجي ، وصحيح ان الشمس تشرق عندكم قبلنا بساعات ، ولكن تخلوا عن عنجهيتكم التي تعلمتموها من اصدقائكم الغربيين ! تقبلوا حقيقة واحدة ، وهي : انكم بحاجة الى تعلم اشياء من عندنا ، لاتستحوا من الاعتراف بذلك ، ان ( الناس لبعضيها ) على كولة اخوانا المصريين ، افتحوا سفارة كبيرة في بغداد ، ارسلوا طلابكم ليتعلموا فنون الحكم ، سنستقبلكم بكرمنا الذي تعرفونه ، حتى سنطلعكم على خفايا التسامح والتآلف والتحالف والتوافق ، سندربكم على التآزر والتعاضد والغفران ، ماذا دهاكم ايها اليابانيون ، اذا كان عندكم فاسد واحد فنحن لدينا المئات ! لكننا لن نتخلى عنهم ، نحن لسنا مثلكم ، لنا قيمنا وعلاقاتنا الاجتماعية المتينة ، نحن نؤمن بأن الفلوس ( وسخ دنيا ) فهل من المعقول ان نجعل الذين استولوا على بعض وسخ الدنيا ، وحيدين مكتئبين لاحول لهم ولا قوة بحيث يفكروا في الانتحار ؟ كان لكم فاسد واحد ولم تستطيعوا المحافظة عليه ، ولدينا المئات ولكن نمتلك الوسائل والمبررات لكي نحميهم ونحافظ عليهم ، اليسوا اهلنا واحبابنا ؟ تعلموا ايها اليابانيون تعلموا ، اطلبوا العلم ولو في العراق ، لاتخجلوا من ذلك فأن العلم نورن ! اذا شعرتم بأن سفارتكم في بغداد متقاعسة في تعليمكم اصول الحكم فأفتحوا قنصليات في الشمال والجنوب في الشرق والغرب ، فستزدادون خبرة في هذا المجال !
#امين_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
امريكا والفساد في العراق
-
-مأساة فرد قد تعكس معاناة امة-
-
فقراء العراق والوحوش الضارية
-
مفارقات عراقية
-
جمجمال...مطالب عادلة ..وعنف غير مبرر
-
المقاومة الشريفة
-
المشهداني الرصين
-
تبرع ليس في محله
-
حذار من غضب ولد الخايبة
-
رائحة النفط الكريهة
-
نقاط فوق الحروف
-
دعوة
-
لو
-
الجعفري...الديمقراطي
المزيد.....
-
الاحتمال صفر
-
أسعد عرابي... رحيل فنان يكتب العالم باللون وناقد يعيد ترميمه
...
-
النقد الثقافي (المعنى والإتّجاه) في إتحاد الأدباء
-
فنانون عرب يشيدون بتنظيم مهرجان بغداد السينمائي
-
تحديات جديدة أمام الرواية الإعلامية حول غزة
-
وفاة الفنان السعودي حمد المزيني عن عمر 80 عامًا
-
حروب مصر وإسرائيل في مرآة السينما.. بطولة هنا وصدمة هناك
-
-لا موسيقى للإبادة الجماعية-.. أكثر من 400 فنانا يعلنون مقاط
...
-
الأوبرا في ثوب جديد.. -متروبوليتان- تفتتح موسمها بعمل عن الأ
...
-
الصّخب والعنف.. كيف عالج وليم فوكنر قضية الصراع الإنساني؟
المزيد.....
-
صديقي الذي صار عنزة
/ د. خالد زغريت
-
حرف العين الذي فقأ عيني
/ د. خالد زغريت
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
المزيد.....
|