أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل صارم - الأوناسيسيون..؟














المزيد.....

الأوناسيسيون..؟


خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 1933 - 2007 / 6 / 1 - 08:13
المحور: كتابات ساخرة
    


أذكر في عقد الستينات كان أبناء جيلنا يتابعون أحيانا أخبار الملياردير اليوناني ( أوناسيس) بكثير من الاعجاب وكيف أصبح يملك شركة طيران وأسطول بحري يجوب العالم بناقلاته وبواخر الشحن .
شبابنا طموح لكنه يملك ثقافة حرق المراحل . البعض منهم لايستطيع الانتظار وصعود السلم درجة .درجة . هم يريدون ركوب أسانسيرسريع جدا ً ..نفاث .. وان أمكن بسرعة الصوت أو الضوء .. ظلوا يحلمون بأوناسيس على الرغم من أنهم أبناء عمال وفلاحين فقراء وبعضهم يعيش الفقر المدقع.. بالكاد يجد قوت يومه ..لكنه يحلم ويحلم ..وهذا من حقه وحق أي انسان .
عندما تسللوا الى الوظائف الحكومية تحت اسم الفقراء وأبناء الكادحين في وقت طغيان هذه العناوين التي كانت تفرغ من مضامينها ومضامين مارافقها من ثقافة الصراع الطبقي ..تدريجيا
بدأ هؤلاء بترجمة أحلامهم الى مجرد بناء غرفتين , وكما يقولون ( للسترة ) وبناء أسرة صغيرة تطور الحلم الى شقة .. ثم الى فيللا ..ثم الى بناء متعدد الطوابق .. ثم أبنية .. ثم قصر .. ومزرعة ..وشاليه . . ضاقت البلد عليهم .. فحلموا بشواطيء نيس ..وماربيا .. وجنيف ..ولوزان .. تطورت الأمور أكثر .. صار المطلوب أرصدة كبيرة لأن الحياة الجديدة تتطلب مصاريف هائلة لارضاء الـ مس .. والمدام .. والعجول الصغيرة أبناؤهم .. ولاتنسوا العشيقات . ولكن والحق يقال بقي هؤلاء يرفعون أصواتهم في المناسبات تضامنا ً مع الكادحين من أبناء العمال والفلاحين والحرفيين . فهم بذلك لهم منة على كل هؤلاء دفعة واحدة .
في المناسبات أيضا ً .. يرفعون اصواتهم بالعداء للامبريالية العالمية وعلى رأسها أمريكا .. هم يعرفون كل شيء عن الشركات المتعددة الجنسيات .. العابرة للقارات ..وعن ظروف الظلم والاستغلال وهم على استعداد لمجادلة ماركس ولينين في الاشتراكية العلمية بل واعطاؤهم دروس في التنظير الاشتراكي وحقوق الطبقات الكادحة ومنهم من طور رؤيته لنظرية رأس المال بل وتعداها الى المادية الديالكتية والمادية التاريخية وصار منظرا ً قادرا على اكتشاف أين أخطأ ماركس وأين أخطأ لينين .. ودور روزا لكسمبورغ .. الحقيقة أنهم يحفظون كافة المصطلحات والكتب والأسماء . وكان الرفاق الجدد من الشبان الصغار يجلسون أمامهم فاغري الأفواه ..( مسطولين ) دهشة.. لهذا المستوى الثقافي الرفيع جدا ً والذي يكاد ينقطع من رفعه هذا
المهم أنهم كانوا يعودون الى البيت ليعاودوا الحلم الأوناسيسي وحجم المبالغ التي سيحصلون عيها جراء توقيع عقد مع أحد المتعهدين أو تمرير صفقة لاحدى الشركات الأوربية ويخططون للتخلص من السمسار والاستيلاء على حصته .
لقد نسي هؤلاء أن أوناسيس قد بدأ حياته بائع بسطة سجائر في استانبول حتى أن شوارعها قد أكلت من قدميه شبه الحافيتين الكثير . ومن ثم تطورت الأمور معه .. ربما يكون قد ( ضرب ضربة تهريب ) و( ألله يسرها .. اللهم لاحسد ) كما يقولون .. بينما الشباب هنا يفكرون كيف يصلون ( خبط لزق ) ولأنهم مثقفون درسوا الاشتراكية ..ولعنوا أبوها .. لذا لايجوز أن يحملوا بسطة سجائر ليدوروا بها في الشوارع . .. يمكن أن يمرروا ضرب تهريب ضخم برعايتهم ويحصلوا على عدة ملايين دفعة واحدة . او صفقة مع احدى الشركات الدولية .. أو حتى لطش ميزانية الشركة التي يديرونها ثم افتعال حريق واتهام السيد ( ماس كهربائي ) به . ولأن هذا السيد ماس كهربائي .. ابن حرام ..وخبيث .. وذكي جدا ً..جدا ً .. لم تتمكن الشرطة المحلية وأجهزة الأمن التي انتزعت اعتراف الحمار بأنه أرنب ولاحتى الانتربول العالمي المافياوي من العثور عليه .. مع أنه يتحرك بكل حرية ويضرب في أوقات مختلفة دون أن يلقى القبض عليه ..والشباب ياعيني يترصدون كل الأماكن التي يمكن أن يظهر فيها لكن دون جدوى .
المهم أنهم قرأوا عن أوناسيس وعينهم كانت على جورج خوري .. ذلك المهرب اللبناني الذي اشتهر في مطلع الخمسينات وكان يملك يختا ً يجوب به مرافيء العالم وهو أول من هرب الكوكائين داخل الملفوف .. عندما زرع الملفوف في حديقته الخاصة وعند بدء تفتحه وضع عبوة في قلب الملفوفة التي تابعت النمو لتلتف على عبوة الكوكائين ..وهكذا .
تذكروا مقولة أوناسيس ( لاتسألني عن أول مليون ولكن يمكنك أن تسألني عن البقية ) الشباب .. الرفاق ..عندنا طوروها ..عدلوها .. لتتكيف ومعطيات العصر .. فقالوا ( لاتسألني عن أولمائة مليون أو عن أول مليار دولار . .الآن يورو .. ويمكن أن تسأل عن البقية ) .
المشكلة أن هؤلاء الأوناسيسيون يريدون أن يدخلوا ميادين الاستثمار بمناسبة العولمة .. فهل من مبيضين ليتابعوا خدماتهم للطبقات الكادحة . ( بليز..بليز..بليز ) دلوهم يااخوان ..عفوا يارفاق .





#خليل_صارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة المقاومة ..ثقافة الحياة ../ 2
- القرآن - العلم - العلمانية ../13
- ثقافة المقاومة ..ثقافة الحياة /1
- حوار مع المجتمع ... القرآن - العلم - العلمانية /14
- أهذه هي الحرية..التي تبشرون بها ..؟
- أنظمة الأعراب ..وإرث النفاق ..؟ / 1
- حمامات السلام الأمريكية ..والسماسرة العرب ..؟
- ثقافة الحوار والاختلاف / واقعنا ..2
- تهنئة الى الليندي وبابلونيرودا
- الحوار والاختلاف ..ثقافة .. أين نحن منها ..
- الأنظمة ... أمريكا .. ضد الشعوب ..؟
- ماالذي يحدث في المنطقة ..؟
- النظام السعودي ..اللعب عالمكشوف ..؟
- متى سينطق أبو الهول ..؟
- قال.. سياسة..قال ..؟
- العقل الطائفي.. المذهبي .. الأثني .. هو عقل خائن ..
- حوار مع المجتمع / القرآن - العلم - العلمانية / 12
- السيد فاروق حسني .. وزير الثقافة المصري .. لاتستقيل ..
- المجال الحيوي الأمريكي ..وازدياد الكراهية ..؟
- الرئيس شيراك ..نوافق ..ولكن ..؟


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل صارم - الأوناسيسيون..؟