أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غادة عبد المنعم - تمام يا أفندم .. المسلمين والمسيحين (مية .. مية)..!!















المزيد.....

تمام يا أفندم .. المسلمين والمسيحين (مية .. مية)..!!


غادة عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 1927 - 2007 / 5 / 26 - 08:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صدق أو لا تصدق :
• الأقلية المسيحية تسعى لدولة مستقلة و ترغب فى حكم مصر ، أما المسلمون فلديهم خطة لطرد المسيحيين خارج البلاد.
• الحكومة المصرية تضطهد الأقباط ، والحكومات الأجنبية تساندهم..!!؟
• المسيحيون.. ناعمين ويتمسكنوا لما يتمكنوا..!! والمسلمون غزاة برابرة ملهومش فى الحضارة من أصله..!!
• المسيحى مشروع خائن والمسلم مشروع ارهابى..والحكومة هى السبب وعندها الحل!!
• المسيحيون بعضهم يدعو مجلس الأمن للتدخل.. وآخرون يريدون ارسال أقباط العياط لأمريكا وأوربا .. و منهم من يؤكد .. ولو.. سنبقى فى مصر مهما عملتم فينا..!؟
• المسلمون .. مصر ستبقى مسلمة.. مسلمة ..أنتم بقى.. عايزين ايه!!

• مللت الخبر الذكى الذى يتصدر الصفحات الأولى فى جرائدنا عقب كل أحداث فتنة طائفية والذى يحكى عن عم فلان المسلم الذى أنقذ مارى أو جبريل أو عبد الملاك.. ولا أقول أن الخبر يستفزنى لشكى فى صدقه أو صحته ولكن لأن ظهوره فى الجرائد عقب كل أعمال شغب بين الجأنبين هو فى رأيي اساءة بالغة للعلاقات الوطنية لا اشادة بها ..
وإلا فليفهمنى أحد ما معنى أن فلان المسلم أنقذ فلان المسيحى.. ما معنى هذا الخبر ما هى جدته ولماذا تم نشره ونحن نتعلم فى كليات الصحافة والاعلام أن أهم أسباب نشر أى خبر هى جدته وفرادته.. ما الجديد اذن فى هذا الخبر، فكل يوم هناك آلافا من المسيحيين ينقذون المسلمين وآلافا من المسلمين ينقذون المسيحين إذا لم يكن فى حوادث عارضة ففى سلوك يومى منظم ألا ينقذ الطبيب المسيحى أو المسلم عشرات من الجانب الآخر يوميا .. واذا تسامحنا مع هذا الخبر المستفز فكيف نتسامح مع الصورة التقليدية التى تظهر عقب كل حادث من هذا النوع للقس الذى يقبل الشيخ أو البابا الذى يقبل شيخ الأزهر هل يصدق من ينشر هذه الصورة الصحفية العبقرية أنها فعلا تمثل رمزا للوحدة المصرية ،أعود لمسألة الجدة فأتسائل ما الجديد فيها فالمسلمين والمسيحين يقبلون بعضهم بعضا ملايين المرات كل يوم ثم أن كلاهما ( المسلم والمسيحى) لا يولى الكثير من الثقة للقيادات الدينية التى تظهر على صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون وهى تقبل بعضها بعضا ليس لقلة أو ندرة فى التدين والمتدينيين ولكن لأن هذا الشعب يفقد الثقة فى كل من يسلط الإعلام أضوائه عليهم و يتهمهم بأنهم بتوع الحكومة سواء كانوا رجال دين أو ثقافة أو سياسة .. فلماذا قبلة الشيخ والقسيس هى الرمز الوحيد للوحدة الوطنية، أليس نشر صورة لآلاف الطلبة من مسيحين ومسلمين وهم موجودون فى قاعات الدرس سويا أو لمئات العمال من الجانبين وهم يعملون جنبا إلى جنب فى المصانع أو حتى صورة لبضعة نساء من البائعات الجائلات تفترشن الطريق لتبيع احداهن الجرجير أو البصل والأخرى ربما الخبز أو الجبن الفلاحى ..وتتبادلن التعاون فيما بينهن بحيث تحرس احداهن ( تخلى بالها ) من خضار زميلتها التى تذهب لشراء سندوتش فول لكل منهما .. أليس موقفا من هذه المواقف العادية والمتكررة يوميا أو صورة لنموذج من هذه النماذج هو تعبير أكثر صدقا عن الوحدة بين جانبى هذه الأمة..!!
ثم لماذا نصر على دفن روؤسنا فى الرمل كالنعام بالطبع هناك وحدة وطنية وعلاقات صداقة و ود منتشرة بين الجانبين لأنها طبيعة الأشياء بين الزملاء والجيران لكن هذا لا ينفى وجود توترا يتنامى تحت السطح الهادئ توترا تغذيه أسباب ثقافية أحيانا واقتصادية فى معظم الأحوال والحقيقة أننا لابد أن نوافق منظمة اللقاء العلمانى فيما ذكرته من تخوف فى بيانها الصادر بتاريخ 17 مايو 2007 تحت عنوان "بيان العلمانيين الأقباط" حيث تنبه لأن ( مكمن الخطر يرجع لأن هذه الأحداث لم تأتى من جماعات ارهابية أو متطرفة ولكنها وقعت من مواطنين عاديين وقعوا تحت تأثير شحن منتظم ومتوال دفعهم للاعتراض على حرية الآخرين بعد أن استقر فى ذهنهم أن بناء كنيسة يعد من الأمور المحرمة شرعا ويستوجب المقاومة والهدم والقتل .....الأمر الذى يجعل مثل هذه الأحداث قابلة للتكرار وربما بشكل أسوأ)
إن استعراض بسيط لتصورات بعض المصريين حول أحداث “بمها” بشكل خاص وحول العلاقة بين المسلمين والمسيحين بشكل عام والتى أوردها هنا دون ذكر أسماء أصحابها يلقى الضوء بوضوح على وجود هذا التوتر رغم كل ما ندعيه من أن كل شىء تمام والعلاقة مية مية بين المسيحين والمسلمين ..!!
تصورات البعض من الجانبين
• مصر ليست وطن نعيش فيه بل هى وطن يعيش فينا نسبة الأقباط 10 % ولن يترك الأقباط أرضهم ولن يحتموا سوى بخالقهم لأنه مذكور فى الكتاب المقدس (ملعون من يتكل على زراع بشر.)

• دعونا ننظر لمثل هذه الأحداث على أنها تعبر عن حالة الانهيار الشديد الذى تعانى منه مصر على مستوى الانسان المصرى الذى فقد الكثير من القيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية بسبب السيطرة التامة للتيار العالمانى على مؤسسات التربية.

• لاشك أن زيادة دور العبادة له دور كبير فى تربية الناس على التسامح .. لذا اعطوا أولوية لزيادة دور العبادة وسوف تكون النتيجة اكثر ايجابية وتقليل للأنحراف على كافة المستويات .

• العيب فى الحكومة.. لأنها هى اللى عاملة كده..!! لو تدخلت الحكومة بجد.. الناس كلها حتعيش فى سلام نرجو من الله أن يعدى الموضوع على خير.. وإن شاء الله حيعدى على خير.. ودعوة إلى من يحب الخير لمصر وهذد الدعوة موجهة لمجلس الأمن للتدخل بسرعة لحل المشكلة .. أرجوكم بسرعة قبل ما تحصل حاجة

• دعوة للإخوة المسيحين وخاصة رجال الدين المسيحى يتم التهجم يوميا على المسلمين فى مواقع الأوبنتوك والبالتوك والأنسبيك بعبارات قاسية.. فماذا تتظرون منا.

• على الحكومة إيجاد فرص عمل لكل الشباب المطحون المسلم والمسيحى ، فما حدث هو نتيجة للفراغ الذى يعيشه الشباب .

• إن المسيحين والأقباط يعيشون سويا فى مصر منذ قديم الزمان ولا توجد فتنة.. ولكن وسائل الإعلام المأجورة تضخم منها .. أنا مسلم أعيش مع الأقباط ولا أجد اى بوادر فتنة.

• قولى لى :أين تقع هذه الأحداث إنها تقع فى الريف أو فى الأحياء الفقيرة حيث يوجد ثالوث الفقر والتخلف والجهل.. المسلم يرى المسيحى يستقوى بالخارج والمسيحى يرى نفسه اقلية عددية وسط اغلبية من المسلمين الكل لديه حساسياته منها ما هو حقيقى ومنها ما هو من نسج الخيال.

• بعد العراق سيأتى دور مصر وسوف تكون الحجة الطائفية هى حجة أمريكا فى احتلالنا.. انتبهوا يا مصريين ولا تعطوا الأمريكان فرصة فالسلاح الأمريكى لن يفرق بين مسلم ومسيحى.

• المسيحيون لم يشعروا بالأمن فى مصر إلا بعد دخول الإسلام وسيظلون مع الإسلام آمنيين.. بشرط احترام الآخر.

• أوصانا رسولنا الكريم خيرا بأقباط مصر فإذا كان لنا إخوة فى الوطن من الأقباط يريدون أن يقيموا مكان لعبادتهم فماذا يضير الإسلام فى ذلك.

• حلوة اللعبة دى تاخدوا كل حاجة.. وبعدين تصرخوا وتقولوا مبناخدش حاجة مفيش حاجة حترضيكم غير الحكم والدولة المسيحية فى مصر.. وبعدين.. تعملوا فى المسلمين زى الصرب ما عملوا فى مسلمى البوسنة..!!

• تاريخ الإسلام معروف بالبربرية وأنتم مثل امريكا محتلين لمصر منذ قروون فقد دخل الإسلام لمصر واحتلها ومن البجاحة اعتبار هذا الإحتلال حماية للمسيحيين.

• نطالب أمريكا وأوربا بإعطاء فيزا هجرة لجميع المسيحيين من أهالى قرية “بمها” العياط وعليهم اللجوء للسفارات الأمريكية والأوربية وطلب حق اللجوء السياسى لها .

• المسيحيين أخذوا كل شىء ولسه بيشتكوا .. مصر مسلمة.. مسلمة .

• الحل مظاهرات عارمة فى كل أنحاء البلد.

• لو كان الحادث حصل من مسيحيين ضد مسلمين كان المسلمين بياعوهم هدومهم وهييجوا الدنيا وطالبو باعتذار رسمى لكن لأن الذين تم الاعتداء عليهم مسيحيين يبقى الله محبة .. المسيحيين بيدفعوا ضرايب والدولة يجب أن تعوضهم عن أضرارهم.

• بوس ايه وقرف ايه أنا مش فاهم "ازاى" القسيس يبوس الشيخ والمسيحيين معتدى عليهم.

تصورات هؤلاء تؤكد بلا شك أن هناك أزمة فى رؤية وتجاوب ورغبة كل طرف فى تقبل الآخر فلاشك أن الغالبية غير المتسامحة أوالجاهلة من المسيحين قد تتعرض لإغواء الاعتقاد بأن المسلمين غزاة وأنهم برابرة وذووى دين غير صحيح أو غير انسانى وطبيعة بدوية أو فلنقل طبيعة ربما أشبة بطبيعة انسان الكهف وهم عموما غير راغبين فى الحوار
وكذلك الغالبية الجاهلة أو محدودة الفكر من المسلمين تقع تحت اغواء دائم بإتهام المسيحيين بعدم صحة الدين والعمالة للخارج والعداء للإسلام والمسلمين، وكلا الطرفين لا يقصرتصوره على بضعة أفراد بل يعمم تصوره على المسلمين أجمع أو المسيحين أجمع وكأننا مجتمع من نوع متخلف واحد من البشر ، ولسنا ككل بلاد الدنيا فينا الجاهل والمتخلف والسادى والمتشدد والطبيعى والنفعى والطيب والمثقف ...إلى آخره ، لذا فليس من الغريب أن معظم من تحدثت اليهم من الأقباط يصر أولا على ذكر نسبة عدد الأقباط فى مصر وهم غلبا ما يؤكدون هذه النسبة على اعتبارها تتراوح بين 10 و 20 فى المائة ( بينما تذكر السى اى آه فى آخر تجديد لها نشرته فى "الفاكت بوك" أن تعداد سكان مصر بناء على حصر تم فى العام الماضى هو 80 مليون مواطن وأن نسبة المسيحين فيهم تصل لـ 8 فى المائة أى حوالى 6 ونصف مليون مواطن ) ويتم التركيز من جانبهم على النسبة العددية كأنها هى أهم أسباب منح حقوق المواطنة المساوية للمسيحيين . وليس من الغريب أيضا أن يحمل البعض الحكومة كل اللآئمة أو يحملها للطرف الآخر بصرف النظر عن منطقية ما يقوله كل طرف فى لوم الآخر، ولا من الغريب أن يجنح البعض للتأكيد على أسباب وهمية لا علاقة لها بالحدث ولا تتداخل وعلاقة الجانبين كالعلمانية أوالفراغ لدى الشباب أو أن أمريكا هى السبب واذا كان يمكن للبعض ذكر كل ما يرد على ذهنه عن الوحدة الوطنية لذا فلا داعى للاندهاش من أن يذكر البعض اقتراحات خطيرة لا يدرك مدى خطورتها كمن ذكر أن على مجلس الأمن التدخل وكأننا فى حالة حرب أهلية أو من قال أن على أهالى العياط الهجرة وترك البلد وكأنه يطالب بإخلاء جماعى للمسيحين عن العياط، اخلاء لابد وأن الأقباط هم أول من يعارضه وإلا ما كانت فتاة أخرى لتقول أن مصر بلدها وسوف تبقى فيها مهما حدث وكأنها تتهم المسلمين من طرف خفى بأنهم يقومون بهجمة منظمة لإقصاء المسيحين وإلى طائفة البعد عن المنطق أيضا يمكننا أن نضم البعض ممن ذكروا أن المسلمين برابرة احتلوا البلد من ألف وربعمائة عام أو هؤلاء ممن صرخوا معترضين : المسيحيين عايزين ايه ويقصدون بذلك اتهامهم بأنهم يتمسكنوا حتى يتمكنوا أو ممن ذكروا مخاوفهم صراحة من عمل المسيحين بالسياسة قائلين : أنتم عايزين دولة مسيحية وتضطهدوا المسلمين زى الصرب. وأنا لا أعلم حقيقة كيف ستتمكن أقلية لا يبلغ تعدادها 10 فى المائة من إضطهاد أكثرية يبلغ تعدادها أكثر من 90 فى المائة ومن سوف يساعدهم على ذلك فهذا ليس احتمال مستبعد لكنه احتمال مستحيل لا يمكن حدوثه بأى حال من الأحوال إذا أضفنا لكل هؤلاء من فضلوا دفن روؤسهم فى الرمال مدعين كما قالت فتاة لطيفة أن الشتائم الموجودة على بعض المواقع على الانترنت هى السبب فى حرق عدد من المسلمين لبيوت مسيحين أو من قال بتعالى ورغم حسن نيته "أن أحوال المسيحين تحت حكم المسلمين أفضل لهم ولكن عليهم أن يقابلوا هذه الحماية بالشكر" ولا أعلم هل يعيش هذا الرجل فى عصر الدولة العثمانية فهو بدلا من أن يتكلم عن دولة يعيش فيها الطرفين تحت ظروف متماثلة، لهم نفس الواجبات والحقوق "وهو ما يعرف بحق المواطنة" يتحدث عن حماية طرف لطرف وواجب الاحترام والتقدير على الطرف الآخر.
ولا شك ان كل هذا اللغط وسوء الفهم يشير لمشكلة ثقافية واجتماعية تؤكد أن كل طرف لا يفهم وربما هو غير راغب فى فهم حقوق وواجبات الآخر وهو لا يولى مسألة الفهم هذه الكثير من الأهمية وقد يعود هذا لانشغاله فى البحث عن لقمة العيش ووقوعة تحت وقع ضغوط اقتصادية كبيرة ،أو لما يمكن أن نسميه انتشار الأمية الدينية حيث يتم الاهتمام بالشكليات الدينية على حساب الصفات الجوهرية وبالاضافة لكل ماذكته فلا شك أن زيادة مساحة سوء الفهم والرغبة فى نفى أو لوم الآخر أو كما نسميه فى مصر " التجبيه" بمعنى أننا كمسلمين لابد أن نكون صفا واحاد فى مواجهة الأقباط والأقباط صفا فى مواجهة المسلمين ، يعود ايضا لسببين رئيسيين هما أولا : استبدال القومية العربية بالقومية الاسلامية فعلى عكس فترة الخمسينات والستينات حيث كان هناك صعودا للقومية العربية وفى ظل هذا النوع من القومية كان من الطبيعى أن يتحمس المسيحيين المصريين والعرب للعب دور سياسى وثقافى واجتماعى كبير على اعتبار أن الجميع عرب ولكن مع بداية حكم الرئيس السابق السادات بدأ السادات فى البحث عن سمة تميز حكمه تختلف عما تميز به عبد الناصر وتمنحه بعضا من الكاريزما المغايرة ، فبدأ دولة "العلم والإيمان" أو بمعى آخر سعى جديا لاستبدال القومية العربية بالقومية الإسلامية وهذا التوجه تأصل لدى السادات مع اتجاهه للغرب المسيحى ومشروع السلام الذى رفضه العرب لذا فقد بدأ السادات عدة تغييرات دستورية منها اعتبار الشريعة الاسلامية مصدرا للتشريع وهذا ما تقرر فى تعديلات 1971 ثم اعتبارها المصدر الوحيد للتشريع وهو ما تقرر فى التعديلات الدستورية عام 1980 (وهو ما يبدو انه التعديل الذى أجرى للسماح بتعديل آخر يسمح بمد فترات الرئاسة الى مدد غير محددة )
ومع تغيير التوجه القومى نشطت وتنامت جماعات أصولية مسلمة وبدأ ظهور حساسية دينية لدى الطرفين حيث جنحت المفاهيم الدينية للتحول إلى مجرد ظواهر خارجية وانتشرت فتاوى وتفسيرات دينية عجيبة يمس بعضها أصحاب الديانات الأخرى، وبدأ ظهورتطرف مقابل على الجهة الأخرى ( الأقباط ) كما ظهرت لديهم مخاوف كانت متوارية من قبل، مخاوف من أن يتم تهديد طموحهم فى لعب دور سياسى وثقافى واعلامى نشط حيث قلقوا على مستقبلهم ومستقبلما يمكن نسميته بالمسيحية السياسية.
اما السبب الرئيس الآخر الذى زاد من سوء الفهم فى الفترة الأخيرة فيتلخص فى الأسلوب الذى ينتهجه الأمن فى معالجة المشكلات التى طرأت بين الطرفين وكانت تتطلب علاجا جزريا حاسما فكثير من الأقباط قد اشتكوا لى المعالجة الأمنية الأخيرة لأزمة " بمها" قائلين تخيلى لو حدث العكس وكان المعتدى هو مسيحى على مسلم أما كانت الحكومة لتتدخل فورا وبالطبع لديهم كل الحق فى طلب تدخل فورى من الجهات الأمنية عند حدوث أى أحداث شغب تطال الأقباط لكننى فقط أرغب فى تذكيرهم بما حدث فى أسيوط فى يوم 8 أكتوبر 1981 حيث منعت قوات الأمن الجماعات الإسلامية من استخدام الساحة الرياضية لصلاة العيد فما كان منهم إلا أن استخدمو ثمانى عربات بيجو (كما يشاع ) محملين بالرشاشات الآلية لغزو مديرية الأمن وقسم ثانى .. لاشك أذن أنه إلى جوار البيروقراطية المعهودة لدينا فهناك الكثير من الاعتبارات التى يلتفت لها الأمن عند معالجته لأى اعتداء من جانب لآخر فالأمن والكنيسة قد يرضون أحيانا بأن يحل المجلس العرفى محل القضاء ( وهو ما يتم اتباعه أيضا فى قضايا الثأر والتصالح بين الأمن والعائلات الكبرى والقبائل فى الصعيد) حتى لا تقع الأغلبية المسلمة فى المنطقة المحيطة للحدث لاستفزاز قد يستغله البعض فتقوم الأغلبية بمهاجمة جميع منازل الأقباط فى المنطقة وهو ما قد يؤدى لنتائج وخيمة ، لاشك أن هذه الأعذار الأمنية لا تنفى أن ما يحدث من تسويات يخلو غالبا من حس العدالة والقصاص ويؤدى فيما بعد لمزيد من الضغائن ولا ينفى أيضا أن الأقباط كأقلية ليسوا مسؤلين من قلق الجهات المسؤلة من أن تستغل تيارات متطرفة جهل وفقر المسلمين فى هذه المناطق لتأليبهم للقيام بالمزيد من العنف ضد الأقباط.
عموما فإن معالجة التوتر النفسى المتوارى فى النفوس يحتاج لأكثر بكثير من مجرد رش الرمل على السطح لمداراة المشكلة وإدعاء أن كل شىء تمام والمصريين مسيحيين ومسلمين مع بعض مية مية.



#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرضوا علينا الرعاية فى لوكارنو.. اسرائيل تحاول لعب دور ثقافى ...
- وائل نور الدين مخرج لبنانى يؤكد: لبنان تعيش حرب أهلية..؟
- ..!!حواران ممنوعان من النشر فى مصر
- شكرا أسامة سرايا .. فقد أوضحت كل شىء بالمختصر المفيد
- ليس مغفلا .. لا ..حزب الله يعرف جيدا كيف يقاتل..!!
- المحبة على الطريقة الأمريكية
- ملفات -حزب الله-
- فيلم -عن العشق والهوى-
- -جماهير السينما- تستحق اللى يحصل لها..!!
- فاتن حمامة ..العفريته التى خرجت من القمقم..!!
- إحنا فين ..؟! وإيران فين..؟! بلا سينما بلا ظواهر..
- هل يفجر مزيدا من المشاعر العدائية ضد العرب..؟
- ..?هل كان بن لادن من أحرق دهب
- أمريكا ووصفة الديمقراطية فى الشرق الأوسط
- لا يلزمك أكثر من شائعة أو عود كبريت..إزاي تعمل فتنة..!!
- أقباط المهجر والمناخ المفتوح..الصراع يبدأ في مصر وينتعش في ا ...
- -موراى- ساحر وهو لا يفعل شيئا!!
- لحظات ما قبل الموت ..عن الإنتحار، المخدرات والوهم !!
- بولانسكي يقلب رواية ديكنز إلى ملحمة يهودية
- الصحف الخاصة تلعن الحكومة وتغازل كفاية والإخوان


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غادة عبد المنعم - تمام يا أفندم .. المسلمين والمسيحين (مية .. مية)..!!