عرضوا علينا الرعاية فى لوكارنو.. اسرائيل تحاول لعب دور ثقافى فى المنطقة؟..

غادة عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 06:06
المحور: مقابلات و حوارات
    

المخرج الأردنى حازم بيطار:
• أوربا بتدلعنا لأننا سينما جديدة..!!
• السينما الأردنية القصيرة تجربة جديدة تدعمها أوربا وينفى تواجدها سادة القرار الثقافى فى الأردن.
• مازال حلم أى مخرج طموح هو الهجرة لأوربا..!!
• حاربونا لأننا لا نخضع لروائهم..!!
• نخاطب أوربا ونحلم بها ونتوجه للمحلية لننطلق للمخيلة الغربية..!!

تعاونية عمان تجربة سينمائية فريدة على الأقل فى الأردن فهى ورشة إنتاج واخراج الأفلام وهى تقوم بذلك من خلال وخلال تعليم السينما، هذه الورشة الوليدة التى بدأت منذ ثلاث أعوام فقط نجحت هذا العام فى تمثيل الأردن بفيلم فى المسابقة الرسمية، لذا كان لابد أن نفهم كيف استطاعوا تحقيق هذا النجاح.

*سألت حازم بيطار مشرف الورشة عن الفيلم ومن شاركوا فى اخراجه، وكيف تكونت فكرته؟
- الفيلم من اخراج عدد من المخرجين فهو نتاج ورشة سينمائية شارك فيها صالح قاسم وهو مخرج سورى وعمار قطينى مخرج أردنى بالإضافة لى ، وهذا الفيلم هو إحدى تجارب ورشة تعاونية عمان والورشة تسعى الورشة لعكس واقع الأدرن من خلال أفلامها لكنها بالطبع رغم ذلك لا تجبر المخرجين على تناول موضوعات محددة ولكن تترك لهم الخيار ، وفى فترة إنتاج هذا الفيلم كان موضوع الإساءة للعمال مطروح بكثافة فى الأردن وكان محل نقاش فى الصحافة المحلية وذلك بعد تحقيقات البى بى سى عن الاساءة للعمالة فى الأردن وتقارير حقوق الانسان، من هنا جاءت فكرة الفيلم
*لكن الفيلم لا يظهر هذه الاساءة ولكن على العكس يبرر لصاحب العمل التخلى عن العامل فهو يقدم العامل كشخص سخيف ومثير للشكوك..
- الفيلم تأثر بالموضوع المثار لكننا رغم ذلك لم نرغب فى تقديم قصة تقليدية حيث الشخصيات أحادية الجانب صاحب العمل الشرير والعامل الطيب.
*أعتقد رغم ذلك أن شخصية بطلك المثير للشبهات لم يتم كتابتها جيدا، ولا أدائها تمثيليا بشكل معبر ؟
- لقد حاولنا بقدر الإمكان تفادى الشكل التقليدى فى تكوين الشخصية، وحاولنا فى نهاية الفيلم خلق تسوية بين الشخصيتين صاحب العمل والعامل، وإن كنت أوافقك أن استعاننا بممثلين هواة قد يؤدى أحيانا لعدم دقة الأداء التمثيلى؟

*كم ورشة أنجزتم حتى الآن ومن هم المشاركين فى ورشكم؟
- هذه هى الورشة رقم 33 وقد ضمت الورش من قبل مخرجين من الأردن ولبنان وسوريا بالإضافة للمخرج عمر الطوخى من مصر.

*ماهى المشكلات التى تواجهكم كمنتجين للفيلم القصير؟
- مشكلات معظم المخرجين المستقلين تتلخص فى انعدام الدعم وهو ما قد يؤدى لضعف التكنيك و التقنية وانخفاض الجودة النهائية للفيلم ، من حيث مستوى التمثيل، وجودة الكاميرات المستخدمة و الصوت والإضاءة. إن توفير مصادر مادية جيدة فى الإنتاج يؤثر بقوة على النتيجة النهائية للفيلم

*تحدث لى سابقا عن تجربتكم فى لوكارنو، ورفضكم القبول بدعوة اسرائيل..
- نعم فقد فوجئنا فى مهرجان لوكارنو السويسرى بأن المهرجان يرسل لنا التذاكر والإقامة على نفقة إسرائيل التى تبعت بتحمل هذه النفقات طبقا لاتفاقية التعاون الثقافى بينها وبين الأردن (جرين هوس) وقد رفضنا هذا العرض من جانبها بشدة وأرسلنا للمهرجان نعترض على ذلك ونعلن تعليق مشاركتنا فى حالة تكفل وزارة الثقافة الإسرائيلية بنفقات الطيران والإقامة ولم نذهب سوى بعد تنحى إسرائيل عن الدعوة .

*لماذا فى تصورك تسعى إسرائيل لمثل هذه الإتفاقات ؟
- إسرائيل تسعى للعب دور ثقافى فى المنطقة على أمل أن يتم تقبلها من جانب المثقفين وهو ما قد يؤدى لدعاية حسنة لها وفى الحقيق يشجعها على لعب هذا الدور وضع المثقفين والفنانين العرب الذين يعانون من الغبن وعدم المساواة .

*ماذا تقصد بالغبن وعدم المساواة ؟
- أقصد أنه فى العديد من الدول العربية يتمتع بعض المثقفين والفنانين ( ليسوا الأفضل فى أغلب الأحوال) بدعم الحكومة والجهات الثقافية الرسمية بينما يمنع منه البعض بلا سبب. المسألة كما نعلم فى النهاية تتوقف على الشللية والتقرب ممن بيدهم الدعم. لذا فالدعم فى أغلبية الدول العربية يحتاج لأن يخضع للمزيد من الشفافية فى اختيار من يوجه لهم ويجب أن يخضع بشكل أقل للإعتبارات السياسية و أن يرتبط الدعم بإبداع المبدع لا بوجهة النظر التى يعكسها .

*و الدعم الدولى؟
نحن فى الأردن والدول العربية التى تشبهنا فى أن تجربتها السينمائية جديدة نسبيا نفتقر للبنية التحتية فى السينما ولذلك فنحن نحيا على دعم الدول الأوربية التى تنظر لتجارب السينما الوليدة فى هذه الدول بحب استطلاع وتمنحها الدعم ( الذى يصل أحيانا لحد الدلع) وفى الحقيقة لقد بدأ دعمنا بمهرجان كليرموفيران فى دورته فى العام الماضى حيث أقام المهرجان لنا عرضا مجانيا فى السوق كما أقامت (قنال بلس) التى ترعى المهرجان عرض لنا حضره عدد من مدراء المهرجانات والذين وجهوا الدعو لنا فيما بعد للمشاركة فى مهرجاناتهم كما أقاموا لنا ورش عمل علمتنا الكثير عن التوزيع ومصادر الإنتاج والإنتاج المشترك ، وهكذا حققنا الكثير من طموحنا بالخروج على الجمهور الدولى الذى قابلنا بحب استطلاع أعتقد انه قد يخفت فى الأعوام القادمة لذا علينا أن نعوض ذلك بالإنغماس فى الخصوصية فهى طريقنا للعالمية..!!

*تسمية السينما المستقلة يختلف عليها الكثيرين فقد نشأت للتعبير عن نوع من السينما المتمرده على قواعد شركات الإنتاج الكبرى فى هوليود، لكن هذه التسمية شائعة فى الكثير من الدول العربية للإشارة للفيلم القصير ، فهل تطلقون على أفلامكم أفلام مستقلة رغم أنكم تتلقون دعما من جهات حكومية وأجنبية؟
- الظروف التى خلقت هذه التسمية والتى تعمل بها أمريكا لا تنطبق علينا ولكن نحن نتفق معها فى العامل المشترك وهو حرية الفكر حيث أنها ولدت فى أمريكا للتأكيد على حرية الفكر بعيدا عن استعباد الشركات الكبرى .. ما يختلف بينا هو أننا نتلقى مثلنا فى ذلك مثل السينما الأوربية المستقلة الدعم من جهات قد تكون رسمية أوحكومية .. وعموما فقد اتفقنا فى الأردن على اعتبار أى دعم غير مشروط هو دعم يؤدى لسينما مستقلة بينما الدعم القادم من الجهات القمعية التى تفرض شروطا معينة على القصة أو التناول أو حتى الأساليب الفنية فلا يؤدى لسينما مستقلة ، هذا فيما يخص الدعم العربى أما الدعم الغربى فهو يأتى من دول ديمقراطية لديها تقاليد فى عدم التدخل فى العمل الفنى المشكلة عند التعامل مع الدعم الغربى هى أن الكثيرين ممن لا يتمكنون من الحصول على الدعم الغربى كثيرا ما يتهمون من يحصلون عليه بالعمالة وعموما فنحن نرفض دائما أى دعم مشكوك فى الجهات التى تقدمه فقد رفضنا من قبل الدعم القادم من تل ابيب طبقا لإتفاقية جرين هوس.

*على ذكر الاتهامات ..هل واجهتم الكثير من الصراعات فى الأردن عندما بدأتم؟
- لقد حاولت أجيال أكبر من الحرس القديم أن تسحب البساط من تحت أرجلنا ومن التجارب المستقلة بشكل عام برفض السينما الرقمية ( الديجيتال التى يتم تصويرها بكاميرا الفيديو) واتهام السينما الديجيتال بأنها ليست سينما.. ولكن مع قبول المهرجانات الكبرى لنا داخل مسابقاتها بدأ على استحياء القبول بنا فى الأردن خاصة بعدما بدأت بعض الأجيال الشابة للدخول لمجال صناع القرار الثقافى ورغم ذلك فمازال الخيار الأول لأى مخرج طموح هو الهجرة لأوربا حيث السقف الأعلى للحريات وتواجد بنية تحتية ووسائل إنتاج وتوافر وسائل تعليمية من معاهد وجامعات ووجود كوادر سينمائية بالإضافة لأن ذلك يحقق تواجد للمبدع قريبا من مصادر التمويل .

* هل تعتقد أنه أصبح من السهل لأى هاو تنفيذ فيلمه وتسويقه؟
- الثورة الرقمية سهلت إنتاج وتوزيع الأفلام وعرضها.. فهناك أساليب الإنتاج الرقمى الديجتال وهى متوفرة وسهلة وهناك التوزيع والمشاركة فى المهرجانات عن طريق الانترنت وكل هذا قد سد جزء كبير من مشكلات إنتاج الفيلم الثقافى القصير وتوزيعه وأصبح من الممكن لأى شخص لديه رغبة فى إنتاج أفلام فنية أن يحقق هذا الحلم خاصة.

#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات