أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عبد المنعم - إحنا فين ..؟! وإيران فين..؟! بلا سينما بلا ظواهر..















المزيد.....

إحنا فين ..؟! وإيران فين..؟! بلا سينما بلا ظواهر..


غادة عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 05:23
المحور: الادب والفن
    


بوسى سمير ببدلة الرقص تصافح حلا بالحجاب الشيك..!!

• الغرب يحب فى السينما الإيرانية ثوريتها وانتقادها للأوضاع الداخلية
• الحكومة الإسلامية فى إيران تدعم السينما التى تنتقدها لأنها تعكس وجها ديمقراطيا للدولة
• صناع السينما فى إيران مصلحون اجتماعيون فى عيون الغرب
• من قال إن فيلماً يضم محجبات هو فيلم ملتزم
• المسألة مسألة تجارة ليست إلتزاماً ولا تديناً..!!
• أن تعكس السينما التخبط القيمى فى المجتمع فهذا طبيعى.. أما أن نعتبرها ظاهرة فهذه سذاجة..!!
• السينما الإيرانية ليست متحفظة .. على العكس دى كلها فضايح..!!

ماذا نريد ؟ إلى أى اتجاه نسير ؟ هذه هى التساؤلات التى من المستحيل أن تجد لها اجابة فى المجتمع المصرى المتخبط على مستوى القيم ، والذى يعأنى من داء الافتعال والادعاء المزمن.. و لأن السينما مثلها مثل بقية الفنون مرآة للمجتمع، فمن الطبيعى فى مجتمع لم يحدد أهدافه ولا أولوياته ويكاد لا يملك قناعات قيمية محددة أن تعكس السينما والفنون التى ينتجها حالة عدم التوازن التى يعيشها ، أو بمعنى آخر أن تضم أفلامه حلا شيحة المحجبة ، إلى جوار دوللى شاهين بالمايوه وبوسى سمير ببدلة الرقص.. كله ماشى .. ومفيش مشكلة.. فلماذا إذن نفتعل المشكلة وندعى أن هناك سينما جادة أو متحفظة أو متدينة فى طريقها للظهور ؟

ما أن صعد تيار الإخوان المسلمين سياسيا ليمثل التيار المعارض الأساسى فى مجلس الشعب حتى طفت فى الصحف المصرية دعاوى لإنتاج سينما نظيفة وملتزمة وسينما محجبات ، وكالعادة فى مجتمعنا الثقافى والفنى المصرى بدأت أقلام العديد من محدودى الثقافة ممن يرغبون فى مغازلة أو محاربة الإخوان المسلمين فى افتعال ظاهرة ليست موجودة أصلا، وبدأ الكلام عن ما أسموه التشبه بالسينما الإيرانية ، وذلك بناء على تصور مغلوط من البعض بأن السينما الإيرانية سينما محجبات وأنها سينما ملتزمة وأنها سينما نظيفة ، واستخدمت كلمة ملتزمة ومتدينة ونظيفة بمعنى أنها لا تضم قبلات ولا مايوهات ولا ملابس مثيرة ترتديها البطلات كما لا تضم أحضاناً ولا مشاهد عرى الى آخر القائمة الطويلة الساذجة إياها ..

سينما إيران تكره الحجاب وتكافح للخروج منه..!!

ما يغيب عن عقول الكثيرين وافكارهم (وذلك اما لضعف فى ثقافتهم وتصديهم لمناقشة قضايا لا يفقهون شيئا عنها أو لترديدهم مقولات أشخاص يتلاعبون بالحقائق لمصالح أيدولوجية معينة) أن سينما إيران ليست سينما محجبات، وهى لا تعترف بالحجاب ولكن تتعامل معه باعتبار وضعاً اجتماعياً سائداً ومفروضاً ولا يمكن الإفلات منه.. وبالتالى فالسينما الإيرانية التى تتخذ فى مجملها موقف المناوئ للأصولية وتسعى للإصلاح الاجتماعى مطالبة بالمزيد من الحقوق للمرأة والإصلاحات داخل المجتمع هى سينما ترفض الحجاب وتناضل للتخلى عنه، كما ترفض اضطرار المرأة للخروج بإذن ولي أمرها أو برفقته، وتنتقد الظلم البين الواقع على المرأة.. ولهذه الأسباب يتحيز لها الغرب ويغرقها بالجوائز فى المهرجانات الغربية.. ولاشك أن السينما الإيرانية سينما ملتزمة بالمعنى الفنى، فهى سينما جيدة الصنع على المستويين الفكرى والتقنى ، وتعبر عن مجتمعها وتناقش قضاياه.. لكن تعلق الغرب بها لا يأتى فى أغلب الأحيان للأسباب الفنية ولكن لما تظهره هذه السينما من غرابة واقع يبدو لا إنسانياً ومتحيزا ضد المرأة بشكل خاص، وهو الموضوع الذى تدور حوله الكثير من الأفلام الإيرانية التى تتخذ من النقد الاجتماعى اتجاها فنيا لها.. هذه الغرابة تشد الغربى المثقف وتؤكد له على ارتفاع مستواه الحضاري فى مواجهة الحضارة الشرقية، كما تدفعه للتعامل مع صناع الأفلام الإيرانيين المنتقدين للأوضاع داخل إيران باعتبارهم إصلاحيين يحتاجون للدعم المالى والمعنوى ليتمكنوا من القيام بمهامهم التنويرية داخل إيران.

ملابس السينمائيات الإيرانيات خارج إيران

والكثير من المخرجين الإيرانيين من أمثال محسن مخملباف وعباس كيروستامى وسميرة مخملباف وغيرهم ينظر لهم الغرب على اعتبارهم دعاة للحرية، ولذا لا تجد النساء منهم غضاضة فى المشاركة فى الاحتفالات الغربية دون أن يرتدين الحجاب، فهن لا ينظرن للحجاب المفروض فى إيران على اعتباره واجباً دينياً ولكن باعتباره مجرد لباس رسمى يشبه "البردة" فى الصعيد أو "الجلباب الأسود" فى ريف بحرى أو "الجرجار" فى النوبة، مجرد لباس قومى يتم استبداله بمجرد الخروج من إيران وارتداء الملابس الغربية العادية أو الحفاظ عليه كلباس له سحره الفولكلورى بينما الشعور منسدلة والبرفانات الشيك تعبق من ملابسهن.. وأذكر هنا مشهدا رأيته فى مدينة كان الفرنسية حيث كانت هناك المخرجة الشابة "سميرة مخملباف" التي تسير على درب والدها محسن مخملباف وتنتقد فى أفلامها المجتمع الإيرانى بقوة.. أذكر سميرة فى مهرجان كان الفرنسى وهى تسير بينما يلحق بها جمع من المصورين الصحفيين وهى متألقة بشعرها الأسود الطويل منسدلا تحت طرحة سوداء لا تخفى منه شيئا مرتدية عباءة سوداء أنيقة والمصورون من كل مكان فى العالم يلتفون حولها منادين سميرة.. سميرة لكى يحظوا بصورة للوجه الإيرانى الشاب الجميل ذي العيون السوداء.. لاشك لدى أن سميرة كانت تدرك سحر الأنوثة المنساب من ملابسها ذات الطابع الشرقى الشعبى فى عيون الأجانب، ولهذا السبب كانت ترتديها وليس باعتبارها لباساً دينياً.

لماذا تدعم الحكومة الإسلامية السينما فى إيران ؟

ربما يندهش البعض من أن سينما هدفها الأول وسمتها الفنية هى النقد الاجتماعى تحظى بكثير من الدعم من الجهات الحكومية الرسمية فى إيران.. فعلى الرغم من أنه أحيانا ما يمنع فيلم ما من العرض فى إيران بسبب نوعية النقد التى يستهدف بها المجتمع ، إلا أن الحكومة تبدو مع ذلك حريصة على تدعيم صناعة السينما وإنشاء العديد من الجهات شبه المستقلة التى تقدم الدعم والمساعدات للمنتجين السينمائيين، وذلك لأن الدولة على اختلاف الحكومات التى تأتى وتذهب فى إيران تدرك بذكاء أن السينما رغم ما تقدمه من نقد حاد للواقع الاجتماعى فى إيران إلا أنها تعكس أيضا وضعاً ديمقراطياً مزدهراً داخلها ، وهى بالتدريج تعرف الغرب بالحضارة الإيرانية المغايرة والتى تضم فى تكوينها الثقافى الكثير من الحسنات إلى جوار الكثير من المشكلات .
مسألة تجارة

لذا يبدو من الغريب أن يدعو البعض لسينما محجبات متذرعين بأن لإيران تجربة مماثلة ناجحة، بينما ما يجعل من سينما إيران سينما ناجحة هو محاولتها الخروج على ما فرض على نساء مجتمعها من حجاب لا العكس .. ويبدو من الغريب أننا لم نلتفت لإلتزام السينما الايرانية تجاه مجتمعها واهتمامها بقضاياه مما جعل منها السينما "ذات الطابع الاجتماعى" الأولى فى العالم ، بينما ركزنا كعادتنا على الشكل مدعين أو متصورين أن الحجاب كوضع اجتماعى فى إيران لم يمثل عقبة أمام هذه السينما للتعبير عن مجتمعها.. فطبيعة الفن السينمائى هى أن يعكس صورة من الحياة اليومية.. وفى حياة المسلمين اليومية يقبل الرجل امرأته ويحتضن أمه ويربت على كتف ابنته التى لا تتحرج فى رفع حجابها أمامه أو أمام باقى محارمها فكيف نصدق أفلاماً تمثل حياة المسلمين بينما لا تصافح فيها المرأة زوجها وتعجز الابنة فيها عن تطبيب والدها خوفا من لمسه.. إن مثل هذه الأفلام ستكون قاصرة عن عكس حياة المسلمين، وأفضل للمسلمين فى هذه الحالة أن يقوم غير المسلمين بتمثيل الأفلام التى تتناول حياتهم طالما أن معتقدات الآخرين الدينية لن تمنعهم من عكس الطبيعة الحقيقية لحياة المسلمين ، ولا داعى للمسلمين ممن يرون أن الإسلام لا يبيح للمسلمة أوللمسلم أن يقوموا بضروريات التمثيل من لمس الرجال للنساء والعكس من التمثيل أصلا .. هذا هو المنطق ولكن لأن المنطق شىء والتجارة شيء آخر .. لذا ومن منطق التجارة لعب منتج فيلم "كامل الأوصاف" على فكرة سينما المحجبات وروج لفيلمه على اعتبار أنه فيلم ملتزم لأن بطلته ستكون الممثلة المحجبة (حلا شيحة) ولأن كاتب السيناريو له (أحمد البيه) قال إنه سيقول رأيه فى المحجبات من خلاله.. فهل يمكننا تصور مدى الاستخفاف بعقولنا حيث يصور لنا المنتج أن فيلمه فيلم ملتزم لا لشيء سوى لأن ممثلة محجبة ستقوم بأحد أدوار البطولة فيه .. ولكن ماذا نقول !.. إنها التجارة هى التى تتكلم هنا لا الالتزام ولا التدين. وإلا فلماذا يتم اختيار ممثلة محجبة للبطولة بينما الحجاب ليس لزاما اجتماعيا فى مصر والتمثيل يتناقض بالضرورة مع الحجاب وهذه الممثلة بالذات لم يعرف عنها أنها عبقرية بينما عدد الممثلات فى مصر من غير المحجبات يسد عين الشمس ويمكن لأيهن أن تكرر تجربة منى زكى أو ياسمين عبد العزيز عندما قمن بأدوار لفتيات محجبات دون أن يصيبهن تشنج عدم القدرة على لمس الرجال، ثم من قال إن فيلما يضم سيدة محجبة أو- ولو بافتراض أن كل النساء به محجبات - سيكون بالضرورة فيلما ملتزما، وأين هى الأفلام الملتزمة فى مصر حيث 90% من أفلامنا ينتج بهدف التسلية البسيطة بعيدا عن أى إدعاء للجودة ، فنحن فى مصر ربما نملك مقومات صناعة سينما ولكننا فى معظم أفلامنا لا نملك أفلاما تستحق عناء المشاهدة.. لدينا ممثلون ،مخرجون، كتاب، مصورون، دون أن نملك أفلاما لها طابع أو سمة خاصة.. ليس لدينا فى معظم أفلامنا نقد اجتماعى ولا أفكار ولا تحليل ولا شىء سوى الضحك والنكات والقفشات.. ثم أن طاقم الفيلم وعلى رأسهم السيناريست والمخرج لم نرى منهم من قبل فيلما يناقش قضايا هامة.. وأتساءل ماذا لو لم يكن هناك مد سياسى دينى حاليا ؟!.. هل كان المنتج سيذكر أى شىء عن الحجاب؟! وهل سيغامر المخرج فى مرة قادمة ويقدم فيلما آخر من بطولة حلا شيحة؟! أم أنها مرة واحدة لإرضاء الجماهير التى ترغب فى معرفة كيف يبدو شكل حلا شيحة فى الحجاب...؟!



#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يفجر مزيدا من المشاعر العدائية ضد العرب..؟
- ..?هل كان بن لادن من أحرق دهب
- أمريكا ووصفة الديمقراطية فى الشرق الأوسط
- لا يلزمك أكثر من شائعة أو عود كبريت..إزاي تعمل فتنة..!!
- أقباط المهجر والمناخ المفتوح..الصراع يبدأ في مصر وينتعش في ا ...
- -موراى- ساحر وهو لا يفعل شيئا!!
- لحظات ما قبل الموت ..عن الإنتحار، المخدرات والوهم !!
- بولانسكي يقلب رواية ديكنز إلى ملحمة يهودية
- الصحف الخاصة تلعن الحكومة وتغازل كفاية والإخوان
- فى مصر..الصحف الخاصة تلعن الحكومة وتغازل كفاية والإخوان.
- بريطانيا قتلت جده وبلير عينه مستشاراً.. طارق رمضان المثير لل ...
- ما رأى فضيلته فى مأساة فلسطين ومحنة العراق..؟!
- أمم تعشق السادية وتستمتع بالكهنوت..!
- سيد قطب ورامسفيلد تخرجا من مدرسة -يهودية- واحدة..


المزيد.....




- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عبد المنعم - إحنا فين ..؟! وإيران فين..؟! بلا سينما بلا ظواهر..