أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - هل هذا هو -الهدف الكامن-؟!














المزيد.....

هل هذا هو -الهدف الكامن-؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1925 - 2007 / 5 / 24 - 13:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


على ما بينهم من خصومة سياسية ونزاع وصراع، حرص كل أطراف الأزمة اللبنانية، والمتأثِّرون، أو المؤثِّرون بها، على أن يَظْهروا متَّفِقين في أمرين: الوقوف إلى جانب الجيش اللبناني، وكأنَّهم يتنافسون في خَطْب ودَّه، وإنهاء ظاهرة "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد، وفي لبنان على وجه العموم.

هذا الاتِّفاق، أو التوافق، شرع يتحوَّل إلى خلاف واختلاف، فبعضٌ من "المتَّفِقين"، وهم بعضٌ من اللبنانيين وكل الفلسطينيين تقريبا، يعترضون، أو أخذوا يعترضون، على "الأسلوب" و"الطريقة" و"الوسيلة"، فالقضاء على جماعة "فتح الإسلام"، التي ثَبُت وتأكَّد أنَّها جسم غريب زُرِع بين اللاجئين الفلسطينيين في مخيم نهر البارد، إنَّما هو ضرورة يُجْمِعون عليها؛ ولكنَّ بعضهم يريد التوصُّل إلى هذا الهدف في طريقة غير تلك التي يَتَّبِعها الجيش اللبناني، والتي تكاد أن تَعْدِل، في نتائجها وعواقبها، مجزرة تُرْتَكب في حق أهل المخيم جميعا.

وأخشى ما أخشاه أن تكون تلك "الطريقة"، وليس "الهدف"، الذي هو إنهاء ظاهرة "فتح الإسلام"، هي "الجوهر" و"الأساس"، في هذا الذي يَحْدُث، وأن يَكْمُن فيها من الأهداف والغايات ما لا يمتُّ بصلة إلى هذا الهدف المُعْلَن الذي يُجْمِعون عليه وهو القضاء على تلك الجماعة.

أخشى ما أخشاه هو أن تكون أحداث مخيم نهر البارد بداية عمل لـ "حل" مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وهم الفئة الأكثر فقرا من اللاجئين الفلسطينيين، بما يُخالِف وينتهك قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الرقم 194.

بطريقة مماثلة، تقريبا، نشأت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين؛ ويبدو أنَّ حلَّها، أو بعضاً من حلِّها، يُراد له أن يتحقَّق بما يشبه، أو يماثل، طريقة نشوئها. ولكم أن تتصوَّروا عواقب "تعميم" التجربة التي بدأت في مخيم نهر البارد، أي تعريض سائر المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى ما تعرَّض، ويتعرَّض، له مخيم نهر البارد.

حلُّ مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بما يُخالِف ويَنْتَهِك، وليس بما يوافِق، ذلك القرار الدولي، ليس ممكنا في الطريقة التي يمكن اتِّباعها، مستقبلا في غير لبنان، فالحكومة اللبنانية لا يمكنها أن تحل مشكلة هؤلاء اللاجئين في طريقة يمكن إظهارها على أنَّها طريقة يُتَرْجَم بها "حق تقرير المصير". لا يمكنها، مثلا، أن تُعْلِن أنَّ على كل لاجئ أن يُقرِّر، في خلال شهر أو شهرين.. ، أن يصبح مواطنا لبنانيا أبديا أو مواطنا فلسطينيا، فالتوازن الداخلي في لبنان لا يحتمل زيادة في نسبة المسلمين، أو السنة، من مواطنيه.

"التجربة"، إنْ عُمِّمَت، فهذا إنَّما يعني أنَّ "الهدف الكامن" هو جَعْل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في وضع مماثِل تقريبا للوضع الذي اضطَّرهم إلى مغادرة وطنهم؛ ولكن إلى أين يغادرون هذه المرَّة؟ إلى حيث تريد لهم "رسالة الضمانات" التي تسلَّمها شارون من بوش أن يغادروا، أي إلى إقليم الدولة الفلسطينية، التي قد تبدأ بدولة ذات حدود مؤقَّتة.

معاناتهم الإنسانية، التي رأيْنا بعضا من ملامحها في مخيم نهر البارد، قد تَحْمِل السلطة (أو الدولة) الفلسطينية على طلب فتح ممر آمن لهم إلى "الأراضي الفلسطينية"، فنرى، عندئذٍ، "حق العودة"، في تعريفه الجديد، وقد شرع يتحوَّل إلى حقيقة واقعة. من قبل، أُكْرِهوا على مغادرة وطنهم؛ أمَّا الآن، أو من الآن وصاعدا، فلا بدَّ من إكراههم على "العودة"؛ ولكن ليس إلى حيث كانوا، وإنَّما إلى حيث يجب أن يكونوا، أي إلى "الدولة الفلسطينية"، فهل بدأوا، في "التجربة"، شمالا (في مخيم نهر البارد) لينهوها جنوبا، ولِيَفْتحوا، بعد ذلك، ذاك "الممر الآمن"؟!

إنَّ "فَتْح"، في "فَتْح الإسلام"، قد تعني فَتْح باب هذا "الحل" على مصراعيه، كما فتحت "غزوتي نيويورك وواشنطن" أبواب الغزو لأفغانستان والعراق على مصاريعها!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -عين الرمانة- إذ انتقلت شمالا!
- -مبادَرة إسرائيلية- أم فخٌّ ل -المبادَرة العربية-؟!
- -ثقافة التميُّز-.. عندنا!
- أهو عام القضاء على القضية الفلسطينية؟!
- غزة.. ملثَّمون في حصان طروادة!
- -العودة-.. حقَّاً وحقائق!
- -صبيانية- ليفني في القاهرة!
- رأيٌ في رأي
- انتخابات أم تذكرة سفر إلى الماضي؟!
- -الحل- و-الاستقالة- خيارٌ ليس بالخيار!
- أوهام التفاؤل وحقائق التشاؤم!
- القانون الثالث لنيوتن.. من الميكانيكا إلى الدياليكتيك
- هذا القيد على حرِّيَّة الصحافة!
- -التناقض التركي- بين الديمقراطية والعلمانية!
- جيش العاطلين عن الزواج.. في الأردن!
- دمشق تُعْلِن -اكتمال التجربة الديمقراطية-!
- أوثانٌ ولكن من أفكار ورجال!
- هل من -فرصة حقيقية- للسلام؟!
- حتى لا يغدو -التطبيع أوَّلا- مطلبا عربيا!
- محادثات لتجديد الفشل كل أسبوعين!


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - هل هذا هو -الهدف الكامن-؟!