أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -مبادَرة إسرائيلية- أم فخٌّ ل -المبادَرة العربية-؟!














المزيد.....

-مبادَرة إسرائيلية- أم فخٌّ ل -المبادَرة العربية-؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 11:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


بيريز وَعَد، وأعلن وأكَّد.. ونحن، مع عمرو موسى، ننتظر، مع أنَّ طول الانتظار هو مَضْيعة لِما بقي من وقت للسلام، أي لِما بقي من عُمْرٍ لـ "الفرصة الحقيقية الواقعية.. الأخيرة" للسلام؛ ونحن، حتى الآن، لم نسمع أنَّ الدول العربية، التي أعلنت، جميعا، وأكَّدت، غير مرَّة، التزامها السلام خيارا استراتيجيا يمكن أن تستمر على قولها بتلك الفرصة بعد انتهاء العام الحالي، وإنْ كنَّا نتوقَّع، بعد وبسبب الضياع المؤكَّد، على ما نعتقد، لتلك الفرصة أن تتوفَّر الدول العربية (جميعا) على تطوير موقفها من "إسرائيل التي أبت أن تغتنم تلك الفرصة" بما يؤسِّس لـ "خطاب سلامي" عربي جديد، تُظْهِر فيه الدول العربية وتؤكِّد الحقيقة المتناقضة الآتية: "فرصة السلام الحقيقية الواقعية.. الأخيرة" انتهت إذ أضاعتها إسرائيل ورفضت اغتنامها؛ ولكن الدول العربية ما زالت على التزامها السلام (مع إسرائيل) خيارا استراتيجيا (لا رجعة عنه وإلا فَقَدَت "استراتيجيته" معناها).

احذروا بيريز، وما وَعَدَنا (أو توعَّدنا) به، ألف مرَّة، فنحن لسنا في حاجة، والسلام أيضا ليس في حاجة، إلى أنْ تردَّ إسرائيل ـ أي حكومة اولمرت ـ بيريتس التي إنْ تجرَّأت وتشجَّعت على أن تختار فلن تختار إلا جولة أو جولات جديدة من الحرب ـ على "المبادرة" بـ "مبادرة"، فـ "مبادرتها"، إنْ خَرَجَت من الظلمة إلى النور، لن تأتي إلا في معنى الـ "لا" لـ "مبادرة السلام العربية"، جوهرا وأساسا ومنطقا.

في "مبادرتها" المتوقَّعة، إذا ما كان لـ "الواقعية السياسية" من مكان في أقوال بيريز التي هي أقرب إلى "زلَّة اللسان" منها إلى القول الواعي والإرادي، ستقول إسرائيل من الـ "لَكِنْ" ما يَجْعَل "نَعَمُها" في معنى الـ "لا". أمَّا "النتيجة" التي تريدها إسرائيل وتسعى إليها فهي "استدراج" جامعة الدول العربية إلى "تفاوض سياسي مباشِر"، بدعوى أنَّ "تضاد المبادرتين" لا ينفي، وإنَّما يؤكِّد، الحاجة إلى هذا التفاوض، توصُّلا إلى "حلٍّ وسط". هذا هو على وجه الدِّقة والتعيين معنى ومنطق "الردِّ على المبادرة بمبادرة".

ما يحتاج إليه السلام، إذا ما كانت إسرائيل تحتاج إلى السلام، إنَّما هو في المقام الأول أن تَعْلِن إسرائيل قبولها لـ "مبادرة السلام العربية" أساسا لتفاوض سياسي مع جامعة الدول العربية، يمكن ويجب، في آخر المطاف، الذي هو ليس "يوم القيامة"، أن يُثْمِر اتِّفاقا يلبِّي، في جوهره وأساسه، شروط ومتطلبات "إعلان نهاية النزاع" كما تضمَّنتها "مبادرة السلام العربية".

وهذا القبول الإسرائيلي، الذي لا تشترطه الدول العربية وإنَّما السلام ذاته، يمكن أن يقترن بـ "ورقة مكتوبة" تشرح فيها إسرائيل وتوضِّح وجهة نظرها في شأن السلام، مبادئ وسُبُلا.
وفي هذه الورقة، يمكن ويجب أن "تستعير" إسرائيل "المنطق" الذي وِفْقه صيغت "مبادرة السلام العربية".. "منطق التنازل المشروط"، أو "إذا الشرطية"، فقد حان للدولة اليهودية أن تقول للعرب والعالم إنَّها "مستعدة لـ .. إذا ما لبَّت الدول العربية الشروط والمطالب الآتية..". الدول العربية، وفي كلام جامع مانع، قالت إنَّها، جميعا، مستعدة لإعلان نهاية النزاع مع إسرائيل، وللسلام وتطبيع العلاقة معها، إذا ما أنهت احتلالها للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية، وسمحت بقيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، وقَبِلَت حلا نهائيا لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، "متَّفَقٌ عليه"، ويتَّفِق، أو يتوافق، مع قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الرقم 194.

وبما يماثِل هذا "المنطق".. "منطق التنازل العربي المشروط"، ينبغي لإسرائيل أن تقول: "هذه هي شروطي لقبول وتلبية الشروط والمطالب العربية تلك". أمَّا أن تستمر على قولها إنَّ في "مبادرة السلام العربية" عناصر إيجابية وأخرى سلبية، ولا بدَّ من الإبقاء على "الإيجابية" وتطويرها، مع تعديل، وتغيير، "المبادرة" بما يؤدِّي إلى إزالة "السلبية"، فهذا إنَّما يعني ويؤكِّد أنَّها تسعى ليس إلى اغتنام "فرصة السلام المتاحة الآن"، وإنَّما إلى اغتنام كل فرصة للقضاء على "فرصة السلام" تلك.

"المبادرة الإسرائيلية" التي وَعَد بها بيريز، بلسانه أو إذ زلَّ لسانه، لا يمكننا فهمها إلا على أنَّها تَعْكِس مَيْلا لدى حكومة اولمرت إلى أن تَنْصُب لـ "المبادرة العربية" شرَّاً، فإسرائيل، في "مبادرتها"، إنَّما تعتزم أن تبادِر إلى أن تَنْصُب فخَّا لـ "مبادرة السلام العربية"، وللساعين إلى "تفعيلها". وهذا "الفخ" سنراه واضحا جليَّا عندما تُعْلِن إسرائيل "مبادرتها"، وتقول، بعد ذلك، مخاطبةً جامعة الدول العربية: تعالوا لنتفاوض، توصُّلا إلى "حلٍّ وسط"، نَرْفَع (أي نُزيل) به التناقض والتضاد بين مبادرتنا ومبادرتكم.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ثقافة التميُّز-.. عندنا!
- أهو عام القضاء على القضية الفلسطينية؟!
- غزة.. ملثَّمون في حصان طروادة!
- -العودة-.. حقَّاً وحقائق!
- -صبيانية- ليفني في القاهرة!
- رأيٌ في رأي
- انتخابات أم تذكرة سفر إلى الماضي؟!
- -الحل- و-الاستقالة- خيارٌ ليس بالخيار!
- أوهام التفاؤل وحقائق التشاؤم!
- القانون الثالث لنيوتن.. من الميكانيكا إلى الدياليكتيك
- هذا القيد على حرِّيَّة الصحافة!
- -التناقض التركي- بين الديمقراطية والعلمانية!
- جيش العاطلين عن الزواج.. في الأردن!
- دمشق تُعْلِن -اكتمال التجربة الديمقراطية-!
- أوثانٌ ولكن من أفكار ورجال!
- هل من -فرصة حقيقية- للسلام؟!
- حتى لا يغدو -التطبيع أوَّلا- مطلبا عربيا!
- محادثات لتجديد الفشل كل أسبوعين!
- -الناخِب الجيِّد-.. هذا هو!
- متى يصبح العرب أهلاً للسلام؟!


المزيد.....




- مصر.. حملة أمنية واسعة لضبط صناع المحتوى -الخادش للحياء-
- فيديو.. لص حاول سرقة هاتف مراسلة في البرازيل
- مظاهرات في تل أبيب بعد فيديو -الرهائن الجوعى-
- 3 أشياء سامة بغرفة نومك.. تخلص منها فورا
- لجنة التحقيق في أحداث السويداء تبدأ عملها وتقدم -تعهدات-
- تعرف على عادتين بسيطتين تحسنان صحتك النفسية
- إعلام أميركي: ماسك أنفق ملايين الدولارات لاستعادة ود ترامب
- فيديو.. انفجارات قرب محطة زابوريجيا النووية
- بركان ثائر يربك حركة الطيران بإقليم تينجارا الأندونيسي
- تصعيد نووي بين أميركا وروسيا.. مناورة أم اقتراب من الهاوية؟ ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -مبادَرة إسرائيلية- أم فخٌّ ل -المبادَرة العربية-؟!