عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 1924 - 2007 / 5 / 23 - 11:54
المحور:
القضية الفلسطينية
ماذا ننتظر من طفل فلسطيني فقد أفراد أسرته في قصف مدفعي أو غارة جوية ؟؟
ماذا ننتظر من طفل يهودي فقد أسرته في انفجار مطعم أو حافلة ؟؟
ماذا ننتظر من براعم تحفظ عن ظهر قلب آيات القتل و أسفار الكراهية ؟؟
ماذا ننتظر غير الحقد و الدمار .....
=========
إن ما أقدم عليه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة خطأ فادح بكل المعايير مهما كانت الذرائع والحجج، تماما كمغامرة حماقة تموز 2006 على لبنان والتي يتحمل فيها البعث اللعين وملالي إيران قسطا من المسؤولية ...
إن من مصلحة إسرائيل قيام دولة فلسطينية آمنة ومزدهرة، و عليها التعجيل بهذا و الدخول في مفاوضات جادة و حقيقية مع المعتدلين والعقلاء من الشعب الفلسطيني ، طبعا لا يمكن الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات مع حمقى و معتوهين، أي مع من يؤمن بتحرير تل أبيب قبل القدس... و بأيلات قبل نابلس.... ومن يدعو لذبح اليهود و رميهم في طبريا و بحر عكا ودفنهم بغور الأردن وصحراء النقب ومن ينتظر الحجر لكي ينطق ليدله على ذبيحة يتقرب بها لله للفوز بمناكح السماء ....
أخطاء الحكومات التي تعاقبت على الدولة العبرية وتعنتها منذ 1948 إلى يومنا هذا هي التي أدت إلى ظهور حماس و غيرها من جيوش الرحمان و كتائب الشهادة و فيالق الموت والظلام ، السلام رهين بأول بخطوة تخطوها الحكومة الإسرائيلية وذلك بالمساعدة على قيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع عاصمتها القدس الشرقية...آنذاك سيتفرغ شركاء السلام للتنمية و البناء وصنع غد أفضل و تربية أجيال قادرة على العطاء و تحويل المنطقة إلى جنان خضراء وفضاء للحرية و الديمقراطية ...آنذاك يمكن لإسرائيل لعب دور ريادي وإشعاعي بالمنطقة كلها و سيقبل أبناء المنطقة على تعلم اللغة العبرية و سيعمل الجميع على الحفاظ على الكيان العبري كتراث و كرافد من روافد الحضارة الإنسانية ، أما لغة العنف فلن تولد إلا المزيد من العنف و العنف المضاد ولن يصنع هذا سوى صنفين من الكائنات المشوهة ، صنف يتخندق في معسكر ينتظر المسيا ليسحق أعدائه و يعيد الملك لإسرائيل و صنف آخر بمعسكر أكثر خطورة و عدوانية ينتظر هو الآخر مهديه المنتظر ليبيد اليهود الأنجاس ويجيش جيوشه لفتح روما و كل حواضر الغرب الكافر....
صنع السلام لن يتأتى كذلك إلا بتدخل جاد لحكومات الدول المجاورة لإسرائيل قصد مراجعة و تغيير المناهج التربوية المعتمدة في المؤسسات التعليمية و التي تدعو علانية إلى نبذ و ذم العقائد الأخرى وفرض طوق المراقبة على عمائم الشر و فقهاء الجهالة والضرب بيد من حديد على كل المحرضين الذين يزرعون بذور الكراهية الحقد بين أوساط شعوبهم ....
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟