عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 1873 - 2007 / 4 / 2 - 12:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حذر الملك السعودي رئيس الجمهورية الإسلامية " أحمدي نجاد " من جدية تهديدات الولايات المتحدة الأمريكية لبلاده وذلك في أعقاب زيارة هذا الأخير للرياض عند مطلع شهر مارس المنصرم.....الملك نصح ضيفه بالتريث و التعقل والحكمة لتجنب كل كارثة من شأنها إلحاق الأذى بالشعب الإيراني وإدخال المنطقة برمتها في دوامة من العنف و عدم الاستقرار، والمثير أنه قد سبق للعاهل السعودي أيام ولايته للعهد أن أخطأ في تخميناته و تقديراته اتجاه الوضع في العراق و استبعد أمام وساءل الإعلام بشدة في مطلع سنة 2003 أي هجوم أمريكي مرتقب على العراق، تصريح الملك عبد الله هذا كان قبل دخول القوات الأمريكية بغداد الرشيد بأسابيع قليلة فقط، فهل نصائح الملك عبد الله الأخوية لنظيره الإيراني تندرج في إطار تخمينات العاهل الخاطئة؟؟ أم أن هذا الأخير مكلف أو كلف نفسه بتبليغ رسالة إلى النظام الإيراني لتلميع أسهمه لدى البيت الأبيض ؟؟ وماذا عن تقارب أمريكي إيراني وشيك لتقاسم المنافع و تطبيع العلاقات بين طهران وواشنطن ...هل سيفاجأ الملك عبد الله بهذا ؟؟ هل يخطر على بال عاهل السعودية شيء من هذا القبيل؟؟ كثير من المحللين و الساسة الأمريكيين يرون أن من الممكن جدا التعامل مع إيران و القبول بها كحليف استراتيجي من الدرجة الممتازة، الإيرانيون يمكنهم تأمين و ضمان المصالح الأمريكية بمنطقة الخليج مقابل تنازلات لصالح طهران ومن بينها وضع ملالي إيران أياديهم على العتبات الشريفة بجنوب العراق للإشراف رسميا على السياحة الدينية التي من شأنها منافسة مواسم الحج و العمرة بالحجاز، و الكثير من صناع القرار بواشنطن يرون الخطر في النظام الوهابي الذي يرعى مشاتل تفريخ الإرهاب و تصديره للخارج و ليس في طهران الشريك الاستراتيجي المرتقب الذي ستأخذ حصتها من النفط، لأن نفط بلاد فارس آخذ بالنضوب و حقها في المياه و في تطوير برنامجها النووي للحصول على الطاقة الكافية لاستعمالها في الأغراض السلمية....و حقها كذلك في بعض الجيوب الترابية بالخليج الفارسي.
كما أن إيران مستعدة لفتح ملفاتها الاستخباراتية للأمريكيين والتعاون الكامل لبتر أذرع أخطبوط القاعدة و تجفيف منابع الإرهاب و التي تعتبر الوهابية بذراعيها الديني و السلطوي من أكبر و أهم روافده ودعاماته على الإطلاق و أكثرها خطرا على مستقبل البشرية وذلك حسب رؤية الكثيرين من صناع القرار بواشنطن والمتتبعين لملف الإرهاب ..كما أن توجيه ضربة عسكرية لإيران لن يخدم بتاتا مصالح الولايات المتحدة الأمريكية بل سيضرها.
جدير بالذكر أن العاهل السعودي كان قد أخطأ في تخميناته أيضا عندما اعتقد بأن حاكم دولة عربومانية كان يخطط لاغتياله رغم أنها مجازفة خطيرة و غير مأمونة العواقب ولن يقدر هذا الحاكم الجبان الأرعن على فعلها و لو أنه كان يتمنى من أعماقه أن تأتي من جهة أخرى.
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟