شريط الجزيرة، و أسرار خطيرة، و معلومات حملها صدام معه إلى قبره

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1783 - 2007 / 1 / 2 - 07:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أعدم صدام شنقا حتى الموت يوم عيد الأضحى الذي تزامن مع أعياد الميلاد بمقر المخابرات العراقية سابقا بحي الأعظمية ببغداد.... وقبل أن يشنق رددت جماعة من الذين أشرفوا أو حضروا مراسم الإعدام شعارات مصبوغة بألوان آل البيت و مبصومة بحبر الصحون الحيدرية و بركات الأئمة الأطهار !!! " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد... وعجل فـَرَجَهُم والـْعَن عدوهم.....". و سب أحد الحاضرين الرئيس السابق المحكوم عليه بالإعدام قائلا "إلى جهنم"...وقد سرب شريط مصحوب بهذه الهتافات الشيعية الخالصة إلى" قناة الجزيرة " التي قالت أنها تمكنت من الحصول على لقطات بالصوت و الصورة لأناس رددوا على مسامع صدام و هو في ثوانيه الأخيرة مقتدى!!....مقتدى !!... مقتدى !!...كما امتنعت الجزيرة على إظهار لقطة سقوط صدام في الحفرة مراعاة لمشاعر المشاهدين، الجزيرة حصلت إذن على الشريط قصد تسريب المعلومة خدمة لجهات معينة وهي تعلم ذلك، لتلطيخ و تشويه سمعة مقتدى الصدر و تياره و التي يراها الكثيرون أنها سمعة ملطخة أصلا بالخسة... و العمالة... و الطاعة العمياء... لملالي "قم" و شياطين الفرس و سليلي المجوس ... « وهي كذلك سمعة ملوثة » سيناريو الشريط يبدو للكثيرين أنه استفزاز صريـــح و تلميــــح فصيـــح لسنة العراق وسنة دول الجوار ولكل من يرى في الشيعة كفرة فجرة تستحل دمائهم و أعراضهم، وكما أفتى بذلك كبير شيوخ بني وهاب قائلا « من شك في كفرهم فهو كافر » ...
إذن... فهو المزيد من السيارات المفخخة بأسواق و أزقة النجف... و كربلاء... و البصرة.. والصدر ...
إذن... فهو المزيد من استباحة الدماء و تمزيق الأشلاء...
إذن... فهو المزيد من تفجير الحسينيات والأضرحة وخيام الأفراح و الأتراح...
إذن... فهو المزيد من تسميم زوار العتبات المقدسة بالماء الممزوج بالسم الزعاف....
و مزيد كذلك من اللطم على الصدر و الخد ..والندب ...و الضرب بالسلاسل على الرؤوس ...إكراما لآل البيت...
و مزيد من البكاء والرثاء ....و الدعاء بالتعجيل لقدوم صاحب الحضرة و سيد الزمان و المكان لنصرة المستضعفين !!
عجل الله فرجه الشريـــــــف.......

*********************
أعدم صدام، ودفنت مع رئيس العراق السابق في قبره أسرارا لا يعلمها إلا هو وصناع القرار بواشنطن ...هناك من يعلم النزر القليل من تفاصيلها و خاصة من كان قريبا و لصيقا بدوائر الرئيس السابق، لكن أن يتفوه بها صدام ليس كمن يتفوه بها "السامرائي".. أو "برزان"..بل هناك من كان يعمل مع صدام في الخفاء و لا يعلم بهم أحد و يعرفون الشيء الكثير، بل أكثر من "برزان" أو من صهري صدام اللذان تم تصفيتهما فور عودتهما من الأردن و حصولهما على وعد بالعفو في حقهما ... كان التعجيل بتغييب رئيس العراق المخلوع أمرا ضروريا و في غاية الأهمية، كما أن القبض عليه و سجنه و إعدامه كان عقابا له على عدم انضباطه و عدم مراعاته لمصالح الولايات المتحدة، وليكون عبرة لكل قائد تسول له نفسه و لو في أحلامه الاقتراب من الخطوط الحمراء التي يرسمها البيت الأبيض ...
ففي فترة حكمه أخفى صدام حسين الكثير من المعلومات عن الأمريكيين و لم يبد تعاملا جديا في أكثر من مناسبة فيما يتعلق بأمور جد حساسة و خدع الإدارة الأمريكية في أكثر من مرة.... يقـــــــــــــــــــــــــــــــــال أنه وعد الأمريكيين على سبيل المثال بالتفكير بجدية بتوطين الآلاف من الفلسطينيين على أرض العراق مباشرة بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، و بدل من أن يتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن إذ به يدير وجهه نحو الكويت ليدخلها في الثاني من آب 1990 الشيء الذي اعتبره الأمريكان صفعة غادرة واستهتارا بسمعة القوة العظمى ومسا خطيرا بمصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية و الحيوية بالخليج ....
كما أن الأمريكيين لم يستسيغوا فشلهم في اختراق دوائر صدام التي كانت تنجح في التمويه و الخداع باحترافية كبيرة ....
ومن الأمور التي أغضبت ساسة أمريكا أيضا أن شركات أمريكية لم تحظ بامتيازات كانت تطمح إليها بالعراق وفشلت في الحصول على عقود للتنقيب واستغلال النفط العراقي....
هناك معلومات و أسرار جد مثيرة سيسقط عنها طابع السرية بعد مرور عقود من الزمن ...كتفاصيل كصفقات السلاح ...والعمولات... و ملف المعارضة العراقية .بالداخل و الخارج و غيرها .....و تصريحات حساسة لمسؤولين أمريكيين عديدين......

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل