أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - عساسي عبدالحميد - ليبيا ....الحداد ثلاثة أيام، حزنا على رحيل صدام














المزيد.....

ليبيا ....الحداد ثلاثة أيام، حزنا على رحيل صدام


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1781 - 2006 / 12 / 31 - 10:35
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


عند بداية الحرب العراقية الإيرانية بعث العقيد "معمر القذافي " برقية إلى الرئيس السابق "صدام حسين" يقول فيها و بالحرف :
«....إن هذه الأرواح التي تزهق و السلاح الذي يدمر من كلا الجانبين يمكن توفيره لتحرير القدس، قبلة المسلمين و عاصمة فلسطين و إن اللذين سقطوا في هذه المعارك بين الأشقاء لن يكون بينهم شهيد، فالقاتل و المقتول في النار...»

فرد صدام حسين المجيد ببرقية مماثلة هذا نصها و بالحرف :
«.... عطفا على رسالتكم و من موقع المسؤولية العربية دما و لحما و عطاء و ضميرا، و من موقع الاقتدار في منازلة العدو إن شاء الله، أقول لكم شهداؤنا في الجنة و أصدقاؤك و من ينتصر لهم في النار ، إن روح الله في العرب... و العزة للعرب... و الرفعة لقيم السماء....»
توقيع : أخوكم في الجنسية صدام حسين رئيس جمهورية العراق

فعلاقات صدام مع القذافي لم تكن طيلة فتراتها بأحسن حال بل كان هناك عداء متبادل و صريح من الطرفين و خاصة بعد انسحاب العراق سنة 1977 من مؤتمر طرابلس عندما كان صدام نائبا للرئيس أحمد " حسن البكر" ثم أعلن انسحابه من جبهة التصدى و الصمود الرافضة لسياسة التطبيع التي كان من ورائها الرئيس المصري الراحل محمد أنوار السادات....
و أثناء الحرب العراقية الإيرانية التي دامت زهاء ثماني سنوات تطورت العلاقة الليبية السورية بشكل ملفت و تدعمت ضد النظام العراقي...الذي و صفه القذافي في أكثر من مناسبة بأقدح و أبشع الأوصاف من عمالة و خيانة و خسة و نذالة .... و قال عن صدام بأنه طاغية يأتمر بأوامر أمريكا عدوة العرب و المسلمين.....و في مناسبة أخرى و بعد خروج العراق من الكويت اتهم القذافي صدام بتواطئه مع الأمريكان في استمرار الحصار المفروض على الشعب العراقي...
بعد مرور هذه السنين تتغير مواقف القذافي بالجملة و بمائة و ثمانين درجة ....

فعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر نسرد ثلاثة أمثلة تظهر هذه الميزة التي يتفرد بها العقيد ألا و هي تغيير المواقف بالجملة وبمائة و ثمانين درجة و التصديق عليها من طرف اللجان الشعبية و المؤتمرات الشعبية فور أن يتفوه بها القائد الليبي ...

1- بعد أن منع الرياضيين الليبيين بقرار فردي من المنافسة القارية و الدولية يكون العقيد قد جنى في حق مواهب رياضية كثيرة حرمها من الاحتكاك عبر المنافسة الدولية كما كان لهذا المنع تأثير كبير على مستوى الرياضة في البلاد بعد هذا القرار ، ها هي الرياضة الليبية تعود للواجهة نزولا عند رغبة " الساعدي القذافي " الابن الشغوف بملاعبة و مداعبة الكرة المستديرة و المعجب بالأسطورة الكروية " دييغو مارادونا ".....

2- بعد أن رصد النظام الليبي ميزانية ضخمة لمشروعه التسلحي النووي رغم أنه كان في بدايته ودون المستوى لافتقاره لفنيين و خبراء أكفاء هاهي الجماهيرية تتخلى عن قرارها بالتوقف عن كل بحث أو نشاط له صلة بالطاقة وعلوم الذرة ...ووصف الإعلام الليبي المحسوب على النظام القرار بالحكيــــــــــــــــــــــــــــم!!!

3- بعد مواقف القذافي من صدام الذي و صفه بعميل أمريكا ها هو العقيد يعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام في البلاد مع تنكيس الأعلام و إلغاء مظاهر الاحتفال بالعيد احتراما لمشاعر ابنته " عائشة القذافي " التي و صفت صدام منذ عدة أشهر بالبطل العربي و شبهته بالمقاوم الشهير "عمر المختار" الذي أعدمته القوات الفاشية الايطالية شنقا حتى الموت بشوارع طرابلس ....فالحداد المعلن بأرض الفاتح جاء إذن مراعاة لعواطف و مشاعر و دموع ابنة العقيد المتعاطفة مع صدام و جدير بالإشارة أنه منذ قرابة ست سنوات و تحت ضغط " عائشة القذافي "و إلحاحها على والدها و بأمر منها أقلعت طائرة ليبية من مطار طرابلس تقل مساعدات إنسانية للشعب العراقي "أدوية و أغطية و حليب للأطفال...." و على متنها ابنة العقيد التي التقت بالرئيس صدام حسين و أبلغته تعاطفها الشخصي و تعاطف الشعب الليبي مع العراق .....

و قد يفاجئنا القذافي مستقبلا بمواقف لا تخطر على بال أحد ....فقد ننهض ذات صباح على خبر تطبيع كامل للعلاقات بين إسرائيل و الجماهيرية و قد يساهم العقيد في إيجاد حل للقضية الفلسطينية بتوطين جزء كبير من فلسطينيي غزة و منحهم الجنسية الليبية ....

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
صحيح أن صدام قد أجرم في حق العراق و شعب العراق، لكن علينا ألا نغفل نقطة في غاية الأهمية و هي أن جزء لا يستهان به من هذه الجرائم يتحملها ملالي و جنرلات إيران بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فلو لم يبدأ صدام الحرب على الخميني لبدأها هذا الأخير، تحت ذرائع شتى، وما أحداث الدجيل و الأنفال و غيرها إلا من تداعيات هذه الحرب التي يتحمل مسؤوليتها الخميني و صدام ......

أنا ضد حكم الإعدام... و قد أحزنني كثيرا موت الرجل، وكان يكفيه أن يقضي ما تبقى من عمره في السجن ... قد يؤاخذني الكثيرون من الذين يرون أن إفلات صدام من حبل المشنقة استهتار بأرواح الضحايا و المتضررين...
لكن أقول أنه كلما اكتسبنا مقدرة على التسامح وكلما طورنا هذه الفضيلة أي عدم مواجهة الشر بالشر ولو في حق الطغاة كلما تهذبت إنسانيتنا و نضجت مشاعرنا و نكون قد قطعنا شوطا أو شوطين لتخليق مجتمعاتنا...



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسكين.... صدام حسين
- على هامش فتح مكة
- الهولوكوست الموعود.... بأرض حيفا و أشدود.
- يهودية بحرينية بمجلس الشورى....وتنديدات بالجملة.....
- الحكم على صدام شنقا حتى الموت
- نبش في الذاكرة اليهودية المغربية – 4-
- الحرب الإستباقية على الإرهاب.....المعلن فيها والمستور
- ومضات من وحي الإيمان
- الجهالة باقية ما دام الصنم الأعظم حيا
- أعياد و عادات في الذاكرة اليهودية المغربية
- الحي اليهودي أو -الملاح- في الذاكرة اليهودية المغربية


المزيد.....




- لندن.. اعتقال 4 إيرانيين من بين 5 للتخطيط لمؤامرة إرهابية مز ...
- المقاومة العلمية.. اختراعا -بصير- و-البريل- لمساعدة المكفوفي ...
- ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!
- مصدر أمني: بعض الأسرى الأوكرانيين يرغبون بالبقاء في روسيا
- آلاف الأسرى يواجهون قتلا بطيئا في سجون الاحتلال الإسرائيلي
- بريطانيا.. اعتقال إيرانيين للاشتباه بتخطيطهم لـ-عمل إرهابي- ...
- -نيويورك تايمز-: إدارة ترامب تقاضي ولاية كولورادو بتهمة عرقل ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة... القلم العراقي ينزف بصمت
- العراق بالمرتبة 155 في مؤشر حرية الصحافة لعام 2025
- ما آليات المنظمات الدولية لإعلان حالة المجاعة في بلد ما؟


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - عساسي عبدالحميد - ليبيا ....الحداد ثلاثة أيام، حزنا على رحيل صدام