©© إعادة التأهيل بالسجون المغربية!! بل أنتم أول من يجب أن يأهل أيها اللصوص©©…..

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1916 - 2007 / 5 / 15 - 11:00
المحور: حقوق الانسان
    

تنظيم حفل ساهر لفائدة نزلاء السجون ببلادنا تخللته أغاني لفنانين مرموقين وفنانات ذائعات الصيت وسكيتشات لفكاهيين هزليين مشهورين يمارسون النكتة لتعرية الفساد والمفسدين !!!

*زيارة وفد عال المستوى لمؤسسة من مؤسسات إعادة التربية من أجل تحسيس النزيل بقيمته كمواطن!!!

*إحياء أعياد رأس السنة بعدد من مؤسسات إعادة التأهيل وتقديم هدايا بالمناسبة للنزلاء !!!

*تنظيم مقابلة في كرة القدم المصغرة بين نزلاء أحد السجون و بين نجوم قدماء آثروا إلا أن يحضروا ليقدموا خدمة إنسانية لفائدة السجين... عفوا النزيل شكرا لهذه اللاتفاتة !!

*عمليات ختان لفائدة أطفال نزيلات السجون تمت بتنسيق مع مؤسسة السجن وفعاليات اجتماعية و خيرية !!!

كل هذا يدخل ضمن استراتيجية الدولة المحكمة من أجل إدماج نزلاء السجون و تأهيلهم التأهيل اللائق بما يكفله لهم القانون من حقوق!!!...

مشاهد و كلمات أصبحت عيوننا و آذاننا تستأنس بها من حين لآخر من المرئي والمسموع و المقروء من إعلامنا.
لا نقول لا ...و من حق السجين على بلده العناية ومن حقه الرعاية ومن حقه تناول الغذاء الجيد والتطبيب والتفريج عن النفس طيلة فترة حبسه ، ومن حقه الدولة العمل على إدماجه في المنظومة المجتمعية كأن يلقن مهنة ويستفيد من تكوين مقبول حتى يتسنى الاعتماد على نفسه عندما يغادر السجن، فيصبح ذالك الإنسان المنتج النافع و المنتفع بدل من مصدر يجلب الأذى والضرر لنفسه ولغيره.
لكن هناك شرائح من مجتمعنا هي بحاجة كذالك إلى من يعيد تأهيلها ومد يد العون لها لإدماجها في المنظومة الوطنية والحياة المجتمعية العادية أليست هي جزءا من الشعب المغربي ؟؟؟...
ولنبدأ بالعاهرات وبنات الهوى اللائي يدفعهن الخصاص و ضيق اليد إلى بيع لحمهن مقابل دريهمات يقتتن بها و يعلن أسرهن المعدمة، أليست هذه الشريحة جديرة بإعادة التأهيل والتكوين وإيجاد لها السبل الكفيلة من أجل توفير و ضمان مصدر رزق كريم ؟؟؟سواء كن بائعات هوى من صنف واحد "دوار الضبابة- دوار كليطو......" أو من صنف خمسة نجوم من مقدمات خدمات عالية لخنازير بني نفطان و بني بعران و بني جهلان. ومسؤولين مغاربة كبار ....

وأطفال الشوارع المحرومون من أبسط الحقوق الإنسانية و الذين أعدادهم في تزايد أليسو هم الآخرون بحاجة إلى التأهيل و الإدماج ؟
و قاصرو مراكش الذين أصبحوا يشد إليهم الرحال من أوروبا نظرا لقربنا منها ونظرا لرخص المعيشة والخدمات الجنسية المقدمة والذين أصبحوا ضحايا الفقر و شبكات جنس الأطفال أليسوا بحاجة للإدماج و التأهيل؟؟؟

كما أن هناك إدماج وإعادة تأهيل من نوع آخر وجب على دولتنا النظر فيه بجدية كبيرة، والعينات والنماذج التي يجب معالجتها وتأهيلها، هي بعض من رموز السلطة والتي عليها أن تتعلم احترام المواطن وتقدير البسطاء ومراعاة مشاعر الفقراء والمعدمين...
بعض عمداء الشرطة ومسؤولين كبار بالدرك الملكي و باشاوات و قياد قليلي الحياء كل شيء يأتيهم بالمجان اللحوم الحمراء... و البيضاء ، السمك بأنواعه.... الخضراوات الفواكه التوابل صناديق المشروبات الغازية الحليب و حتى أكباش عيد الأضحى ** حولي زين ومنظور و عليه الحنا **ناهيك عن التبزنيز و الضربات لكبار ....أليست هذه العينة بحاجة إلى تربية وإعادة تأهيل من نوع خاص؟؟
و رجل السلطة الكبير الهارب وزير الداخلية السابق و الذي شهدت البلاد في عهده كل أنواع المفاسد والمظالم والخروقات والتجاوزات و الدوس على كرامة المواطن وتمريغ أنفه في التراب ، ألا يستحق هو الآخر وكل من كان معه تربية وتأهيلا لكي يعترف بمسؤولياته في الخروقات التي طالت الإنسان المغربي بدل من التنكر و الجحود ؟؟؟ألا يستحق محاكمة عادلة تنقلها التلفزة مباشرة و يحضرها مراسلون أجانب لنقل الخبر والحدث بالصوت و الصورة ؟؟؟ليس تشفيا، بل من أجل إحقاق الحق وجبر خاطر شريحة مهمة من شعبنا نالها ما نالها من حجاج عصره وسفاح زمانه .

ولا ننسى الغالبية العظمى من النواب البرلمانيين الذين ولجوا قبة البرلمان بالأموال، فمن يمتلك المال يستطيع أن يصير نائبا برلمانيا محصنا من عاديات الزمان ولو كان لصا ، أما المواطن البسيط فهما بلغت كفاءته و نزاهته و ثقافته فليس بامكانه ذلك، فالبرلمان أصبح مشروع استثمار ...هؤلاء هم بحاجة كذلك إلى إعادة تأهيل و إعطائهم دروسا في الحياة النيابية و تعريفهم بدور النائب البرلماني والمسؤوليات الملقاة على عاتقه ....

الدولة المغربية تموه وتتقن فن التمويه .....والكثير من فعاليات المجتمع الدولي تخدع و تظن أن المغرب قد قطع أشواطا معتبرة في الديمقراطية و حقوق الإنسان مقارنة بكثير من دول العالم الثالث...وهذا خطأ لأن النظام كما قلنا يحسن فن التمويه، وما مؤسساتنا سوى هياكل شكلية قد تجذب من الخارج وتعطي الانطباع بأن الوضع جيد، أما من الداخل فحدث و لا حرج ...

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل