أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - الشعر ومهمة البحث عن السؤال














المزيد.....

الشعر ومهمة البحث عن السؤال


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 1925 - 2007 / 5 / 24 - 06:30
المحور: الادب والفن
    


اذا ما حاولت اعادة صياغة هذا العنوان بدقة اكبر واثر اعمق ،فاني اميل الى صياغته كسؤال : ما هي خصوصية الشاعر؟ اعتقد ان مهمة الاجابة على هذا السؤال ،ستتضمن ،من ضمن ما ستتضمنه ،تحديد مهمة الشعر (الخدمية) في حركة الثقافة ،بوصفها المسؤول الاول عن مهمة تحفيز وتطوير ادوات الدفع باتجاه الارتقاء بالانسات في مختلف نواحي الحياة ،و(المفهومية والاعتبارية) منها على وجه الخصوص . وبما ان الشعر ـ كأداة تعبير ـ هو الاقرب الى وجدان المتلقي ،بكل مستوياته الثقافية والانفعالية ، فمن باب اولى ان يتولى ـ الشعر ـ مهمة طرح السؤال وعملية تجديده واعادة انتاجه وتنويع زوايا (نظره) . واذا ما تجاوزنا هذه البديهية ـ في فهم الشعر واهله على الاقل ـ فاننا سنجد انفسنا امام مهمة الشعر ،الاكثر مساسا بهيبته وسطوته الخطابية ،والتي تتمحور في النهاية حول مهمة تسويق السؤال ،وتجديد ثيابه ،ليس قبل ان تبلى ،بل قبل ان تألف (ميكانزم) المتلقي طبيعة تركيبة الوانها وبريقها الوهاج ايضا . وهذا يتبعه ـ بالضرورة ـ جهد تنويع السؤال ليشمل اغلب الجوانب التي تقوم عليها عملية الارتقاء المعرفي ـ بجانبه الفلسفي على وجه الخصوص ـ والتقني (الحضاري) في شغل الانسان الابداعي . ولكن ،كيف يبتدع الشعر الاسئلة ؟ وكيف يخاتل بخيالاتها ويداريها لتتسلل الى وعي المتلقي (ميكانزم القبول على مستوى التفكير) ،دون تعريجه بها ـ المتلقي ـ على قائمة المحظورات و (التابوات) الراسخة في اللاوعي الجمعي للمجتمع ،والتي تمثل خط دفاعه القيمي ـ بلغة المجتمع ـ وخط الركود المحافظ واليميني ـ بالمعني الثقافي ـ بلغة الشاعر ؟ بالتأكيد ان لكل منا ـ على الاطلاق ـ حزمة اسئلته المؤجلة او المداراة او المقموعة او (سلة مهملاته الفكرية ) التي تلح بدفع بدفع نفسها الى ساحة المواجهة ـ بحسب درجة وعي وجرأة كل منا ،التركيبية والثقافية ـ للبحث عن اجاباتها او الوصول بها الى منتهاها التقييمي . اذن ،سنسلم بان الاسئلة ،كالصحف الملقاة ،منثورة على قارعة الطريق ..،وهنا يأتي دور الشعر ، للرصد والتشخيص والانشاء والتوصيل بأدوات و(ثياب) طيعة وقابلة للهضم واعادة التمثيل والتشكيل ؛بعيدا عن (الحران) في منتصف ـ ان لم أقل على ضفافها القصيةـ المسافة بين قابلية المنشأ ولوح كتابة المتلقي . واذا ما عدنا الان الى اعادة الصياغة التي اقترحناها لسؤالنا الاول حول خصوصية الشاعر،سيكون بامكاننا تشخيص اولى الخصوصيات بالقدرة على استنهاض السؤال من (مرقده) واعادة انتاجه وتكييفه وايصاله الى المتلقي واعادة انباته في ملكة حراكه ،وانمائه في حقل تفكيره ،واستفزاز وعيه وقابليته على اعادة انتاجه ،تمهيدا لمهمة مواجهته وعملية البحث عن اجابة له . ترى ،اين يقف شعرنا اليوم من هذه المهمة ؟ اعتقد انه مازال يقف على ضفافها مكتفيا بالتلويح لها بالوصف ،وعلى الاكثر، بالتوصيف الخجل لما مقموع من اسئلة ،عند العاجزين عن صياغة الجملة الشعرية .. وهذا برأيي المتواضع ،الجزء غير الضروري من عملية انتاج الشعر ،كابداع خلاق .



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة التوافق وعصا الطاعة الامريكية
- نقابات العمال والعمل السياسي
- ماذا لو انسحبت امريكا من العراق ... ؟
- الذئب الزجاجي
- سيرة جدار
- جبرا ابراهيم جبرا والرواية العراقية
- ازمة المالكي الجوية
- مسرحية-حذاء ملكي
- العلمانية ومهمة بناء المجتمع الحديث
- انجاز جديد مضاف لحكومة المالكي
- مؤسسات المجتمع المدني وبناء العملية الديمقراطية
- منظمة مجاهدي خلق في معادلة التوازن الامريكي – الايراني
- هل نحن على اعتاب حرب باردة جديدة؟
- في سبيل بناء مجتمع مدني
- على حافة الراس
- لبنان في ميزان الهيمنة الاقليمي
- ايران و استراتيجية بوش الجديدة
- ايران وحلم الضيعة العراقية
- مكافآت الصبيان
- لعبة حظ على طاولة الطعام


المزيد.....




- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - الشعر ومهمة البحث عن السؤال