أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - فحولة وعهر مقاتلي ذكرى النكبة














المزيد.....

فحولة وعهر مقاتلي ذكرى النكبة


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 10:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


تشعر وللوهلة الأولي أن كم الصواريخ والقذائف التي أمطرت غزة اليوم بأنك أمام تصدى لمغتصبات الاحتلال التي كانت جاثمة على صدر كل فلسطيني ، وأن عمليات التجنيد والتخزين التي تمارسها فصائلنا الوطنية منذ عام 2000 قد حان وقت رفع الصدأ عنها ، وأن تضطلع بمهامها الوطنية ، حيث أبدعت الأطراف المتنازعة في عمليات الهجوم والتصدي بمعركة الحسم الاستراتيجي والمدارة بعقلية عسكرية تمتلك الرؤية الصائبة للتخطيط والتكتيك العسكري ، وقادة ميدانيين أكفاء يتمتعون بالقدرة على قيادة المجموعات وتوجيهها بدقة لضرب أهدافها ، والتحرك بسرعة في كل الاتجاهات ، حيث استخدم البر والبحر ، والجو في العمليات العسكرية التي يشهدها قطاع غزة ، وتطورت لتشهد مهاجمة المعابر البرية التي تعتبر المتنفس الوحيد لدخول البضائع في ظل الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطيني منذ أكثر من عام.
وبلحظة تفوق من وهمك وتدرك أن ما يدور سوي شطحات شيطانية يقودها فحول العهر لاستعراض أوامر أسيادهم ، وممارسة شبقهم وفحولتهم التي لا تمارس سوى ضد الأخوة والأبناء والوطن معاً ، شطحات شيطانية استعراضية ضد الوطن ، وخنوع خفافيش تختبئ في الظلام عند مواجهة العدو .
عهر مرخص ومعتمد يمارس علانية بلا أدنى حياء أو خجل ، عملاء يمارسوا شطحات باسم الوطن وباسم الشرعية وباسم الكفاح والمقاومة ، وهم أرخص من حذاء طفل يبكي خوفا من رصاصاتهم وقذائفهم ، ومن جيوشهم المجيشه ضد من لا نعلم ، ولا ندرك أي أدمية وإنسانية تلك التي يتمتعوا بها .
منذ عام ونحن نتابع الأحداث الدائرة ما بين الأخوة ، أبناء الدم الواحد ، والوطن الواحد ، والهم الواحد ، ونتساءل هل هم أبناء رحم طاهر؟! هل أبناء شرعيون من صلب هذا الوطن ؟
أكاد أجزم بالقسم الإلهي إنهم أبناء عاق جردوا من انتمائهم وهويتهم ، وأخلاقهم ، أبناء الوطن براء منهم ، لا يتشرف بأنهم من صلبه ، لأنهم حولوه لغانية زانية تمارس العهر فتنجب أمثالهم وأمثال كل من سولت له نفسه بممارسة ما نرى ، وحوش بشرية فقدت إنسانيتها ، حيوانات مفترسة لا تحمل من الجنس البشرى سوي الشكل والهيئة .
في ظل ما يحدث من قتل وتدمير ، وقصف ، وحرب مشتعلة تدور رحاها في غزة هاشم ، لم يعد هناك صوت للعقلاء ، ولا صوت للقادة الحكماء ، أصبح شعبنا لا حول ولا قوة له ، منقسما متشرذماً على ذاته ، متخبطاً في مشاعره لا يميز الخبيث من الطيب ، يلهث خلف من يسكت الأفواه الجائعة ، ويملئ الأمعاء الخاوية ، فتم استغلاله ليتلاعبوا بشبابه وأجياله ، التي يعول عليها لقيادة مستقبلنا ، وقيادة بناء الوطن ، فتحولت هذه الأجيال لجيف تتعفن بالحقد ، عشقت امتصاص الدماء ، وهتك الأعراض ، ومس الكرامة ، ويضع على جبينه شعار الله أكبر ، ولا إله إلا الله ، وفلسطين الوطن ...الخ من شعارات.
وما يزيد من الغرابة أن جميع قوى شعبنا السياسية والمدنية والشعبية تلتزم الصمت على ما يدور ، وهذا قطعا يدلل إنها إما مشاركة بما يحدث أو لها مصلحة بما يحدث ، وإلا بماذا يفسر هذا الصمت ؟
الحكومة والرئاسة يتذرعوا بالحصار وعدم وجود مصادر مالية لدي السلطة لدفع مستحقات الموظفين وإطعام هذا الشعب الذي يعاني الويل ، والجوع ، والفقر ، في الوقت الذي لو تم استغلال ثمن ما أطلق من رصاص وصواريخ وقذائف خلال العام في حرب العهر الفصائلى ، الحزبي ، الجاهلي لكان كفيلا بإخراج شعبنا من جوعه وفقره . وتجاوز هذه الأزمة الاقتصادية التي يمر بها أهلنا في فلسطين.
أصبح الحديث عن النكبة مبتذلاً لا قيمة ولا معني له في ظل الاحتفالات الدموية الخاصة التي نشاهدها بيوم الذكرى ، نشعل شموع اللم والدموع على فراق الأبناء ، والعدو يحتفل بذكري الاستقلال والنصر معا ، الاستقلال التاسع والخمسون ، والنصر بما يراه في غزة ، منتشي بنشوة لم يتذوقها منذ أن جثم على صدر قضيتنا . ولما لا ونحن نحتفي بذكري التشتت والاغتصاب للوطن بمذابح من أجل سلطة واهية يلهث عليها أصحاب الكراسي وعبده السلطة .
وهذه هي البداية مخطأ من يظن أن هذا النهاية ، فلم تدون بعد النهاية لأنها لم تحقق بعد الأهداف المرجوة منها ، والمخطط لها ، ألا وهي إفراغ الوطن من الشرفاء والمناضلين والمخلصين ، وإضعاف الانتماء الوطني لدى شعبنا وهو ما تجسد في رفض دعوة التبرع بالدماء للجرحى ، وإذكاء روح الهجرة المعاكسة إلى الخارج ، وهي نفس أهداف الاحتلال الأمريكي للعراق ، ومن ثم إسقاط عدالة القضية الفلسطينية والتفاف الشعوب حولها ، ودعمها ، وهذا ما تحقق بفعل ما يدور في غزة .
ومع كل الألم والمأساة لازلنا نسمع من يبارك ومن يشد على أيدي القتلة ، ومن يمنحهم الفتوى والشرعية بممارسة ما يمارسوه ، ما ينم عن جاهلية حزبية مقيتة حولتنا لأصنام اشد عنادا من عناد جاهلية القرون الوسطي ، ووحشية يتعلم من فنونها هولاكو .
واهم ... من يعتقد أن هذه هي النهاية ، لأن ما بني على باطل فهو باطل ، وما يدور الأن نزاع وراثي يحاول الوريث نيل ما ورثه من استوزار وسلطة من الوريث الذي يتثبت بعرشه وكنوزه .
فلفلسطين العزاء ... ولشعبها الرحمة على روحه الطاهر .. وعظم الله أجركم وأجرنا بالوطن ، وبالشرف ، وبالكرامة ... وعظم الله أجر اللاجئين بالعودة .



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزيران وخريف فلسطين
- قضايا الأمة من الأولويات إلى الثانويات
- الجدار العراقي إنعكاس منتظم للجدار الفلسطيني
- المواطن العربي وغلاء ألسعار
- الاسرة والتنشئة الاجتماعية
- عولمة الأحزاب المنتصرة سياسيا
- مقابلة لصحيفة المستقلة اليمنية
- القمة العربية رحم لا يلد
- نحمل المنجل
- للفساد آباء فى كل مكان
- على اي ذكري نتباكي
- آه يا مخيمي احبك
- اضرب الفخار يبان عيبه
- فلسطين ..حنين الغربة والسجن .. وغربة الروح
- حكومة توافق وليست حكومة ثوابت ..
- من رحم التفاهه يولد التافهون
- شعب واحد موحد أهم من حكومة وحدة وطنية
- الجبهه الشعبية على مقصلة القتله
- اختطاف الامريكيات الثلاث التوقيت الغاية الهدف
- الشراكة الوطنية وممثلي الكومبرس


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - فحولة وعهر مقاتلي ذكرى النكبة