أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشاهري - المحارب الاخير














المزيد.....

المحارب الاخير


كاظم الشاهري

الحوار المتمدن-العدد: 1915 - 2007 / 5 / 14 - 05:56
المحور: الادب والفن
    



النص الذي اشترك فيه الكاتب
في السنوية الاولى التي اقيمت في الناصرية
لرحيل الشاعر كمال سبتي

في البدء لابد من اضع راية حمراء . ولايهم اذا كانت صغيرة بحجم قلب طفل او كبيرة مثل قلب الجبل .
هذه الراية هي راية كمال بامتياز .
لانه كان محاربا على الدوام .
ولانه من المحاربين الذين يجيدون فن الحرب فلم يكن يبدأ القتال الا والراية تتقدمه . وعلى عمامته ريشة اهداها له محارب سومري من اهوار الجبايش كان قد استلها من طيور الخضيري كانت لامعة ولها بريق خلاب وكانت تدل التائهين في ليل البلاد .
كان محاربا فذا وكان طويلا مثل ( بهو الناصرية ) ومتراصا مثل ( قلعة الحاج سكر ) وكان صوته مدويا كما لو انه فاخته في صخب البساتين يصل صوتها القاصي والداني ( ياكوكتي ) .
كان كمال شاعرا محاربا وانسانا محاربا وعاشقا محاربا وصديقا محاربا واخا محاربا .
كان كمال من اول نقطة في محيط الدائرة وحتى اولها كان يجد نفسه في مكان وزمان مكلف بدفع العجلة الى الامام .
وفي كل المحطات التي كان يقف فيها كان يرى اما العجلة معطلة او انها تدور الى الخلف .

كان كمال في المقهى او في البيت او في النادي او في السيارة او في الشارع كان يحارب بلا هوادة عن الشعر وعن الحب وعن البلاد التي اكلها الدود .
واذا لم تصدقوا راجعوا مقالات كمال منذ في المهب وحتى اخرها في جرائد الدنيا الواسعة .
وسوف تكتشفوا ان كمال كان محاربا جوالا وكانت تسبقه رايته وكانت على عمته الريشة التي اهداها له مواطنه السومري من اهوار الجبايش .
كان يحارب على جبهة الشعر من اجل اثبات الجديد فيه واثبات ان العراقيين اول الاقوام العربية من ابي تمام وحتى السياب كانوا الرواد .
وكان يقول السياب ابي وله فروض الحب والشعر والجديد .

كان كمال محاربا لانه يحب الجديد والتجديد وكل ما يدفع العجلة الى الامام .
وكان محاربا قويا ولايقر له قرار في محاربة الذين يحاولون شد العجلة الى الخلف .
وكان كمال ايتها السيدات وايها السادة كان ( دون جوان ) فلقد عشقته المصرية والمغربية والشامية والعراقية ولا زلن يذرفن دموع الورد على فراقه ومن سوء الحظ او من حسنه اعرف قسما منهن .
وكان في الحب وفي النساء يرفع راية المحارب ايضا لانه كان ضد التحجب وضد الذين يقفون امام حرية المرأة وضد المرأة التي تقبل ان تكون واحدة من اربع لرجل واحد .
كان كمال من طراز المحاربين الفرسان
وقع على بيان لاللحرب ولاللدكتاتورية ووقف مع المئات من اجل ايقافها ليس حبا بالدكتاتور ولكن من اجل ايقاف حرب لايجيدها فرسان .
ولكن الحرب وقعت ودخلت الجيوش الى العراق .
عند ذاك كان لكمال موقف اخر .
واطلق سؤالا محاربا ماذا افعل ؟
لانه ضد المقاومة التي تريد اقامة نظام طلبان في العراق .
وضد احتلال بلد بقوة الجيوش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فاختار العراق الجديد وحارب من اجله ايضا وكان يفخر ان زوج اخته من الفلوجة .
وكان كمال في أي صولة يمنى بخسارة ........... خسارة الديمقراطية وخسارة الشعر وخسارة الناصرية وخسارة الحبوبي وخسارة الاصدقاء والاخوان.

ومثل أي محارب قدير اختار كمال موته وحيدا واختار موته في وقت كثر فيه الفرسان المزيفين فرسان المطاعم والجوائز والدعوات والفنادق وفرسان سيوف الخشب واحصنة الخشب وقصائد الخشب في هذا الوقت بالذات اسدل كمال ستائر شقته واغلق بابها وجلس على كرسيه الدوار بين التلفزيون والكمبيوتر واسلم القصيدة الاخيرة ووصية المحارب الاخيرة .
والان ونحنن نتذكره في رحيله الاول ماذا تظنون ؟
انني اتخيله في قصره المنيف في الجنة واتخيل تعب ملائكة الرحمن حينما يمرون امام شبابيك قصره لانه حتما سوف يعترض على قوانينها .
واتخيله ايضا يحارب ايضا من هناك من قصره المنيف في الجنة يحارب السابقين والاولين .
يذهب الى قصر ( علي ) ويقول له امي ( علوية ) ويذهب الى قصر ( الصديق ) ويقول انا خزاعي .
ثم يتوسط قصري عمر وعثمان ويقدم عريضة الحبوبي الى سدن الخلفاء .
وقبل ان يعود الى قصره المنيف يمر على نهر الخمر ( ويغرف طاسة ) كبيرة .
يشرب خمرته ويصطاد طيرا يشويه ويأكله ومن ثم يجمع عضامه ويقذفها من الشباك فتعود العظام بقدر قادر قدير طيرا بريشه ولحمه................

[email protected]



#كاظم_الشاهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامام الحسين لايحب كرة القدم
- انت ايراني
- وصية السيد مقتدى الصدر
- كُباية ليمون
- قد يصغي بوش
- بوش الصدر
- نص
- الله يؤسس حزبا
- ازرق ازرق
- مظاهرات
- وردة الله
- ليش علاوي
- ورثة الله
- ابو عرب
- هنا البصرة
- اغتيال كوثر
- عربائيل
- شهيد اخر يموت عطشانا
- حدث هذا في مخيم الارطاوية
- مصائب المهدي - بمناسبة تغيير اسم شارع ابو نؤاس الى شارع المه ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشاهري - المحارب الاخير