أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كاظم الشاهري - حدث هذا في مخيم الارطاوية














المزيد.....

حدث هذا في مخيم الارطاوية


كاظم الشاهري

الحوار المتمدن-العدد: 517 - 2003 / 6 / 13 - 06:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

اعتذر لكم لاني لم اتذكر اسمه الان وقد تشفعون  لي انني اعرف عمه () وعشت لفترة معه في خيمة متجاورة . وكان ذلك بعد فتح الاقفاص .
وهو شاعر ومناضل وكان يترجم لنا الكثير من النصوص الابداعية المدونة باللغة الانكليزية . كان يترجمها الى لغتنا العربية وكنا نقرأ قصائد وقصص لكتاب كنا نسمع بهم اكثر مما نقرأ لهم .
واذا لم تخني الذاكرة فان اسم ابن اخيه  ( عباس الصدر ) وكان يشاع انه ابن اخت  السيد الصدر .
كان مخيم الارطاوية اكثر من عشرين قفصا وفي كل قفص يقطن المئات ولايحق لهم الاختلاط بالاقفاص الاخرى .فلكل قفص حراس وابراج وباب مغلق .
هكذا قضينا سنتنا  الاولى في الارطاوية.
 وكان في قفصنا خيمة يقوم عليها خدام ويحرسها اشداء   ولايصل اليها من شاء وقد  نذروا وقتهم لهذه المهمة . وقبلهم يقف اشخاص يقولون انهم يتلذذون بالروائح الزكية المنبعثة من خيمة السيد . روائح يصفها مستنشقوها بانها قادمة من الجنة . وهي روائح لاتوصف لطيبها وعبقها وهي روائح لايعرفها اهل الدنيا وكان يغمى على البعض منهم تحت تأثير تلك الروائح الزكية .
وكانت تذهب ( القصع )  يحملها خدامه مليئة بالرز يكللها اكوام اللحم وافخاذ الدجاج ويتبعهم حاملي المرق والخبز الطري وما توفر من فاكهة . وكان بعد ان يتم ملك الخيمة المقدسة وليمته تعود فضائلة لمن لم يشبع والواقع كان هناك الكثير الذين لايبحثون عن ملئ بطونهم بقدر التزود بلقمة خلفها  ( السيد ) لهم فيها بركة  في الدنيا وشفاعة  في الاخرة  وكانت تلك الحالة تسبب حرجا لخدامه  لكثرة مريديه وتزاحمهم على مابقي من قصعه   ولذلك اقترحوا تقسيم ( القفص ) الى اثني عشر وحدة  لكل  وحدة  يوم لها فيها البركات  وكانوا يقولون هذا امر السيد وانه قسم قفصكم الى اثني عشر  وحدة  على عدد الائمة المعصومين .
ورغم ان القفص يضم اقل من خمسمئة عراقي مشرد فان مشاهدة السيد وجها لوجه في غاية الصعوبة لان حراسه كانوا يحرصون عليه اشد الحرص
وكانوا يخافون انتهاك دكته المقدسة . ولتلك الدكة قصة مختلفة .
كانت المياه تصلنا في مخيم الارطاوية بشكل ما يقل عن الطلب فكنا نحرص عليه ونقننه . نعزل مياه الشرب والباقي نترك لكل شخص نصف ( جلكان ) للاستحمام واحيانا تقل دون ذلك وكانت قضية المياه واللاستحمام واحدة من مشاكلنا العويصة في مخيم الارطاوية وكان السيد بخيمته المحروسة بجنده يستحم كل يوم عصرا .
ولقد واجهنا في القفص مشكلة مع اننا قسمناه الى اثني عشر وحدة ولكل وحدة يوما يتبركون فيها بما بقي من من زوائد السيد من طعام . فان المشكلة كانت في تقسيم الماء الذي يستحم به  والذي يلامس جسده الطاهر فالكل كان يريد ان يتبرك به وحتى التقسيم الاثني عشري للقفص لم ينفع في ذلك .
ان شحة الماء الوسخ الذي كان يستحم به السيد لم تكن كافية لتوزيعها على خمسمئئة مشرد عراقي يضمهم قفص واحد . ومن اجل حل تلك المشكلة اذاع انصار السيد : ان السيد قال خذوا قبضة يد من مائي الذي استحم به واقضفوه على وجوهكم او صبوه فوق رؤسكم او اخلطوه بمائكم واشربوه .
واقترح البعض ان يستحم السيد مرتين في اليوم بدلا من واحدة من اجل ان يكثر بركاته فرفض السيد وقال واحدة في الصيف وكل جمعة في الشتاء واذعن  القفص .
مر عام وحالنا  في القفص هكذا وبعدها فتحوا الاقفاص  على بعضها من اجل نقلنا الى مخيم رفحاء دخل عمه   وكان يبحث عن ابن اخيه ولم يكن احدا يتخيل ان ابن خيه سيد القفص المبجل . دلوه عليه واقتاده مثلما يقود اي واحد في القفص ( زعطوطا ) خلفه .........



#كاظم_الشاهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصائب المهدي - بمناسبة تغيير اسم شارع ابو نؤاس الى شارع المه ...
- اختيار ملكة جمال العراق
- الصحاف
- ريش العمائم
- هلهولة للتحرير الصامد .....الى نوري ابو رغيف ....من اجل ( جل ...
- سعدية سمينة جدا - انتهى العهد القديم ليبدأ القديم الجديد بال ...
- عراقيون وقبور جماعية وعرب
- اجنحة الدكتاتور
- في حضرة السائد الشمالي
- ما قبل الاخيرة
- بعد اعوام طويلة
- الرؤساء والحرب
- رسائل الربيع للطائر الى بغداد
- ظهور عطشة
- الذي رسم جنة الله
- مخلوقات شرقية ، مجموعة القاص رياض كاظم تحصل على الجائزة الثا ...
- الزعيم في القمر
- دجاج الملك حسين وموز محمد سياد بري وخرفان الملك فهد
- القطة والثلاجة
- اوجه التشابه بين خضير طاهر ولطيف نصيف جاسم


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كاظم الشاهري - حدث هذا في مخيم الارطاوية