أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كاظم الشاهري - ما قبل الاخيرة














المزيد.....

ما قبل الاخيرة


كاظم الشاهري

الحوار المتمدن-العدد: 466 - 2003 / 4 / 23 - 09:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


الحرب في استراحة الان . لانستطيع ان نقول انها انتهت . لان تاريخ الحرب في بلادنا  يثبت انها لاتنتهي وانما تاخذ راحة لاسترجاع الانفاس . وبعدها تنهض من جديد .
كل حرب في بلادنا ليست الحرب الاخيرة . ولاادري من الذي سبقني باطلاق صفة الحرب السابقة  في بلادنا على تسميتها الحرب ماقبل الاخيرة .
الحرب بين صدام والجيوش العابرة للبحار انتهت بنصر مؤكد للجيوش وصدام ربما الان جثة متفسخة تحت الانقاض او هاربا مثل لص مطارد .
كل الحروب نحن وقودها وحطب تنورها وبصفتنا حطبا منذ ان ابتدأت اول حرب  وحتى الحرب ماقبل الاخيرة يشعل بنا المتحاربون اوار حروبهم يبقى منا دائما وافرا كافيا يتم الاحتفاظ به وتنميته للحرب القادمة .
نحن امة تقع عليها الحرب ولاتذهب لتحارب  . لانعرف ان ناخذ جيوشنا ونحارب امة اخرى وحتى لوفعلنا ذلك فاننا ننهار في منتصف الطريق ونضيع وتضيع جيوشنا وتبقى فينا بقية تحيل كل الذي حدث اما الى  الخيانة واما الى القدر وفي غالب الاحيان تحول الهزيمة والمهزلة الى انتصار عظيم ولدينا السنة طويلة وجباه لاتعرق انتجت لنا اكبر ديوان حماسة بين الامم .
دائما ياتي المتحاربون الى ديارنا ويقيمون حربهم . يتركون اطفالهم ونساءهم  وبيوتهم وبساتينهم وحيوانتهم وحاراتهم وشوارعهم يتركونها في حل وامان لايمسها ضرر ولايصيبها مكروه . وما ان تنتهي الحرب ويتبين الغالب من المغلوب . ترانا بعدها نركض مذعورين باكيين نفتش عن اطفالنا الذين ضاعوا ورجالنا الذين فقدوا وبيوتنا التي هدمت وبساتيننا التي احرقت ونتوسل بالغالب عن لقمة عيش وجرة ماء وزيت وقود .
بدأت مأساتنا تلك مع اول عمامة حجازية وسيف يماني اهتزتا في ارضنا السواد . ونادى مناديهم . ليكن هذا السواد بستان حروبنا .
 خلف الامام علي ( ع) مدينته وراءه وجاء الى الكوفة بسيفه الفقار وتبعه اعداؤه من مدنهم البعيدة وتحاربوا في ديارنا اعوام واعوام وبعده جاء ابنه الحسين ( ع ) الى مدينة ( قرب الاله ) وجاءت الجيوش من المدن البعيدة وقاتلته . وكانت تلك الجيوش على قدر كبير من القسوة وقتلته واهل بيته بتلك الطريقة الماساوية المؤلمة . حينما انتهت تلك الحرب لم نصدق ان رجلا واهل بيته قتل في ديارنا بتلك الطريقة المفرطة القسوة فهرعنا اليه حفاة نركض ونبكي  ونلطم الصدور والى هذا اليوم نعيد تلك ( الركضة ) ونتواصل مع تلك المأساة روحيا بايذاء الجسد وسورنا قببه واهل بيته بالذهب وغرس الحزن فينا نبتته التي نواصل ارواءها بالدمع جيلا بعد جيل .
ولم ينقطع المتحاربون في ديارنا حقبة بعد حقبة وجيل بعد جيل . وهكذا ونتيجة لكل ذلك امتدت الى ثيماتنا النفسية العميقة افكارا اصبحت جزء من جيناتنا الوراثية وتقاليدنا الاصيلة ان في هذا البلد غالبا ومغلوب . الغالب يطاع وله مايشاء والمغلوب يذل ويفنى ويشرد وليس له حق . الغالب هو الواحد الاوحد . نتزيا بزيه ونردد صوته . نحب مايحب ونكره مايكره وهو الحقيقة ودونه الهباء . وهو الاصح دوما ونحن الخطأ . ويبقى فينا هذا الاوحد حتى تأتي حرب اخرى  تقتلعة وتنصب واحدا احد بدله لننشد له من جديد ونعظمه . نعلم اطفالنا التسبيح باسمه ونلعن ماعداه .
هكذا نحن .  بالامس حين انتصرت طلقة المارينز طلب السيد امجد هادي ان يموت سعدي يوسف . لاننا لانحتمل اكثر من واحد .

 



#كاظم_الشاهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد اعوام طويلة
- الرؤساء والحرب
- رسائل الربيع للطائر الى بغداد
- ظهور عطشة
- الذي رسم جنة الله
- مخلوقات شرقية ، مجموعة القاص رياض كاظم تحصل على الجائزة الثا ...
- الزعيم في القمر
- دجاج الملك حسين وموز محمد سياد بري وخرفان الملك فهد
- القطة والثلاجة
- اوجه التشابه بين خضير طاهر ولطيف نصيف جاسم
- رؤوس تبحث عن اجساد ورائحة لاتغادر
- الشتاء مجازا
- الحوار المتمدن بعد عام على ميلاده
- ايــن الاعتــذار ؟
- العباية
- مدفع كاظم الريسان
- الرجل الاذاعة
- الرجل الاذاعة
- تلاميذ زاير ربــد
- الافراج عن قلم الحاج داحــس الشــاهر


المزيد.....




- تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا ...
- تركيا تعلن دعمها ترشيح مارك روته لمنصب أمين عام حلف الناتو
- محاكمة ضابط الماني سابق بتهمة التجسس لصالح روسيا
- عاصفة مطرية وغبارية تصل إلى سوريا وتسجيل أضرار في دمشق (صور) ...
- مصر.. الحكم على مرتضى منصور
- بلينكن: أمام -حماس- اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل وآمل أن ت ...
- جامعة كاليفورنيا تستدعي الشرطة لمنع الصدام بين معارضين للحرب ...
- كيف يستخدم القراصنة وجهك لارتكاب عمليات احتيال؟
- مظاهرة في مدريد تطالب رئيس الحكومة بالبقاء في منصبه
- الولايات المتحدة الأميركية.. احتجاجات تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كاظم الشاهري - ما قبل الاخيرة