كاظم الشاهري
الحوار المتمدن-العدد: 301 - 2002 / 11 / 8 - 01:36
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
في الثاني من اذار عام 1991 حرر الناس مديرية الامن . وهناك عثرت على قلم جدي داحس الشاهر .
وجدته مع مرفقات اضبارة تحمل اسم زاجي عليان . وكان محفوظا في كيس من البلاستيك مع مسبحة سوداء طويلة ( 101 ) وتربة سجود واوراق مسودة بالقلم ذاته ، بقصائد ومراثي حسينية .
وبحثت في اروقة الامن علني اجد زاجي عليان حيا فلم اعثر عليه ولم يره ايضا الذين حرروا السجناء ايضا .
القلم
عرفت هذا القلم ( منذ ان وعيت على الدنيا ) .
كان جدي يرحمه الله يستخدمه مرة او مرتين في الشهر . يكتب به رسالة الى ( عمي عودة ) الذي كان جنديا في جبال البلاد .
’تحضِرَه جدتي من ( الكنتور ) وتقدمه الى جدي .
يجلس على ( التخت ) ويخط رسالته بحروف كبيرة وفي النهاية يبلّ رأس القلم بطرف لسانه ويوقع .
بعد ذلك يعيد القلم الى جدتي ، فتضعه في الكيس الورقي الاسمر ومعه ( موسى الحلاقة ) الذي كان جدي يستجدمة مبراة للقلم .
ومرة شاهدت جدي يبري القلم بخنجره لان ( الموس ) كان ( بايّد ) .
كانت جدتي تحرص اشد الحرص على القلم وكانت تخبأه في الرف العلوي من ( الكنتور ) اسفل صرة الملابس وكانت تقول هذا ( قلم قوبيّة ) .
وكانت عندما يطلب ( واحد ) من بيوت القرية القلم من اجل كتابة رسالة او مستند ، تأخذه هي بيدها الى ذلك البيت وتنتظر ريثما ينتهون وتأخذه منهم وتعيده الى مكانه في ( الكنتور ) .
وكانت تطلب من مستخدم القلم ان لايضغط بقوة على ( السلباية ) لانها ترى في ذلك طريقة تقصرمن عمر القلم .
مات جدي يرحمه الله وتوزع ميراثه بين بنية وبناته .
بستانه ومواشيه ، خنجرة وبندقيته ( فالته ) وشباك صيده عقاله وكوفيته ( الصاية ) عباءته ودلال قهوته ومضيفه وبقي القلم في مكانه في رف ( الكنتور ) العلوي تحت صرة الملابس .
في العاشر من محرم في يوم عاشوراء وهبت جدتي القلم الى زاجي عليان صاحب المراثي الحسينية يكتب به مراثيه ويترحم على جدي .
#كاظم_الشاهري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟