أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كاظم الشاهري - ام تكليف توجه نداءا















المزيد.....

ام تكليف توجه نداءا


كاظم الشاهري

الحوار المتمدن-العدد: 292 - 2002 / 10 / 30 - 03:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                  

لم تكن في الواقع هذه كنيتها الحقيقية كما انه ليس اسما للشهرة.

كانت سيدة جنوبية في العقد الرابع من عمرها كما يبدو لي ، تلف رأسها ب (شيلة) سوداء وتزنر وسطها بعباءة سوداء ايضا . نفنوفها اسود ايضا . كان ساقاها بيضاوان وكانت تركض حافية . لم تكن في وسط الحشد وليس في مقدمته او مؤخرته .

كانت تنتقل بين الفينة والاخرى الى يسار الحشد او الى يمينه . وكانت تحمل معها (دشداشة) بيضاء تلوح بها عاليا كأنها علما وكانت ( الدشداشة) ملطخة بدماء كثيفة على نحو مفجع .

وانا الذي اعطيتها هذا الاسم  ( ام تكليف ) واذا لم يعجبكم بامكانكم استبداله باسم اخر او البحث عن اسمها الحقيقي .

كانت لم تزل بعد سحب الدخان القادمة من حقول نفط الكويت المحترقة تحوم فوق اجمات النخيل وغابات القصب والبردي . وكان دوي الانفجارات يأتي متواصلا من مستودعات ومخازن الاسلحة في الخميسية القريبة من تل اللحم ، جنود التحالف يفجرون ماتبقى من اسلحة واعتدة في تلك المخازن .

وكان جنود حفاة تخلوا عن بساطيلهم قادمون هربا من جبهات الكويت وحفر الباطن يتنازلون عن ماتبقى لهم من اسلحة خفيفة وعتاد مع اهل القرى لقاء ضيافة وترحيب او ثمنا يكفيهم لدفعه اجرة لسائقي ( اللوريات ) توصلهم الى اهاليهم في المدن الاخرى .

نهر الفرات مستمرا في جريانه تحت جسر ( العكيكة ) المكسور من قصف طائرات التحالف واحفاد الحاج ذخر ـ رحمه الله ـ علقوا اخر صورة لصدام في رقبة الجرو ( طوقان ) وطوقان لم يعد جروا في تلك الاثناء ، جننته الصورة المعلقة في رقبته . كان يحاول التخلص منها بكل الطرق . كان حينما يجري تقع تحت قوائمه فينقلب جانبا او على رأسه . ينتفض من جديد وينبح بحرقة . يجري في كل الاتجاهات والصبية يطاردونه .

كان ذلك ضحى يوم 1/ 3 / 1991 . المكان سوق الشيوخ .

وكان الناس يتجمعون من القرى ويتجهون صوب المدينة . وكان يرافق حشد الناس ام تكليف .

لم تدم المعركة طويلا بين الناس وفرقة حزب البعث في ناحية ( العكيكة ) كانت معركة قصيرة هرب منها ( البعثيين ) بعد دقائق بيد ان البعثيين كانت لهم قوة متمركزة في شعبة الحزب في مركز مدينة سوق الشيوخ .

كانت تلك الشعبة محصنة ومسورة باكياس الرمل .ومع هذه الشعبة حدثت اعنف معركة بين الناس ومرتزقة شعبة صدام . كانوا يطلقون رصاصا كثيفا صوب الناس . رصاص على اثره كان يتراجع المهاجِِِمون ويحتموا وراء جذوغ النخيل اوخلف حاجز ما . وكانت ام تكليف كلما جاءت زخة رصاص كثيفة وكلما تفرق الناس تلوح ( بالدشداشة ) البيضاء الملطخة بالدم وتشد عزائمهم وترتجل اهزوجة وتخاطب الجميع ( وينكم اولادي ) اريد منكم ثار ( اخوكم تكليف ) الذي اعدمه مرتزقة الشعبة .( وينكم اختكم واناشدكم ) وعلى اثر نداءات ام تكليف يتجمع الناس وتشتد المعركة .

انتهت المعركة في غضون ساعة بانتصار الناس وهللت ام تكليف .

                        نداء ام تكليف

تكليف مازال مصلوبا على عمود اعدام صدام ودمائه مازالت نازفة . وهلاهل امه لم تكتمل بعد.

ومازالت تردد ( اختكم واناشدكم )

ومن اجل ان تدفن ام تكليف ( الدشداشة ) المدماة مع جثة الشهيد تكليف علينا ان نكف عن بعض السجالات التي تمثل خيبة امل لام تكليف .

اغتنت ساحتنا الثقافية في الفترة الاخيرة بطروحات لم يسبق لها مثيل في السابق .

احمد عبدالحسين في ( هل العراق دولة عربية ) احمد الكاتب ( حول حقيقة المهدي المنتظر ) رسائل الدكتور ليث كبه بكائيات حمزة الحسن على قبر نوري سعيد وافكار اخرى كثيرة .

وذا كانت تلك الافكار تثير الامتعاض للوهلة الاولى فانها افكار ضرورية جدا وجريئة جدا .

هذا لايعني انني متفق معها . فلو سمحنا لمغامرة احمد عبدالحسين حول عروبة العراق بالانطلاق والتحاور والتفاعل والتلاقح مع كثير من الافكار بهذا الشأن ، ألا نتوقع انها قد تثمر عن تعريف جديد للدولة العراقية . في هذا الوقت الذي يردد فيه الجميع ، ان جذر المشكلة العراقية كامن في التعريفات الاولى التي بنيت عليه الدولة .

وكذلك الحال مع افكار احمد الكاتب وكل الافكار الاخرى .

اما بالنسبة لسلام عادل فانا لايعنيني ما اذا كنت تكتب باسماء مستعارة او باسمك الحقيقي ، ولكن حقا افسدت عليّ الرحلة الى كردستان مع الشاعر محمد مظلوم .

عذرا ام تكليف اذا اخفقت في ايصال النداء .


#كاظم_الشاهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عـراقيون
- تجليات المغنية الصلعاء
- نــــــصـــــان
- المرآة العراقية وتحديات المستقبل
- عراقية
- الملوك لايفسدون القرى
- ياعلي
- لماذا صار لشيعة العراق بيانا ؟ً
- رسائل حب
- نعم و لا
- نصوص
- الشرارة الاولى


المزيد.....




- منهم آل الشيخ والفوزان.. بيان موقّع حول حكم أداء الحج لمن لم ...
- عربيا.. من أي الدول تقدّم أكثر طالبي الهجرة إلى أمريكا بـ202 ...
- كيف قلبت الحراكات الطلابية موازين سياسات الدول عبر التاريخ؟ ...
- رفح ... لماذا ينزعج الجميع من تقارير اجتياح المدينة الحدودية ...
- تضرر ناقلة نفط إثر هجوم شنّه الحوثيون عليها في البحر الأحمر ...
- -حزب الله- اللبناني يعلن مقتل أحد عناصره
- معمر أمريكي يبوح بأسرار العمر الطويل
- مقتل مدني بقصف إسرائيلي على بلدة جنوبي لبنان (فيديو+صور)
- صحيفة ألمانية تكشف سبب فشل مفاوضات السلام بين روسيا وأوكراني ...
- ما عجز عنه البشر فعله الذكاء الاصطناعي.. العثور على قبر أفلا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كاظم الشاهري - ام تكليف توجه نداءا