ظهور عطشة

كاظم الشاهري

الحوار المتمدن-العدد: 420 - 2003 / 3 / 10 - 04:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

 

يتحث اهل قريتنا عن امراة عاشت في زمان ما  في القرية وكانت من اهل الفسق والرذيلة ويقال عنها ايضا انها كانت امراة حذوقا جدا لاتعطي مجالا لصائد خير بنصب شباكه قريبا منها . وكان اهل الخير يعودون من غزواتهم خائبين . وكان لتلك المرأة الصوت الاعلى والمبادرة الاولى اذا حصل خرق في قانون القرية. وكانت  تطوف البيوت من اسفلها الى اعلاها وتردد ( اقطعوا الرذيلة ) .
يتحدث عنها اهل قريتنا منذ الغابرين  من اسلافهم وحتى ابنائهم الخدج عن تلك المرأة الرذيلة الخارقة . ولانعرف لها مكانا اوبقعة في القرية . واشارات الشيوخ والعجائز الى اماكن اقامتها المحتمل جعلنا نظن انها كانت تسكن كل القرية .
كان اسمها ( عطشة ) وكانت القرية تسمي  كل محتال بغيض  ( عطشة ) ولايفرقون في ذلك ان كان رجلا او امرأة .
الجيل الحديث من ابناء قريتنا اعتبرها خرافة او اسطورة او قصة وانها لم تكن موجودة على ارض الواقع بالمرة والبعض الاخر راح يقيم الدراسات والتنقيب عنها . بعضهم توصل الى نتائج مدهشة والبعض الاخر خلت بحوثهم من الاثارة .
ورغم هذا وذاك ورغم كثرة الكلام من بين مصدق للقصة ونافيا لها . فأن البعض اعتبر اسم ( عطشة ) اسم لرجل عاش في الجهة الشمالية الغربية من قريتنا . والبعض الاخر اثبت بنعم  الجهة الشمالية الغربية ولكنه قال انها امرأة وليست رجلا كما يدعون .
بيد ان هناك بحوث اخرى وفريق عمل يمضي وقتا طويلا لاجل ان يثبت ان ( عطشة ) ليست ماكان بل انه ماسيكون وانهم لايعرفون على وجه التحديد ان كانت رجلا او امرأة . وانها قادمة او انه قادم . وليست او ليس ( عطشة ) المهدي المنتظر او الاعور الدجال . بل ان ( عطشة ) برزخ ظهورهما .
بعد يوم 6/3/2003 وفي مسائه بالضبط وكانت القرية كلها من جنوبها وشمالها ومن شرقها وغربها . كانت تشاهد التلفزيون . شاهدت القرية ( عطشة ) يقول اني اصلي من اجل السلام .
قالوا عطشة كانت امرأة والذي ظهر ذلك المساء كان رجلا .
وقالوا عطشة مجرد اسطورة وخيال .
وقال البعض لم يحن وقت ( عطشة ) بالظهور بعد .
وقال البعض جاءت القيامة واننا في البرزخ .
وعطشة يقول انه يصلي من اجل السلام ويعد الجيوش للحروب .
ويكرر امنعوا الرذيلة .

 

#كاظم_الشاهري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات